أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th November,2001 العدد:10645الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,رمضان 1422

مقـالات

النقد الثقافي: البديل أو الرديف (8)
د. حسن بن فهد الهويمل
و«النقد الثقافي» في منهجه وآلياته ومقاصده لا يكون بالضرورة ورقة إدانة للثقافة الماضية مع الزمن السحيق، ولا معول هدم للتراث العريق، ولكن الذين اتخذوه لهذه المهمات يوقعونه في الارتياب، ويحيدون به عن جادة الصواب.
وحين لا يحمل هذا الهم المريب، ولايمتاز عن مذهب النقد بمنهج واضح ولا آلة مغايرة، لا يحتاج إلى تبنٍّ، ولا إلى تخلية المشهد النقدي من أجله، ولا يجوز أن نتصوره مشروعا بدهنا به دارس لم يتخلص من شوائب تعالقات نقضها قبل ان يحكم نسيجها، فهي معه أنكاث من قبل ومن بعد. وإذا كنا لا نعرف هدف هذا المشروع ولا منهجه ولا آلياته، أو أننا نفهمها على غير ما هي عليه، فليس هناك ما يمنع من الأخذ بأيدينا، وإيصال المعلومة إلينا برفق وأناة، وأحب الخصال إلى الله الحلم والأناة، والضعيف أمير الركب. وحين يكون المشروع أخذا بالمضمون وعدولا عن اللغة والفن فإن طوائف النقاد في مختلف مراحل التاريخ يراوحون بين هذا وذاك، وقد يجمع الواحد منهم بين الأمرين، وقد يكون مع أحدهما تارة ومع الآخر تارة أخرى، ثم لا يكون مع هذه التحولات موت ولاحياة. ولو أن هذا النوع من الذواقين سلك سبيل«النقد الثقافي» أو غيره بهدوء، وبدون مواجهة تصفوية لما هو قائم، لما كان في الأمر من بأس، فنحن نمارس«النقد الثقافي» حين نشتغل بالثقافة، ونمارسه حين نشتغل من خلالها، ولا نحمل هم الفرادة ولا حلم الريادة، ولا نجمع الأشياع، ولا نقيم التظاهرات الجنائزية. وكيف تكون مشاهدنا لو كنا كلما بدهنا كاتب بدعوى نفضنا أيدينا مما فيها، ولحقنا به؟ نجثو على الركب لنتلقى أبجديات مستجداته، نميت «النحو» راهبين، ونميت «النقد الأدبي» راغبين، وندين اللغة بفحولتها، ونهجو الأمة بتشعرنها، ونصم الشعراء بمعرة الشحاذة والمداح، ونحملهم جريمة شعرنة الأمة. وبدهي أنه ما كان شعراء العربية وحدهم الذين انقطعوا للمدح والسؤال، وما قال عاقل بأن حضارة من حضارات الدنيا قد تشعرنت، لأن فيها شعراء مدحوا غيرهم، أو طمعوا بالعطاء من غيرهم، وما قال عاقل رشيد بانفراد الشعر بتشكيل نسق الأمة. فالمدح والسؤال غرضان من أغراض الشعر وهما ظاهرتان عالميتان، والشعر موهبة لا تخص حضارة دون حضارة، وإن تميز العرب دون غيرهم بفن القول، حتى لقد كانت معجزة رسولهم بيانية، وقديما قيل: «نزلت الحكمة على ألسنة العرب». والفصاحة والبلاغة والبيان مما امتاز بها الإنسان العربي، ولم ينفرد بها، إذ السبق في الشيء لايعني حرمان الآخرين منه. وإذا قيل بالتشعرن، فقد قيل من قبل: إن العرب ظاهرة صوتية وكلتاهما جناية بحق الأمة.
وحسنا لو طرحت المصطلحات في ظل المؤاخاة والتعايش، ولكن المزعج والمثير أن جالبي هذه البضائع لا يرضون بالحضور المشترك، ولا يفرقون بين الاستهلاك والإنتاج، ولا بين النصائح والفضائح، فهاجسهم أن يلتف الجميع بعباءاتهم، ومطلبهم أن يصدق الجميع فريتهم، وليسوا بدعا من الأمر، فالمشاهد العربية لا تخلو من إطلاقات يستفز بها المهمشون مشاعر العامة ليدخلوا متن المشاهد، ويشيع ذكرهم، وسوف أفرغ لتقصي نماذج من هذه الإطلاقات، وقد لايكون المستفزون متكئين على مجرد الإطلاقات، وإنما تكون أذيتهم بالتبعية المذلة. والتاريخ الأدبي يكشف عن صدق مقولة ابن خلدون في تقليد المغلوب للغالب، والغلبة هنا انكسار في النفس وضعة في الخلق، تتلبس البعض، ويأنف منها آخرون، والمتلبسون بها يتقنعون بدعوى التجديد والمبادرة، ويتعللون بما يمر به العالم الآن من تغيير ثقافي كبير، وإذ نتفق معهم، ونرى تباطؤنا في الاغتراف من مناهل العلم التجريبي الذي لاتتبدل قوانينه، إلا أن الاستجابة غير التخلي وغير اللحاق بالآخرين، ومن ثم فإن الاختلاف مع أولئك ليس في التحرف، ولكنه في أسلوب الأداء، وفي موضوع التناول وفي المقاصد، والتغيير المطلوب لا يكون باستبدال صبغة الغير بصبغتنا.
لقد ملئت مشاهد عصر النهضة ب «دارون» و«فرويد»، وملئت مشاهد عصر الثورة ب «ماركس» و«سارتر»، وملئت مشاهد عصر الحداثة ب «بارت» و«دريدا»، وملئت مشاهد عصر البنيوية ب «سوسير»و«ياكبسون»، وهي في كل مرحلة تمتلئ بشرقيين أو غربيين.
وميزة التحول الغربي ترابط مراحله وتناميها، فيما يأتي تحولنا انقطاعاً، واستدباراً، وتخلياً، وتحول الغرب من منتجه إلى منتجه المعدل وتحولنا استهلاكي ليس غير، فعلماء الاجتماع يقلبون «دور كايم»، وعلماء النفس يرددون «فرويد»، وعلماء الفلسفة يجترون «ديكارت»، والعقاد لوح ب «هازلت»، وطه حسين استن ب «تين»، والواقعيون أزاحوا الجماليين، والبنيويون طردوا الواقعيين، والثقافيون أماتوا الأدباء. وكل مرحلة من مراحل الحياة الفكرية والأدبية ينسل في ربوعها أديب أو مفكر غربي، ويغيب آخرون، وكأن قدرنا أن نظل كالطاعم الكاسي ندَع المكارم ولا نرحل لبغيتها، نقتبس من نار الغرب، ثم لا نتمكن من إشعال نارنا. وإذا انطفأ وهج المذاهب هناك، ترمد قبسها هنا.
وهكذا قضت التبعية والدونية علينا، حتى تحولنا إلى تنابلة، نرقب الآتي من بعيد، فما نقول إلا ما قالت «حذام» وكأن الله لم يخلق لنا أدمغة تفكر ولا عقولاً تدبر ولا ألسنة تقرر، ومن أراد تصور الفجائع والهزائم فليقرأ في كتب الحداثيين، ليقف على القطيعة مع التراث واستحضار المتداول الغربي من الأسماء والكتب والمصطلحات، وياليت أننا حين أخذنا بعصمهم كنا مثلهم في استكمالهم واستيعابهم ما يتعلق بظاهر الحياة الدنيا. وياليت أنا حين استدعيناهم كنا باعتزاز العقاد أو بسعة ثقافة طه حسين أو باقتدار محمد مندور أو بأنفة زكي مبارك، وهذه الضعة جرأت«فوكوياما» على القول ب «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» وإصدار هذا الرأي الذي خولناه بفعلنا عام 1992م، وأحسبه قد راجع نفسه، وتحفظ على مقولته، وسوف نومئ إلى دوافع تلك المقولة وأسباب التراجع من خلال قفو آثار اللاحقين بالمستشرقين، وتقويم أثرها الاجتماعي والنفسي وإشعالها لفتنة الجدل الذي عوق مسيرتنا.
وإشكالية الذين اتخذوا المصطلحات الغربية ضراراً وتفريقاً بين الناس، أنهم لم يعولوا على ما في تراثهم من الأشباه والنظائر، وإلا فإن«النقد الثقافي» بنواياه السليمة ومقاصده الحسنة ومرجعيته التراثية موجود منذ الجاحظ في «حيوانه» و«بخلائه» و«رسائله»، ومنذ الأصفهاني في «أغانيه»، ومنذ ابن الجراح في«ورقته»، ومنذ الأندلسي في«عقده» ومنذ الإبشيهي في «مستطرفه»، ومنذ الشابشتي في«داراته». كما أن«النقد الأدبي» موجود منذ«أم جندب» إلى «أمبرتو» و«ياكبسون» و«بارت» والمتعمقون في نظرتهم يستبينون إرهاصات «النقد الثقافي» عند«طه حسين» في «حديث الأربعاء» وعند«أحمد أمين» في «فيض الخاطر» وعند«عباس محمود العقاد» في سائر دراسته وعند«مارون عبود» وعند ذوي النزعة الواقعية من أمثال «حسين مروة» و«محمود أمين العالم» وقد ترى ملامحه عند التراثيين من مثل «محب الدين الخطيب» في «حديقته» وعند سائر الموسوعيين. واهتمامات النقاد: الشكلية أو اللغوية أو الفنية أو الموضوعوية موجودةٌ من قبل ومن بعد. ومن الخير لنا أن نقبل بكل منهج، وبكل آلية، شريطة ألا تكون على حساب ثوابتنا وخصوصيتنا وعمقنا اللغوي والفني والموضوعي، وشريطة ألا يمارس معنا المستلبون الأستاذية والريادة والإسكات، كما في جريدة«الوطن 17/3/1422ه»،وشريطة ألا يحرض المبتدئون ويغرر بهم للإغارة على الآمنين لتشويه سمعتهم والنيل من مكانتهم واتهامهم بما لا يليق بالسوقة. ليشتغل من شاء بآليات البنيوية، وليأخذ من شاء بالنقد على أي اتجاه، وليعالج اللغويون اللغة على مذهب«سوسير» أو «سكنر» أو «تشومسكي» أو«ابن مالك» وليقل من شاء في اللغة على سنن المتقدمين أو المتأخرين، وليتحدث من شاء عمن شاء من المتعاليات أو المتدنيات، ولكن لا يتبعون ذلك إزهاقاً لأرواح، ولا اتهاماً بجهل، ولا تجنيداً لمرتزقة يسخرون بكفاءات البلاد، ولا يكون عويلاً جنائزياً، ولا شللية تختصرنا في شخص واحد، أو تفترض عجزنا عن اللحاق بمن طارت به خفة بضاعته وعدم ترويه، ولا أن يطلب صمتنا ليكون ناطقاً واحداً. لتبق لنا شخصيتنا، ولتبق لنا تعددية الآلة والمنهج وتغليب اللفظ أو المعنى، الثقافة أو الأدب، دون مشاحة أو ضيق في المادة أو المكان، كل ذلك ممكن، فالنص الأدبي ذو أبعاد: ثقافية وأدبية وفنية ولغوية وتكوينية ودلالية ونفسية وجمالية واجتماعية، وله أنساقه وسياقاته وتناصه، وللناقد أن يتخذ من النص ما يحلو له، وما هو في حاجة إليه، و«نظرية التلقي» تعدد صور القراءة والاهتمامات، والمتسطحون يختصرون أنفسهم في زوايا ضيقة، ويكرهون الآخرين على أن يكونوا أمثالهم. وحين تصفى قضايانا، ونذاد عما نريد لما يريدون يكون من حقنا القبول أو الرفض، وليس في الخيارين مزيد فضل محض، لا يكون مرتبطاً بالحاجة والمشروعية. وما نواجهه من صلف الجنائزيين عين التفحلن الذي ينهون عنه، ومثل هذا من كبير المقت، لأنه قول لا يعضده فعل، وصدق الله«كبر مقتاً عندالله أن تقولوا ما لاتفعلون».
لقد طغت«الحداثة» بكل بعدياتها وأوذينا من ذويها، ثم ولت الأدبار، وطغت«البنيوية» بكل بعدياتها ونفينا من المشاهد، ثم ثوت وانفض سامرها، وطاف علينا النقد السوسيولوجي والنفسي والأسطوري والأيديولوجي، والجديد بكل اهتماماته الأسطورية والخرافية والأنثوية، وتقحم علينا«النقد الثقافي» ووصفنا بالمستكيتين اللاهثين وراء عجاجة المبادرين، وجاء المتماهون مع«نعوم تشومسكي» ساخرين بالنحو العربي وبالنحاة، مميتين لهؤلاء وأولئك، يراهنون على «الملكة والغريزة»، ويرفضون «التفاضل» بين اللغات، لا اكتشافاً من عند أنفسهم لما يقولون به، ولكن تلقياً غير حصيف، وكل من قلد ظاهرة غريبة، لم يفهما، ولم يحسن التعامل من خلالها، أوغل في النيل من حضارته، وتولى كبر التقليل من شأنها، ونفي بعض مفرداتها، وكأنها سبة الدهر وعار الزمن، وما السبة والعار إلا ركونهم على الغير وتمثل أخلاقيات العائل المستكبر.
إن تخلية المشاهد بدعوى الموت أو النفي ضرب من«التشعرن» الذي ينهض«النقد الثقافي» لضربه، وهي عين«الفحولة». وهل بعد الإماتة والإسكات من فحولة عاطفية متأججة وتشعرن متسلط. ولو أن التفحلن والتشعرن في التعامل مع الآخر جاء يرود للمبادرات، ويحمي ساقة المجددين لكان ذلك مستساغاً ومتوقعاً، وإن لم يكن من فضائل الأعمال، ولكن الطامة الكبرى أن أولئك كما وصف أخذهم من الغرب الحداثي المتمركس«محمود أمين العالم» في دراسته«الجذور المعرفية والفلسفية للنقد الأدبي العربي الحديث والمعاصر» في ملف «الفسلفة العربية المعاصرة» بقوله: «لقد كان استنساخاً بليداً وتقليداً أعمى وتكراراً مسطحاً ص 75» وهو شاهد من الأهل، وذلك ما علمناه في المتفحلنين، وما شهدنا إلا بما علمنا.
والمؤلم أن الذين يمنون أنفسهم بالاستحواذ على المشاهد لا يستوصون بها خيراً، ولا يبتدرون، والذين يتعرضون لسقط الآخرين لا يتقنون، والذين يستبدلون الأدنى لا يستقرون، وضِغث الإبَّالة ينقادون وراءهم ثم لا يسألون.
والموجع أن الذين يقودون هذه الحملات«التتارية» على ثوابت حضارتهم ليسوا من السوقة الذين لا يؤبه بهم، ولا من الضعفاءالذين لا يلتفت إليهم، ولا من الهامشيين الذين لايخشى من تأثيرهم، وليسوا ممن لم يبلغوا الأشد، بحيث نرقب نضجهم وعودتهم إلى جادة الصواب. وإذا كان البعض منا لايزال يعيش مرحلة الصدمة الحضارية والرضخة الحزيرانية، ويتكلم من اللاشعور ومن«تيار الوعي»، فإن فينا من تحامل على نفسه وسحبها بجراحها النازفة خارج مأسدة«المغول» القادمين من الداخل، وباشر تضميد جراحه والتحرف للفعل الحضاري. والخلطة المستحكمة مع الآخرين والحاجة إلى بعض ما عنده تفرضان فهم الطوارئ وأهدافها ونوايا أصحابها، وتحفزان على تأمل نتائج فعل المتسرعين في الأخذ والتخلي، وليس من الحصافة أن نعول على دعوى إفراغ المحتويات والمضامين، ولاعلى قوة الوازع، وهيمنة السلطة، ولا على بقاء الطائفة المنصورة، وحفظ اللغة والدين بحفظ الذكر، فالخوف على ضياع الذات لا على اضمحلال المبدأ. لقد عرفنا الغرب منذ«حملة نابليون»، وأخذنا منه بدون شرط، ورفضناه بدون تروٍّ، وتحكم المستغربون في المشاهد والوسائل، وانكمش الرافضون، فماذا حققنا على مستويات القبول والرفض المرتجلين؟ هل كنا كما هو في قوته واحترام إنسانه وعلمه بظاهر الحياة الدنيا؟ أم أننا في انحدار وضعف؟ أخذنا ب «الوضعية» و«المادية» و«المثالية تأسلم قوم، وتعلمن آخرون، وتمركست طائفة، وترسملت أخرى، وادعينا«الديمقراطية»، وحررنا الوصول الى المرأة، وطبقنا المناهج، وأوغلنا في الاغتراب، وها نحن في حال لا تسر الصديق، فهلا نفكر بتحرف جديد؟ لماذا لا نكون جريئين، نستقرئ الواقع المعاش، ونحاول تحسس أوجاعه، ونتحرف لتدارك الأمر من خلال حوار حضاري يضمن تكافؤ الفرص، وتوفر الندية؟
وما نقوله هنا ليس تصدياً لمقترفات شخص أو شخصين، وإنما هو تصد لمنظومة فكرية عربية، تعمدت إفساد الأخلاق وانحراف الفكر وغربنة القيم.
وهي منظومة تمتلك المقدرة المعرفية، والوسائل المهيمنة، والدعم السخي، والحماية القوية من حضارة الاستكبار. وما من مفكر أو أديب أصيب بدخن الفكر المادي، إلا وتظل الحضارة العربية عنده متهمة ومستباحة، وحماتها مدانون بشرعنة الفوات الحضاري، وبالردة الثقافية. والخطورة أن«مغولها» ينسلون من الداخل، وفات المخبلين والمخذلين أن الحضارة أي حضارة لها أعماقها التاريخية وثوابتها ومرجعياتها ومناهجها وآلياتها ومناخها الذي لايقبل إسقاط التجربة الناجحة في محيط آخر، ثم مطالبتها باستيعابها والتفاعل من خلالها، في حين يقبل هذا المناخ التأسيس والاقتراض. والنكبات التي أوجعت الحضارة الإسلامية والمصائب التي تجرعتها الأمة العربية ولم تستسغها، إنما جاءتها من هذا الاستلاب الفوري وغير المتأمل، ومن الطبعي في أي حضارة أن ترفض الأجسام الغريبة، وأن تضوى مما لا يتفق مع نسيجها، والعققة من أبنائها هم الذين يكرهونها على أن تنسلخ من ثوابتها، والماكرون يربطون بين التخلف والأسلمة، ويحيلون حق التساؤل والتحفظ على محاربة التفكير بعد منع التعبير، وفات أولئك المتسلطين أن التفكير فريضة إسلامية، وأن التعبير حق مشروع. والتخوين والإدانة من مفردات الثواب والعقاب في أي مبدأ أو عقيدة، والإشكالية ليست في مشروعية الحكم، ولكنها في مسوغات الجزاء، وإذا اختلطت المفاهيم عند المشروع الإسلامي فهي أكثر اختلاطا عند ما سواه من المشاريع، والإسلاميون يردون إلى مرجعيتهم عند التنازع ويرجون من الله مالا يرجوه غيرهم.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved