أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd November,2001 العدد:10648الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,رمضان 1422

قصائد في الذكرى

المنارة فهد
ظامىء الشعرِ والكلامُ كثيرُ
حين يدعو إليهِ شيءٌ مثيرُ
فاسأل النفسَ أي شيءٍ تَراهُ
في الدُّنا يستحقهُ التعبيرُ
واقع أخلف القياس لديه
مذ تبدّى وعُمِّي التنظيرُ
واقعٌ أخضع الخيالُ انكساراً
كِبْرَه منه وانحنى التفكيرُ!
مئة مَرَّ بالرياض شذاها
ثم ألوى بطيفها التذكيرُ
ها هنا أنجب الزمان زماناً
قدسياً نداؤه التكبيرُ
قَبْلَهُ كانت الجزيرة حبلى
بخطايا يندى بها التكفيرُ
قبله كانت الجزيرة ظهراً
أعوج الدرب، تمتطيه الشرورُ
عاثت السيئات في الأرض دهراً
رأيها الغي سيفها التدميرُ
منظرٌ يشرق الحديث تماماً
إذ يراه ويصعق التصويرُ
ماء وجه أريق في إثر عرض
زمزميّ أهانه التعكيرُ
والرُّبى تستفيق في كل صبحٍ
وعليها من الدماء بحورُ
هجع الويل لحظة ثم دوَّى
من دجى قاعه السلام البشيرُ
شعَّ «عبدالعزيز» شمسَ أمانٍ
فاشرأبت إلى الشروق العصورُ
فإذا بالأحلام تخلص نجوى
أي شخصٍ يكون هذا الأميرُ؟!
قال «عبدالعزيز» لست أميراً
بل نجاة يسوقها التقديرُ
أنبت الله للمصير قناة
من مدى قوتي ليقوى المصيرُ
كان «عبدالعزيز» غيثاً يرجى
لزمانٍ يضج فيه السعير
غاب عنه التقى فأضحى خُنوعاً
يتمطى بعارضيه الغرورُ
ظامئ الشعر لا تقل ما سمعنا
بسرابٍ يتيه فيه الغديرُ
ظامئ الشعر سر ترَ الموت عيناً
يتردى على يديه الضميرُ
ومضى العمر في ركاب الرزايا
يعلق الجرح والرحى تستديرُ
وشهيق الأنفاس يعلو صداه
وظلال الحمى طواها الهجيرُ
ووقوف السُّها على قدميها
طال حتى تثاءب الديجورُ
خفقان القلوب صار دويّاً
ما أطاقت صدى صداه الصدورُ
كيف للقلب أن ينام قريراً
في أتونٍ يفوح منه الهديرُ
ها هنا صرخة رماها يتيمٌ
يعتريها تغيُّظٌ وزفيرُ
وهنا قطعة لإحساس ثكلى
بفؤادٍ ينوح فيه الثبورُ
إن «عبدالعزيز» ليس بذكرى
كلما حُرِّكت علاها العبيرُ
إنه صحوةٌ وميلاد فجرٍ
في نفوس يسومها التتبيرُ
أقسم الفجر حين أقبل عشراً
إن ميلاده لشيءٌ عسيرُ
كيف لا والظلام أمسى سيولاً
تغرق الكون كله وتمورُ
إن لله قدرة لا تُجارى
كل أمرٍ بأمرها مأمورُ
ظامئ الشعر في ثلاثين عاماً
ضُمَّ نجدٌ وحائلٌ وعسيرُ
وتلاقي البحران في دفء حبٍ
لم يلوث صفاءه التكديرُ
ركب خيرٍ ذراه بيرق عزٍّ
بثباتٍ يقوده التيسيرُ
زال شؤم القنوط من سحنة الأر
ض ونادى يا للأمان الشعورُ
بعد هذا تحول الرمح ظلاً
في نواحيه تستريح الظهورُ
ثم جاء «الميزان» شاهد عدلٍ
ليس فيه لجهدنا تخسيرُ
نصبته السماء في راحتيها
يزن المعجزات فالأرض بورُ
فإذا بالعراء يُنبت عزماً
يرتقي في بروجه التعميرُ
وإذا بالصعاب تسقط صرعى
كل صعبٍ يسوسه التسخيرُ
إيه «عبدَالعزيز» ما زلتَ خلداً
طبت ذكراً تغار منه العطورُ
عشقتك الصعاب حتى المنايا
فسمت للسماء نفسٌ طهورُ
ثم خلَّفت همّةً في «سعودٍ»
يلتوي في حبالها الموتورُ
ثم جاءت سماحة الدين تسعى
لزعيمٍ تضيءُ منه البدورُ
«فيصل» الحق والتضامن نورٌ
كيف بالنور حين يغشاه نورُ؟!
ثم يهمي على الخلائق سبعاً
بندى «خالدٍ» غمامٌ مطيرُ
يستقي منه عائلٌ ومريضٌ
ويتيمٌ وعاجزٌ وضريرُ
ثم لما اعتلى المنارة «فهدٌ»
كان خيراً لشعبه التأخيرُ
لبست حلة النماء بلادي
واصطفاها في ركبه التطويرُ
أصبح العلم للبلاد شعاراً
وكساها ضياءه التنويرُ
غمر الأمن في جميع النواحي
ملأ الأرض أمننا المذكورُ
وغدونا حكاية يتسلى
بتفاصيلها الوجوم الحسيرُ
وأتمَّ الإله عشرين عاماً
لزعيم السلام وهو يسيرُ
ببلاد السلام نحو المعالي
قاده الرأي والقرار البصيرُ
عشتَ يا سيدي عزيزاً كريماً
وأبا متعبٍ فنعم الظهيرُ
عاش سلطاننا وضيء المحيّا
درعنا في الحروب حين تُغيرُ
وصف آل السعود أعيا يراعي
والقوافي أصابهن الضمورُ
كيف للشعر أن يطال نجوماً
في جبين السماء وهو قصيرُ

مقعد السعدي

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved