أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th November,2001 العدد:10645الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,رمضان 1422

الريـاضيـة

المبدع عبدالله الشيحان في حوار لا يخلو من الصراحة بعدالعودة من باريس:
الدنيا «اسودّت» في وجهي بسبب تايلندي
لم أتأثر بلاعب سعودي ومثلي الأعلى مارادونا
* حوار صالح الهويريني:
نال المبدع عبدالله الشيحان نجم منتخبنا الوطني مساحات اعجاب كبيرة وواسعة من لدى اغلب المتابعين الرياضيين والجماهير الرياضية ليس في المملكة فحسب وانما ايضا في الوطن العربي وقارة اسيا وذلك جراء مستوياته المميزة واهدافه المؤثرة خلال مسيرة منتخبنا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2002م الى درجة ان الكثير اعتبروه احد أهم عوامل التفوق السعودي في هذه التصفيات مما يبرهن انه قادم بكل قوة الى ساحة النجومية الحقة في الميادين الكروية الخارجية خصوصاً أنه لاعب موهوب ويحمل كافة صفات النجومية والمجال أمامه ما زال رحباً لتقديم الأفضل..
الشيحان بعد عودته من العاصمة الفرنسية باريس مساء الاثنين الماضي بعد اجراء عملية جراحية في الرباط الصليبي التقيناه في حوار لا يخلو من الصراحة تحدث من خلاله عن الكثير من الأمور التي تخص مراحل علاج اصابته ورحلة منتخبنا في التصفيات الآسيوية التي قادته للمونديال وعن اصعب المباريات التي واجهها الاخضر وقتها في تلك التصفيات، مثمنا في ذات الوقت الدور الكبير الذي بذله الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة الامير سلطان بن فهد ونائبه الامير نواف بن فيصل في سبيل بلوغ منتخبنا للمونديال العالمي للمرة الثالثة على التوالي..
* * في البداية.. ماذا عن أحوالك النفسية التي تعيشها حالياً خصوصاً وأن الإصابة التي تشكو منها وتعرضت لها أمام تايلند قوية وستبعدك عن الملاعب لفترة طويلة جداً؟
أنا «وأعوذ بالله من هذه الكلمة» شخص مؤمن بالله وراضٍ بقضاء الله وقدره فما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني.. الحمد لله الآن معنوياتي أفضل من تلك التي عشتها بعد حدوث الإصابة مباشرة .. لا أخفيك انني بعد ان تعرضت للاصابة وقبل خروجي من الملعب محمولاً شعرت وكأن الدنيا «اسودت» في وجهي وهو برأيي شعور طبيعي أكاد أجزم أن كل شخص في حياته يتعرض لموقف عصيب في حياته لابد ان يشعر بمثل ما شعرت به ولاسيما ان الاصابة حدثت في وقت والجميع في المملكة كانوا يستعدون للابتهاج ببلوغ منتخبنا الوطني الى مونديال 2002م فضلاً عن أنني بشهادة الكثيرين قدمت خلال التصفيات الآسيوية مستويات مقنعة للغاية وكنت أعيش قمة سعادتي من جميع النواحي..
* * وماذا أيضاً عن رحلتك العلاجية؟
الحمدلله رحلتي العلاجية رتب لها كل الترتيبات اللازمة وكتب لها النجاح حيث رافقني الدكتور جمال خليفة «جزائري» وأجريت العملية الناجحة بحمد الله وتوفيقه.
* * وما هي خطوات العلاج التي ستتبعها بعد إجراء العملية؟
الطبيب المعالج حدد لي البرنامج الذي سأسير عليه حتى الشفاء بإذن الله ويظل الاهم ان يكتب الله لي ما فيه الخير وان اعود الى الملاعب بصورة افضل ولاسيما ان ثقتي في نفسي وإمكاناتي كبيرة..
* * وعودتك للملاعب مجددا هل ستكون في نهاية الموسم الرياضي الحالي؟
لا اعتقد ذلك فأنا احتاج الى مدة ثمانية اشهر كعلاج لإصابتي خصوصاً وانني وضعت في مخيلتي ان عودتي للمشاركة في المنافسات الرسمية لابد ان اكون وقتها في كامل جاهزيتي ومن الواجب ألا اعود للملاعب الا بعد تلاشيها حتى لا اندم وعندها لا يفيد الندم..
* * هناك من يقول بل يؤكد ان غياب الشيحان سيترك فراغاً في صفوف منتخبنا الوطني خلال مشاركته في دورة الخليج المقبلة باعتبار انك كنت من اهم عوامل التفوق السعودي في تصفيات المونديال ما تعليقك؟
من يقول أو يؤكد مثل هذا القول لم يحالفه الصواب مع احترامي وتقديري للجميع وايضا شكري لهم لانه بأي حال من الاحوال لا يمكن ان يؤثر غياب لاعب على مجموعة خصوصاً وان المعني بذلك هو المنتخب السعودي الذي يضم كوكبة عديدة من النجوم وفيهم الخير والبركة وعلى الجميع ان يدرك ان غيابي عن مشاركة زملائي في دورة الخليج سيترك اثراً في نفسي وليس فراغا في صفوف منتخبنا خصوصا وان المشاركة في دورة الخليج تحديدا لها وقع خاص لدى كل لاعب خليجي وكل لاعب يتمنى ان يشارك منتخب بلاده خلالها..
* * ولكن فريقك الشباب سيتأثر بغيابك باعتبار انك حاليا تمثل اهم ركائزه.. هل توافقني الرأي على ذلك؟..
بالعكس الشباب لن يتأثر بالصورة التي تتوقعها خصوصا وان فريقنا لديه مجموعة شباب كلها حماس واصرار على تحقيق المكاسب واتمنى لهم التوفيق ولاسيما ان ادارة الشباب برئاسة الامير خالد بن سعد وبدعم اعضاء الشرف وعلى رأسهم الامير خالد بن سلطان قادرون على توفير افضل السبل التي تعين فريقنا بعد توفيق الله على تحقيق ما نرجوه كشبابيين.
* * كم تبقى على عقدك مع فريقك الشباب. وهل لديك النية بتجديده؟
عقدي تبقى على نهايته ثمانية اشهر اما فيما يخص تجديد عقدي من عدمه فالحديث سابق لأوانه و«بدري» ان تسألني هذا السؤال..
* * عبدالله ماذا عن مدربنا الوطني ناصر الجوهر؟.. وكيف تراه؟
ابو خالد ناصر الجوهر اقولها بكل صراحة من افضل المدربين الذين تعاملت معهم وادين له بالشيء الكثير في رحلتي مع منتخبنا خلال تصفيات المونديال ويكفيني انه اعطاني كامل الثقة التي كنت احتاجها مع المنتخب مما اعانني بعد توفيق الله على تقديم مستوى أرضى الكثيرين عني..
* * مهمتك الاساسية كلاعب ترتكزعلى تأدية المهام الهجومية في الجهة اليسرى في اغلب الاحيان ولكن رغم ذلك كنت هدافا لمنتخبنا تحديدا في التصفيات المونديالية.. ما تعليقك؟..
الأهداف نعمة وتسجيلها لا يأتي إلا بتوفيق الله أولاً ثم بجهود اللاعبين الذين يجاورون من يسجلها.. عليك ان تدرك والجميع ايضا ان الاهداف التي سجلتها في التصفيات لم تكن لتتحقق لولا جهود زملائي وترجمتي لتلك الجهود والفرص المهيأة لي.. وبعيدا عن كل ذلك يظل الأهم ان يتحقق الفوز سواء سجلت أو سجل أحد زملائي.
* * ان شاء الله ستكون على رأس قائمة منتخبنا الوطني التي ستشاركه في مونديال 2002م.. بصراحة ماذا يعني لك المشاركة في مثل تلك التظاهرة العالمية؟
اللعب في منافسة كروية مثل كأس العالم أمنية لا يضاهيها أي أمنية كروية أخرى.. لا أخفيك ان شعوري التام بزوال اصابتي قبل انطلاق مباريات المونديال ازال الكثير من شعور الاحباط الذي انتابني عقب تعرضي للإصابة خصوصاً وان بلوغ كأس العالم على أي منتخب في العالم ليس أمرا سهلاً وربما الذي يشارك في المونديال المقبل لا يشارك في المونديال الذي يليه وان شاء الله تتاح لي الفرصة واكون جاهزا للمشاركة مع منتخبنا في كوريا واليابان 2002م ويظل الأهم أن يظهر منتخبنا بالصورة المأمولة التي تشرف الكرة السعودية والكرة العربية أيضاً ولاسيما ان كافة الظروف المحيطة بالمنتخب تعينه على تحقيق ما نصبو اليه كسعوديين تحديدا في ظل الدعم الذي تجده الرياضة السعودية اجمالا من لدى حكومتنا الرشيدة ومتابعة وتوجيه اميرنا المحبوب وجه السعد الامير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل.
* * برأيك ما هي أصعب المباريات التي واجهها منتخبنا في تصفيات المونديال؟
جميع المباريات كانت صعبة لكن أكثرها صعوبة كانت تلك التي جمعتنا «ذهاباً» بالمنتخب العراقي والصعوبة التي تكمن تحديدا في هذه المباراة بعد تعادلنا امام البحرين وخسارتنا امام ايران باعتبار ان منتخبنا لو كان قد تعرض للخسارة امام العراق لربما تلاشت حظوظنا في التأهل ولكن الحمد لله تحقق لنا ما اردنا وفاز منتخبنا بهدف عبيد الدوسري.
* * والتعادل الذي تحقق لمنتخب ايران امام منتخبنا في «جدة» بماذا تصفه؟..
بالتأكيد هو تعادل لم يكن منصفاً وازعجنا ولكن الحمد لله الأمور في النهاية سارت لمصلحتنا وتحقق لمنتخبنا ما كنا نطمح إلى تحقيقه ولكن الذي ازعجنا اكثر هو تحميل البعض مسئولية هذا التعادل لزميلي محمد نور لأن ما حدث كان خارجاً عن ارادة اللاعب خصوصا وانه يجب على الجميع ان يدرك ان الفوز لو تحقق او الخسارة إن حدثت لأي فريق فإن ذلك مسئولية جميع اللاعبين.
وكل الذي اتمناه ألا يتأثر زميلي محمد نور وان شاء الله يعود اكثر تألقاً وكما عهدناه نجماً كبيراً..
* * بصراحة ألم يصبك الاحباط بعدم قدرة منتخبنا على نيل البطاقة الاولى عن مجموعته ولاسيما وان منتخبنا واجه تايلند في اخر مبارياته وكان مصيره ايضا مرتبطاً بفوز منتخب البحرين الشقيق على منتخب ايران؟
لو كنت مصاباً بالاحباط او اي احد من زملائي لما ظهرنا بمستوى جيد للغاية امام تايلند وتوجناه باربعة اهداف خصوصا واننا كنا على ثقة تامة بتوفر الظروف التي تعين منتخب البحرين على تحقيق الفوز على ايران مهيئين انفسنا لخوض مباريات «الملحق» الاسيوي الاوروبي لو حصل منتخبنا على البطاقة الثانية ولكن الحمد لله تحقق لمنتخبنا ما كان يصبو إليه وابارك للجميع التأهل للمونديال.
* * هل تعتقد ان منتخبنا قدم افضل مستوياته في التصفيات المونديالية؟
افضلية المستوى في مثل هذا النوع من التصفيات ليست امراً مطلوباً في كل الاحوال ولاسيما اذا كانت النتائج ايجابية باعتبار مباريات تلك التصفيات تلعب خلالها الضغوط النفسية دوراً رئيسياً وتكون سببا في حجب المستوى في غالب الاحيان ولكن رغم كل ذلك كان منتخبنا افضل منتخبات مجموعته مستوى خصوصا وان منتخبنا تعرض لبعض الظروف خلال اول مباراتين في التصفيات وكنا نعيش ضغوطاً كبيرة لا نستطيع كبحها بسهولة.
* * وهل الجهاز الاداري ادى دوره المطلوب تجاهكم كلاعبين؟
نعم وكان دوره بقيادة الاخ فيصل عبدالهادي مؤثرا للغاية بل ومكملا لكل الجهود التي بذلت من لدى الجميع خصوصا وان متابعة الامير نواف بن فيصل عن قرب بتوجيه من الامير سلطان بن فهد كانت ايجابية وساهمت في ازالة اي عوائق كان من الممكن ان تعتري مسيرة منتخبنا.
* * نعود الى اصابتك .. هل تعتقد انها كانت مقصودة من اللاعب التايلندي؟.. وهل شعرت بصعوبتها منذ لحظة تعرضك لها؟
لا أستطيع أن أؤكد انها مقصودة. وبالنسبة لصعوبتها لحظة تعرضي لها نعم شعرت بذلك خصوصاً وانني وقتها كنت اعتصر من شدة الالم ولم اعد اشعر بكل من حولي ولا اخفيك انني كنت ابكي من داخلي من الالم الذي اصابني ولكن بعد نهاية المباراة ومعرفتنا بفوز البحرين على ايران عادت إليَّ سكينتي وهدوئي وفرحت مثل كافة زملائي وكل سعودي بالتأهل للمونديال..
* * بدأت تحتل مكانة كروية مرموقة في نفوس مشجعي الاخضر عقب المستويات الكبيرة واهدافك الثمينة في مباريات تصفيات المونديال.. هل هناك نجم محلي واخر عالمي تتمنى بلوغ نجوميته ومستواه؟
اتمنى ان اكون مثلما تقول بشأن مكانتي الكروية في نفوس محبي منتخبنا.. اما فيما يخص استفسارك اقولها بكل صراحة ليس هناك لاعب محلي اعتبره مثلا اعلى لي او تأثرت به ولكن بالنسبة لمثلي الاعلى عالميا فلا يوجد سوى الداهية مارادونا الذي اتابع كل مبارياته للاستفادة منه..
* * وماذا عن دور الجماهير السعودية في تأهل الاخضر للمونديال؟
دعم جماهيرنا لنا كلاعبين كان من اهم عوامل التفوق التي قادت منتخبنا للمونديال المقبل ولا استثني او أميز جماهير منطقة عن منطقة اخرى فالجميع كان لهم دور وتشجيعهم ومؤازرتهم لنا حفزتنا وشحذت هممنا في كل المباريات وساهمت كثيرا في انتصاراتنا..
* * وماذا تود ان تضيف في نهاية هذا الحوار القصير؟
أولاً اشكر كل اصحاب السمو الملكي والسمو الامراء الذين هاتفوني للاطمئنان على اصابتي كما اشكر ايضا كل زملائي في المنتخب والنادي وكل الاندية ايضا وبعض الجماهير وبصراحة اهتمام الجميع باصابتي واستفسارهم المستمر عن احوالها ازال الكثير من الترسبات النفسية التي اصابتني من جراء الاصابة .. كما اشكركم انتم في جريدة الجزيرة على اهتمامكم وحرصكم على الالتقاء بالقارئ الرياضي الكريم.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved