أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th November,2001 العدد:10643الطبعةالاولـي الأحد 3 ,رمضان 1422

وَرّاق الجزيرة

الطباعة والنشر في عهد الملك عبدالعزيز
1323 -1372ه (1924- 1952م)
ارتبط نشوء الدولة السعودية الحديثة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بالدعوة السلفية والحركة الاصلاحية، وهي امتداد لتاريخ قديم حين اقترن حكم الامام محمد بن سعود للدرعية بالدعوة السلفية للشيخ محمد بن عبدالوهاب ابتداء من العام 1158ه (1745م).
وظلت الاسرة السعودية منذ ذلك التاريخ وفية للدعوة، حريصة على الالتزام بنقاء الشريعة الاسلامية من كل شائبة، لا تدخر وسعاً في نشرها بكل الوسائل، متخذة من القرآن الكريم وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام دستورا ونظاماً، ومن اعمال السلف الصالح لائمة المسلمين سنداً وهداية، ملتزمة بالنهج الإصلاحي الذي حمل لواءه الشيخ محمد بن عبدالوهاب مجدد الدعوة السلفية يرحمه الله.
فحين استتب الامر للملك عبدالعزيز في حكم البلاد كان هاجسه الاول احياء الوفاء للدعوة، وتشجيع العلم باحثا عن كل وسيلة تمكنه من تحقيق ذلك. الا ان الظروف لم تكن سهلة ميسرة، فقد كانت البلاد حديثة عهد بالطباعة، تفتقر الى مقومات كثيرة، وكانت بعض اتجاهات التأليف في الداخل على غير النهج الذي اتخذته الدعوة السلفية؛ فكان عليه ان يتخذ نهجا يقربه من تحقيق اهدافه وغاياته.
اتخذت اتجاهات الملك عبدالعزيز آنذاك مسارين:
الأول : الاستعانة بالامكانات الطباعية خارج البلاد وداخلها في طباعة كتب التراث والدعوة السلفية.
فقد حرص الملك عبدالعزيز يرحمه الله منذ بداية حكمه على الاستعانة بوسائل النشر في ترسيخ دعائم مملكته، عازماً على تحقيق أولويات تستهدف:
1 نشر أسس الدعوة السلفية.
2 إشاعة العلم والثقافة بين شرائح الأمة.
3 تحديث النظام التعليمي واتاحته لابناء الامة وشبابها.
وجريدة (ام القرى) وهي الجريدة الرسمية للبلاد كانت لسان حال الدولة، تولى رئاسة تحريرها الشيخ يوسف ياسين، وهو من أقرب المستشارين لجلالته، وهو المحرر لافتتاحياتها، وما يكتب في تلك الافتتاحيات كان في الواقع يعبر عن رأي جلالة الملك واتجاه حكومته.
فقد كتب المحرر الرئيس للجريدة في عددها (214) الصادر في 21 شعبان 1347ه 19280م):
وهنالك عمل آخر لجلالة الملك متمم لقضية التعليم وهو طبع الكتب على نفقته الخاصة وتوزيعها مجاناً على الشعب وغيره، وقد بلغ عدد ما طبع حتى اليوم على نفقة جلالته مئة الف نسخة ونيف من مختلف الكتب. والمطابع لا تزال هنا وهناك تشتغل بطبع غيرها.
كما اشارت الجريدة نفسها في عددها (219) الصادر في 27 رمضان 1347ه (1928م) إلى مجموعة كبيرة من المؤلفات طبعت على نفقة الملك في كل من مصر والهند مقررة ان جلالته:
«استشار العلماء في خير الكتب التي ينبغي نشرها بين ا لناس ليعمل جهده في توفيرها فذكرت له الكتب التي تبين حقيقة التوحيد ومنها ما هو مطبوع ومنها ما لم يطبع، فاشتري من المطبوع مئات الكتب والآلاف، وما لم يطبع منها امر بطبعه وتوزيعه».
وفي معرض تناوله لجهود الملك عبدالعزيز في نشر الكتب النافعة، كتب محمد بهجة البيطار في العدد (12) من جريدة الاصلاح الصادرة بتاريخ 15 شعبان 1347ه (1928م) ما نصه:
«وكنت أذكر الكتب الاسلامية الجامعة النافعة التي طبعها الامام على نفقته ووزعها ايماناً واحتسابا ونسخها في التوحيد والتفسير والحديث والفقه الاسلامي تبلغ عشرات الالوف.
اقول الكتب الاسلامية ولا اقول النجدية او الوهابية لان معظم هذه الكتب التي طبعت ووزعت هي لاكبر رجال الاسلام في القرون الوسطى كابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية والمفسر العماد ابن كثير والموفق بن قدامة المقدسي صاحب المغني وأمثالهم...».
وتضمن (دليل المؤلفات السعودية) الصادر عن وزارة المعارف عام 1384ه (1964م) قائمة تضم اثنين وسبعين مؤلفاً من اعمال التراث الثقافي والديني طبعت على نفقة الملك عبدالعزيز يرحمه الله.
عباس صالح طاشكندي

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved