أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th November,2001 العدد:10645الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,رمضان 1422

مقـالات

نوافذ
الدرب
أميمة الخميس
على المستوى العقائدي كان اليهود هم الأعداء الأول للمسيحيين، فهم الذين حاربوا سيدنا المسيح عليه السلام في بواكير دعوته، وهم الذين وشوا به ليرفع على الصليب، وهم الذين كانت تعاليمهم الدينية تتقاطع بشدة مع الكنيسة وتعاليمها.
وهناك عيد لدى النصارى يسمى بعيد الصليب موعده في «14» من سبتمبر، ومن واجبات المسيحي في هذا العيد أن يقوم بشيء يكدر اليهود ويضايقهم.
ولقد ظل اليهود طوال التاريخ يعملون في الظلال المعتمة للتاريخ حيث أقبية الصاغة والصيارفة والطب الأسود إلى أن حانت اللحظة التاريخية التي اقتنصوها بكل دهاء وجدارة.
تلك اللحظة التي تزامنت بها عدة ظروف من أهمها هو انتزاع اليهودي «روتشيلد» منحة من اللورد بلفور بأرض فلسطين «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» ، إضافة إلى الهولوكست، واللوبي الصهيوني فائق النشاط في أمريكا...الخ.
جميع هذا جيّره اليهود بمهارة ليصب في نهر مصالحهم، حتى أصبح القساوسة المسيحيون يرون في أنفسهم امتدادا طبيعيا لليهودية يلتقون فيها عند الجد الأكبر «إبراهيم عليه السلام» وهذا ما تحرص على بثه الكثير من محطات التلفاز التبشيرية في الولايات المتحدة.
فإضافة إلى أن هذا اللوبي يعمل بطريقة مركزية ومنظمة فهو كذلك يجند أياً من اليهود بالتحرك الذكي الذي يخدم مصالحهم، فلو على سبيل المثال كتب كاتب من الكتّاب المحايدين كتاباً يصف الأوضاع الظالمة في المنطقة بالشكل الذي يرفع أصابع الاتهام في وجه إسرائيل فإنه سيحظى بعاصفة من الاحتجاجات، والرسائل تصل إلى بريده الشخصي، تجعله يراجع نفسه مرات عديدة قبل أن يتورط في هذا المجال.
مسايرة ووعي حقيقي بلغة العصر وطبيعته فوضعوا أيديهم على مصادر الثروة وهي ببساطة لا شيء غير وسائل الإعلام، ومن هناك انطلقوا، في الوقت الذي لم نسمع بأي من الأموال العربية والإسلامية المتراكمة تكون توجها إعلاميا وعالميا منظما على المدى الطويل وموجهاً إلى الرأي العام الغربي، على حين أن الولايات المتحدة نفسها لم تكتف باكتساح العالم بمحطاتها التلفزيونية وأفلامها السينمائية بل جيرت «30» مليون دولار لإنشاء محطة إذاعية موجهة فقط إلى العالم العربي ..!!!!.
إذا هناك قصور، وقصور واضح من العرب والمسلمين عامة في التعامل مع قضاياهم المصيرية وخدماتها والترويج لها من خلال اللغة السحرية الخارقة وهي لغة «الإعلام الذكي المنظم» ومع الأسف حتى الأفلام العالمية التي تخدم قضايانا ومصيرنا تتم بتمويل أجنبي أو شخصي «كأفلام مصطفى العقاد» الرسالة أو صلاح الدين مثلا، وتظل أموال العرب بعيدة عن العرب وبعيدة عن همومهم وقضاياهم، على حين استطاع اليهود أن يعتسفوا حقائق التاريخ ويلبسونها ثياباً تنكرية عجيبة ، وأن يتسللوا من خلف الكواليس إلى واجهة العالم بصبر ودأب لا يكفان.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved