أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th November,2001 العدد:10645الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,رمضان 1422

متابعة

شيوخ قبائل من مختلف الأنحاء يتسابقون إلى المدينة
حزب الوحدة يدق أبواب كابول بشدة لإثبات وجوده في ترتيبات الحكم
* إسلام أباد من جين ماكارتني رويترز:
يقول مثل أفغاني.. بينما اختلف القصابون سقطت البقرة صريعة.. يكرر الأفغان الذين يتعطشون إلى السلام بعد 23 عاما من الحرب المثل كثيرا هذه الأيام.
ولكن كما حدث خلال القرن الماضي فإن ملكهم ونخبتهم والسياسيين والحكومات الأفغانية المتناحرة بدأوا يختلفون حول من يجب ان يتولى السلطة في البلاد الفقيرة.
والجائزة هي كابول مركز هذه السلطة والتي سقطت في أيدي حزب الجماعة الإسلامية الذي يتزعمه الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني.
وأثار ذلك استياء ان لم يكن غضب بعض أعضاء الجبهة المتحدة التي يطلق عليها أيضا التحالف الشمالي المعارض وبرهاني رئيسه الصوري ناهيك عن شيوخ قبائل البشتون الذين حكموا البلاد من قبل.
وقال المتحدث باسم كريم خليلي زعيم حزب الوحدة الذي يمثل الاقلية الشيعية في أفغانستان من الهزارة وهم من نسل جيوش الفاتح المغولي جنكيز خان «اتفقت جميع فصائل الجبهة المتحدة على عدم دخول أي جماعة بمفردها كابول.. ولكن للأسف لم يتم الالتزام بذلك».
ويسعى مئات من المقاتلين من حزب الوحدة المسلحين للوصول إلى كابول من أيام لضمان عدم تجاهلهم في أي حكومة في المستقبل.
وهؤلاء المقاتلون ليسوا فقط من يسعى في أفغانستان للحصول على قطعة من الكعكة..
فمن الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب يتسابق مختلف شيوخ القبائل وزعماء الفصائل لكسب أراض وسلطة ولن يتورعوا عن شيء لضمان الحصول على مقعد على مائدة المحادثات إذ من المتوقع ان يجتمع المجلس الأعلى الذي يضم شيوخ القبائل وكبار الشخصيات والذي من المتوقع ان يحدد مصير أفغانستان.
وعاد قاري بابا الحاكم السابق لمدينة غزني إلى المدينة بسرعة الاسبوع الماضي من حصن التحالف الشمالي وادي بانجشير وقاتل طول الطريق حتى المدينة مواجها مقاومة شرسة من حركة طالبان، وقتل دوست محمد حاكم المدينة التابع لطالبان ليسترد قاري بابا مدينته.
وكذلك فعل حاكم مدينة جلال أباد الشرقية ولكن فقط بعد ان أجرى الأعيان المحليون والقوات القادمة الطموحة محادثات طول الليل لتقسيم الأعمال فيما بينهم حتى يحصل الجميع على شيء ولكن رغم مرور أيام إلا أنهم ما زالوا يجدون أمورا يختلفون عليها.
وتكرر هذا المثال في شتى أنحاء أفغانستان.
وقال موسى رضاي القائد المحلي من حزب الوحدة انه في مدينة هيرات الغربية اشتبك مقاتلون للقادة المتناحرين الموالين للقائد المعارض إسماعيل خان بالأسلحة مساء يوم السبت مما أسفر عن مقتل رجلين.
وأضاف «هيرات هادئة في الوقت الحالي ولكن هناك كثير من المسلحين والوضع غير مستقر».
وأشار رضاي إلى ان الأمور ليست على ما يرام على جانبه هو أيضا ولكنه أصر على انه وخان دفنا خلافاتهما.
وأضاف «اجتمعنا الليلة الماضية وتصالحنا.. بسبب الصراع مع طالبان لم يتح لنا الوقت الكافي لوضع نظام لاقتسام السلطة» مشيرا إلى التقدم صوب الجنوب والغرب في محاولة لقمع حركة طالبان في معاقلها الجنوبية.
ولكنه أوضح ان حزب الوحدة سيكون صبورا لحين تشكيل حكومة مركزية وتقسيم السلطات.
إلا أنه حول هيرات طالب حزب الوحدة بأراض وبالسيطرة على الحدود مع إيران حتى بلدة تيربل الواقعة على بعد نحو 80 كيلو مترا غربي هرات.
ويضع آخرون علامات على مناطقهم حتى في العاصمة ذاتها.
وسيطر مقاتلو حزب الوحدة برئاسة خليلي على منطقة كارتي باروان في جنوب غرب كابول، وقال المتحدث باسم خليلي «رفعوا علم حزب الوحدة في المنطقة».
وأشار إلى ان هدفهم أساسا هو حماية الاقلية من الهزارة، ولكن فاتحي كابول هم أنفسهم الذين دخلوا المدينة منذ نحو عقد وبدأوا سريعا إطلاق النيران على بعضهم البعض.
وأصبحت الشوارع آنذاك ساحة لإطلاق النيران وأصبحت الوزارات معاقل للثوار وتحولت المدارس إلى قلاع مسلحة.
وبعد اسابيع من استيلاء المجاهدين في ذلك الوقت على كابول تحولت المدينة إلى ساحات اقتتال وفي اسبوع جمع آلاف المدنيين في المدينة متعددة العرقيات عند نقاط تفتيش واحتجزهم أعضاء الجماعات العرقية المتناحرة رهائن حتى تقوم كل جماعة بمبادلتهم برهائنها لدى الجماعة الأخرى.
وخلال الأعوام الأربعة التالية فقد عشرات الالاف حياتهم في قتال بين الفصائل وتحولت المدينة إلى حطام.
ومن ثم يتساءل كثيرون الآن ما إذا كانت نقاط السيطرة التي تنحتها الفصائل المختلفة الآن إشارة على نزاعات تنشب فيما بينهم في الوقت الذي تتلاشى فيه آمال إحلال السلام.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved