أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd November,2001 العدد:10648الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,رمضان 1422

تحقيقات

التوازن البيئي يتعرض لخطر قاتل
ملوثات خطيرة في منازلنا تهدد صحتنا وتفتك بقوانا
* تحقيق وسيلة محمود الحلبي:
البيئة قضية هامة جداً شغلت عقول الناس والاساتذة والمربين والباحثين وحماية البيئة واجب فردي وجماعي ووطني وعالمي ولاشك ان الملوثات الموجودة في البيئة هي خطر كبير على الانسان فهناك التلوث الهوائي فعادم السيارات يؤثر على الجهاز العصبي وخاصة على الاطفال بالذات ومياه الصرف الصحي تسبب أمراضا كثيرة واذا عولجت هذه المياه فانها تفيد في ري الاراضي الزراعية والنفايات المنزلية المتروكة بالشوارع والحارات المكتظة بالسكان اصبحت مصدراً لامراض تهدد الصحة العامة وكلنا نكافح من اجل ايجاد بيئة صحية ونظيفة ولأهمية هذا الموضوع الحيوي كان لابد لنا من الخوض فيه خاصة ان التلوث بات يهدد حياة الانسان من منطلق ان المحافظة على البيئة بكل ما تحتويه من موارد حية وغير حية هو أمر ضروري لضمان حياة الانسان ولصحته ورفاهية الاجيال القادمة فقد توجهنا الى كل من الدكتورة ليلى عبد الرحمن الحسن تخصص كيمياء فيزيائية وعضو هيئة التدريس بكلية التربية للبنات الاقسام العلمية سابقا والدكتورة نورة عبد العزيز ال الشيخ الاستاذ المساعد في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود.
والدكتورة مي الجاسر من جامعة الملك سعود للحديث عن هذا المضمون.
أثر تدهور البيئة
الدكتورة ليلي الحسن تحدثت عن العوامل التي تساعد في تدهور البيئة وتؤثر على الكائنات الحية وما هو التلوث ومصادره.. فأوضحت ان البيئة تتعرض لأشكال من التدهور بعضها يدخل تحت باب استهلاك واستنفاذ الموارد والبعض الآخر يدخل تحت باب التلوث وان الانسان في الماضي كان (متأثراً بالبيئة أكثر مما هو مؤثر بها) وكانت احتياجات الانسان محدودة حيث اقتصرت علي الاخشاب والثمار والمواد الغذائية والاصواف ومواد النسيج أما الآن فقد نمت الاحتياجات وكذلك نما معها الاستهلاك الانساني من الطاقة والموارد وان زيادة الاستهلاك البشري اصبح بعشرات الآلاف للموارد والطاقة مما أدى الى بروز ظاهرتين خطيرتين هما:
الاستهلاك السريع والمتنامي للموارد.
التراكم المستمر والمتزايد للملوثات في الاوساط البيئية الرئيسية.
فالتلوث: هو اضافة مادة او طاقة الى الاوساط البيئية (الهواء الماء اليابسة) بمستويات تؤدي الى تدهور خصائصها او الاخلال بالعمليات الطبيعية فيها وتسبب أضراراً للمكونات الاحيائية في هذه الاوساط.
وان اهم ما يميز البيئة الطبيعية هو ذلك التوازن الطبيعي بين عناصرها المختلفة ويتجلى هذا التوازن في نظام يعبر عنه بالنظام البيئي.
فتلوث الهواء مثلا: هو وجود مواد ملوثة مثل الغبار والابخرة والغازات والدخان والمواد الصلبة في الهواء المحيط بنا بكميات تشكل خطراً على الانسان والحيوان والنبات.
أما مصادر تلوث الهواء: فتنقسم عالميا الى ثلاث مصادر هي: مصادر غير ثابتة ومصادر متنقلة ومصادر ثابتة (مصادر طبيعية).
فالمصادر المتنقلة وغير الثابتة: تشمل المصادر المتحركة كالسيارات والتي تستخدم الديزل والبنزين فتؤثر الغازات والعوادم المنبعثة منها علي الرصاص فغاز أول اكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين والمواد الهيدروكربونية.
والمصادر الثابتة: هي تلك التي ينتج عنها التلوث من نقطة ثابتة مثل المصانع ومحطات الوقود والقوة الكهربائية والكسارات التي ينبعث منها الجزئيات الصلبة كالدخان والأبخرة والغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين وثاني اكسيد الكبريت والمركبات الكيميائية.
أما المصادر الطبيعية: كالهواء المحمل بالغبار والعواصف الرملية وهي تؤثر على الجهاز التنفسي والرئتين والعيون وأوضحت د. الحسن انه يمكن استخدام التقنيات المتوفرة لخفض انبعاث ملوثات الهواء من المصادر المختلفة واستخدام أجهزة التحكم في التلوث أو أكياس الترشيح وجهاز ترطيب الغاز وفصله عن الهواء في المصانع التي تنبعث عنها غازات سامة مثل غاز ثاني اكسيد الكبريت.
التوازن البيئي
التوازن البيئي والكيفية المثلى لحماية البيئة تحدثنا عن هذا الجانب الدكتورة نورة عبد العزيز آل الشيخ الحاصلة على دكتوراه في جغرافية المياه والاستاذ المساعد في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود حيث أوضحت ان التوازن البيئي هو الناتج عن العلاقات بين المكونات الحية وغير الحية كمنظومة بيئية بما في ذلك العمليات الطبيعية داخل تلك المنظومة وان البيئة التي تعيش عليها هي عبارة عن مركب يتمير بعلاقته المتبادلة المعقدة والمتنوعة بين جميع الكائنات الحية من جهة وبينها وبين العوامل البيئية من جهة اخرى اي ان هناك نوعاً من التنظيم الذاتي المتبادل بين الطبيعة والحياة يتم بواسطة الدورات البيولوجية الكبرى مثل دورة الكربون والنتروجين والاكسجين التي تحدث متزامنة وكذلك تحويل النباتات النتروجين غير العضوي الى بروتين يستعمل كمادة غذائية اساسية وأوضحت د< نورة ال الشيخ ان التوازن الطبيعي ظل <<< حتى بداية القرن العشرين وخصوصا منذ 35 عاماً ثم بدأ يتعرض للخلل والاضطراب بشكل ملحوظ نتيجة للتدخل البشري الذي أدى الى تدهور البيئة واختلال توازنها الطبيعي.
وأوضحت انواع التلوث من حيث التلوث الهوائي الذي يسببه الاحتراق وعوادم السيارات والتلوث المائي الناتج عن نشاطات الانسان المختلفة وتلوث التربة الناتج عن رمي النفايات والحرائق واستخدام المبيدات والاسراف في استخدام المخصبات الكيميائية.
وأكدت ايضا على دور المرأة في المحافظة على موارد المياه وضرورة الترشيد في استخدامها لأن أكثر الدول تعاني الآن من أزمة كبيرة في نقص المياه فعلى المرأة والمجتمع تقع مسؤولية الحفاظ على هذا المورد العظيم والحفاظ عليه من الضياع والماء هو عصب الحياة.
الاخلال بالتوازن البيئي
وعن الاثار الناجمة عن الاخلال بالتوازن البيئي تحدثنا الدكتورة مي الجاسر الحاصلة على دكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن ووكيلة عمادة الدراسات العليا لشؤون الطالبات بجامعة الملك سعود حيث أكدت ان الاثار كثيرة وقد لا تظهر الا بعد مرور الوقت الطويل ولكن هناك بعض النتائج التي تظهر بعد فترة قصيرة وتكون بمثابة الدليل السريع على ضرورة المحافظة على التوازن البيئي على جميع المستويات ومن تلك الأمثلة: (انتشار الآفات الزراعية) وهي الطفيليات الذباب الابيض ذبابتي اوراق واغصان الزيتون فإن رشت بالمبيد الحشري أمكن ان يكون له تأثير فيزيولوجي وسلوكي على الآفة نفسها يجعلها تزيد من قدرتها على التكاثر وهذا هو البلاء الأعظم.
حيث من الممكن قتل الحشرات النافعة الاخرى كنحل العسل والحشرات الملقحة او النقالة للقاح ناهيك عن التلوث المباشر وغير المباشر لمنتجاتها.
القضاء على بعض انواع البكتيريا التي تسبب ضرراً او المفيدة بسبب الاستعمال الخاطئ للمضادات الحيوية.
انتشار اللشمانيا ذلك المرض الذي يظهر عى شكل دمل ويستمر ستة شهور ثم يختفي تاركا خلفه أثراً جلديا مدى الحياة ويظهر بسبب طفيل اسمه اللشمانيا فتنقله حشرة تشبه الذبابة المنزلية لكنها أصغر منها تدعى ذبابة الرمل.
والحشرة تقوم بنقل الطفيل من عائل فقاري وعادة يكون الفأر البري.
فهذه هي بعض الامثلة التي ظهرت في المملكة نتيجة الاخلال بالتوازن البيئي.
الملوثات المنزلية
وتضيف الدكتورة مي الجاسر ان شغل المرأة الشاغل هو المحافظة على افراد الاسرة ولكنها لا تعلم انها تتعامل في منزلها مع الكثير من الملوثات البيئية والمواد السامة. فتستخدم مساحيق التجميل ومضافات الاطعمة وأدوات التنظيف ووسائل اللهو والتسلية لها ولاولادها.
فبالنسبة لأدوات التجميل: فهناك سبراي الشعر ومزيل العرق والثلاجات ومكيفات الهواء وطفايات الحريق فكل هذه البخاخات تسبب ثقب الأوزون فعندما نستخدم (الهالون) وCFC فإنها ترتفع في الجو الى ان تصل الي طبقة الاوزون فتتفاعل معها وتأكلها مثل الباك مان.
أما الأوزون فله مضار كثيرة منها:
أمراض السرطان وخاصة سرطان الجلد حيث تكثر الاصابة بالمياه البيضاء في الاعين والتأثير الضار على المنتوجات الزراعية والمخلوقات البسيطة التي لها دور كبير في تصنيع دورة الطعام الاولى وتؤكد علي ضرورة عدم استعمال البخاخات واستعمال الجل عوضا عنها وتقول ان الخطر فيها انطلاق جزيئات نستنشقها وتدخل الى الرئتين والدم فتسبب الحساسية وتؤدي الى الاصابة بعدد من أنواع السرطان.
الزئبق: وتوضح د. الجاسر ان هناك بحثاً للعالمة السعودية ايمان عبد العزيز الصالح من مركز الابحاث لمستشفى الملك فيصل التخصصي حيث اختارت فيه العالمة 38 نوعاً من الكريمات وقاست مقدار مادة الزئبق فيها فوجدتها عالية وأوضحت ان للزئبق أضرارا كبيرة منها: تعطيل عمل الكلية والدماغ وخاصة عند الاطفال ويسبب تضخم القلب وانخفاض في حجم الكبد والطحال وعدد كريات الدم الحمراء.. وممكن ان يصل الى مشيمة الأم الحامل فيقلل من لزوجتها ومرونتها وبالتالي من كمية الدم الذي يصل الى الجنين ويعمل الزئبق على تشويش السمع والرؤية والاختلال العقلي والخرف والسير بطريقة غير متزنة.
الكحل: وأوضحت د. الجاسر ان الكحل تستخدمه النساء والرجال والاطفال حديثي الولادة كما تضعه بعض الامهات الجاهلات على (السرة) وفي الخليج كحل اسمه (بنت ذهب) يستعمل لعلاج الاطفال من المغص والكحل في الاصل هو (من حجر الاثمد) ولكن بعض أنواعه تغش بمواد أخرى مضرة وأهمها (الرصاص) وهذه المادة تؤثر على الاطفال بطريقة سلبية وخاصة الرضع وتؤدي الى فقر الدم والاستفراغ والكسل وفقدان الشهية وسرعة الانفعال والغضب والدوخة وفقدان الوعي.
وقد اثبتت الدراسات ان الاطفال الذين يوجد بدمهم كميات كبيرة من الرصاص 50 60 ميكروجرام لكل ديسيلتر ولا تظهر عليهم اعراض التسمم بالرصاص يكون لديهم نقص في معدل الذكاء IQ بما يوازي خمس نقاط أو أكثر إذ ان الرصاص يؤثر كذلك على القدرات العقلية والذكاء والنمو اللغوي والتركيز والأداء الصفي كذلك ذكرت حالات التسمم بالرصاص بالمملكة في العديد من التقارير العلمية ولكن استعمالاته لم تزل كثيرة والرصاص لا يوجد فقط في مستحضرات التجميل بل حتى في انابيب المياه في المنازل والبنزين.
مزيلات العرق والبودرة: وقد أوضحت الدكتورة الجاسر أن اعدادا كبيرة من الوفيات تسببها مزيلات العرق وبعض انواع بودرة الجسم التي تحمل حبيبات ثلاثي الالمنيوم وأضافت ان الحل هو استخدام (الشبة أو الصبار).
واضافت ان استعمالات الالمنيوم في حياتنا لا تعد ولا تحصى منها: صناعة الطائرات والجسور والادوات الكهربائية وأدوات الطبخ وحاويات المشروبات الغازية والصفائح (القصدير).
ومن مخاطر الالمنيوم: انه يؤثر على امتصاص بعض المواد منها:
الفلورايد حيث يسبب هشاشة العظام، الكالسيوم ومركبات الحديد: فقر الدم والكوليسترول وهو مادة مهمة في اجسامنا فهو من مكونات غشاء جميع انواع خلايا أجسامنا ومنه يصنع الجسم الكثير من الهرمونات وأهمها الهرمونات الجنسية ونقصه يؤثر على الكثير من وظائف الخلية كذلك يؤثر على الجهاز العصبي المركزي أو الدماغ فيسبب النسيان والبطء في وظائف الأعضاء المتحركة وتتطور هذه الاعراض الى أن تصل الى عدم التوازن في السير وربما الموت وهو من المسببات لمرض (الزهايمر).
المضافات المسرطنة
مضافات الاغذية: وهي كل المواد التي تضاف للغذاء أثناء اعداده وتصنيعه وتعبئته وتخزينه (الملح،التدخين «للحفظ» البهارات لتحسين الطعم وغيره.
ونلاحظ ان شركات التغذية تدعو ربات البيوت والاطفال الى منتجاتها بطريقة مغرية وجذابة (هامبرجر، بيتزا، علب الشراب الغازية فهذا كله يسبب السرطان بنسبة 20% في العالم ومن 60 90% من السرطان عند الانسان ينتج من مؤثرات بيئية وهذه المؤثرات تنقسم الى ثلاثة أقسام هي:
الكيماويات: والفيروسات والإشعاع.
والكيماويات: مصدرها الصناعات والمواد الحافظة بالمعلبات والمضادات الحيوية المضافة لأكل الطيور والهرمونات المعطاة للمواشي لزيادة وزنها والمبيدات العضوية الحشرية والمواد المصنعة المستعملة لتكوين الاطعمة والمشروبات أو اضافة نكهات جديدة.
وعندما نشتري طعاماً أو شرابا محفوظا نجد ان مكوناته أحيانا غير معروفة وخاصة المكتوبة مثل (EC50) وغيرها.
فمثلاً مادة E 123 الامارنت:
وهي تقدم في تكوين الطعام والحلويات والعصائر واضرارها تسبب السرطان وتشوه الاجنة وحساسية الجلد واحتقان الانف لدى الحوامل.
وهذا المركب E123 أصبح محظوراً استخدامه في معظم البلدان ولكن المشكلة ان هناك مركبات تشابهه في التركيب والتأثير استعملت بدلا منه مما لا تزال تستعمل ولها نفس المضار وهي:
1 E250 E251: وهي نيترات ونايترات الصوديوم ويستخدم فقط لحفظ اللحوم من التسمم المكيروبي ولابقاء اللون الاحمر في اللحم وأضرارها: أنها تقتل البكتريا النافعة في الامعاءوتسبب السرطان عندما تختلط مع البروتينات وتكون نيتر اوزامين تلوث الخضار والفاكهة عندما تختلط بها مع ماء الري.
2 E220 وE321: ما نعات ومضادات الاكسدة الصناعية تسبب السرطان وتشوه الأجنة.
لون الشيكولاته البني: هو من الاصباغ المستخرجة من الفحم ويستخدم كبديل للشيكولاته الطبيعية ومن اضراره السرطان:
المحلّيات: هي مواد شديدة الحلاوة ولكنها لا تعطي الجسم سعرات حرارية ولا تحتاج للانسولين لهضمها لذلك فهي تستخدم في حالات البدانة والسكر. ومنها:
أ السكرين: يسبب سرطان المثانة لحيوانات التجارب.
ب الاسبرين: يستخدم كبديل للسكر ويؤثر على هرمونات الجسم وقد يسبب سرطان المخ.
ج جلوتمات الصوديوم الاحادية: MSG وتعرف بالرمز E62 وهي مادة تمنح الطعام نكهة لذيذة وتستخدم في أغذية الاطفال ويستخدمها سكان شرق آسيا وثبت أنها تحدث أضرارا بمخ حيوانات التجارب.
أدوات التنظيف: ثم تطرقت د. الجاسر الى أدوات التنظيف وأكدت ان غالبية النساء يحرصن على نظافة منازلهن وأولادهن ولكن انواع المنظفات المستخدمة هي المشكلة.. فكلها مواد كيمائية مثل: صابون الجسم والشامبو وبودرة غسيل الملابس وملطفات ومنظفات الخشب ومنظفات الزجاج ومنظفات النفايات ومنظفات السجاد والبلاط فجميعها تسبب أضرارا وامراضاً دون ان تظهر نفسها على انها هي المسببة لهذه الامراض وربما ندمن استعمال هذه المنتجات التي تسبب لنا الامراض.
وأظهرت بيانات الجمعية الكيمائية الامريكية اننا نستعمل أكثر من اربعة ملايين مركب منها 000،63 شائع الاستعمال وأغلبها اضيف حديثا أي ان القائمة تزداد طولاً.
وبالنسبة لمضار أدوات التنظيف فهي تساهم في زيادة ثقب الاوزون (الايروسولات والمواد الدامغة والحبيبات المتطاير منها تسبب الحساسية وبعض الانواع تسبب الحساسية وبعضها يسبب سرطان الرئة والدم.
المبيدات الحشرية: المستخدمة في المنازل وبعض العلماء يسمونها (المبيدات الحيوية) لانها تقتل الحياة.
ففي عام 1977م وجد ان هناك (نصف مليون شخص) اصيبوا بأمراض نتيجة المبيدات وتوفي منهم (عشرون ألفاً) وقانون تعويضات العمال في ولاية كاليفورنيا ذكر ان هناك أكثر من 727 مريضا بسبب تعرض عمال رش المبيدات تلك السموم وفي الدول النامية وجدت حالات تسمم تزيد 13 مرة عنها في الدول المتقدمة علماً ان الأخيرة تستعمل 85% من المبيدات في العالم.
والكثير منها يعرف بالكلورين العضوي والفسفور العضوي مثل ال د.د.ت واخطارها معروفة على جهاز المناعة والعين والجهاز التنفسي والجهاز الدوري والقلب والجهاز العصبي والجهاز العصبي المركزي والجهاز التناسلي وهذه الاخطار اصبحت معروفة لدرجة ان هناك قراراً دولياً يحظر استعمالها عام 2010م والحقيقة ان شركات رش المبيدات تسعى الان لتمويل بعض الابحاث على بعض المبيدات الجديدة (في المملكة العربية السعودية) التي تلحق ضرراً فقط على الحشرة مثلا: (تجويع الحشرة) وذلك بأن تحدث تأثيراً على تركيب الفم فيها.
* كيف تكون الوقاية من كل هذه المسببات للأمراض وبماذا تنصحين المرأة؟
لابد من الوقاية من هذا كله او تقليل خطره فمثلاً.. أنصح المرأة ان تقفل النوافذ اثناء ارتفاع حرارة الجو حتى لا تلجأ الحشرات الى المنازل وسد جميع الفتحات الموجودة في النوافذ والابواب والبالوعات ورش قليل من مسحوق (البوراكس) والتخلص من الصراصير بعمل (عجينة من حامض البوريك ووضعها في اماكن تكاثرها ودخولها.
وزراعة نبات (النيم) الذي يبعث رائحة زكية لنا.. ولكنها منفرة للحشرات.
الورق والغذاء
وحول الورق والغذاء: أكدت د. مي الجاسر ان استخدام الورق يكلف سنويا (مليون ونصف المليون شجرة) ولو ان كل شخص اعاد استعمال اوراق الجرائد والمجلات والاوراق المدرسية لاستطعنا ان نحافظ على تلك الكمية من الاشجار. فالامريكان يستخدمون 85 مليون طن من الورق سنويا اي 200 كيلو لكل فرد أما في المملكة العربية السعودية فيلقى في النفايات ما مجموعه (ألف طن) من الورق سنويا.
فلو اعيد تدوير هذه الكميات الهائلة من الورق سنويا لاستفدنا أكبر استفادة وانني احث في هذا اللقاء على عدم الاسراف في استخدام الورق واعادة استعمال اوراق الصحف والمجلات والاوراق المدرسية.
وعن الغذاء قالت: لن أتكلم كثيراً في موضوع الغذاء ولكن يكفي ان تنظر كل قارئة وقارىء الى حفل الزواج في النهاية.. وبقايا الصحون والاطباق وكفى..
وعن دور المرأة في المحافظة على البيئة: فقد أكدت المشاركات ان للمرأة دوراً هاماً في تنمية الوعي البيئي وغرس المفاهيم والسلوكيات البيئية الايجابية عن طريق دورها في المنزل والمدرسة في مراحل التعليم العام فهي تستطيع ان تمارس دوراً فعالاً في تحقيق ذلك عن طريق عملها كباحثة اجتماعية او اعلامية او طبيبة.
فالباحثة والمرشدة الاجتماعية يتسني لها كثير من وسائل الاتصال والاحتكاك المباشر بالافراد والاسر من وسائل الاتصال والاحتكاك المباشر بالافراد والاسر في المنازل ويتيح لها التعرف عن كثب على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية للافراد والاسر التي كثيراً ما تحمل بين طياتها جوانب بيئية وثانيهما الفرصة للتأثير المباشر على مفاهيم وسلوكيات الفرد والاسرة بالتثقيف الصحي والبيئي والنصح والاقناع.
وبالنسبة للاعلامية فمتاح لها الفرصة لتوعية قطاعات عريضة من المجتمع وللتأثير عليها والمرأة تمارس حاليا العمل الصحفي والاذاعي والتلفزيوني وتساهم بفاعلية من خلال عملها ولو بشكل محدود في الجهد التوعوي. هذا الدور يمكن ان يتوسع ويتعمق ويمكن ان يسهم بشكل أكثر فاعلية في شرح المشاكل والقضايا البيئية وفي ترسيخ المفاهيم البيئية والحس البيئي وفي تنمية السلوك الايجابي تجاه البيئة داخل المنزل وخارجه.
وللاعلامية دور مهم في تحفيز روح الاهتمام وحث جهود المشاركة في مناقشة قضايا البيئة من قبل المثقفين والاختصاصيين عن طريق المقابلات والندوات وحلقات النقاش عبر وسائل الاعلام المختلفة.
وللطبيب دور هام في خدمة البيئة فثقة المريض فيه يجعله يوثر في التوعية للمريض وأسرته بالطرق السليمة للتعامل مع البيئة داخل المنزل وخارجه حيث تلعب العوامل البيئية دوراً رئيسيا في نشأة وانتشار وانتقال الامراض والأوبئة ومنها التلوث البيئي الجرثومي والكيمائي.
فمياه الشرب الملوثة والاغذية الملوثة تسبب الكثير من الامراض والأوبئة التي يمكن تجنبها او الحد من آثارها لو تمت توعية الجمهور بها وبوسائل الوقاية منها ونظافة البيئة المنزلية وخلوها من الملوثات له أثر كبير في تحسين صحة الفرد والاسرة والطبيبة يمكن ان تؤدي دوراً هاما في هذه التوعية عن طريق احتكاكها المباشر مع الجمهور.
وعن رأي الاسلام في المحافظة على البيئة: تقول د. نورة ال الشيخ ان الله استخلف الانسان في الارض لتنفيذ اوامره الكونية ليكون مديراً لهذه الارض وليس مالكها: قال صلى الله عليه وسلم (ان الدنيا حلوة خضرة وأن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعلمون) والواجب الديني المحافظة على الارض ومواردها كما وكيفا لذلك لابد من ترشيد استهلاك الانسان لثروات هذا الكون وعناصر استخدامها في حدود المعقول وحماية البيئة التي نعيش فيها من انواع التلوث.وحول ماذا يجب علينا ان نفعل قالت د. آل الشيخ: الامر لم يخرج من يد الانسان والله تعالى وضع لنا أموراً لنتعظ بها لذلك يجب علينا ان نعرف ان حماية البيئة مسؤولية جميع افراد المجتمع فلا يكفي ان نحافظ على المنزل او البلد ونترك العالم الخارجي بل يجب ان نقوم بدور ايجابي في حماية البيئة وصيانتها وهذا ما أمرنا به الدين الحنيف حيث التعامل مع الارض من منطلق انها ملكية عامة (ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها) والله استخلفنا فيها لنقوم بعمارتها وهذه العمارة كما قال الأمير سلطان بن بعد العزيز (يجب ان نأخذ في اعتبارنا ليس فقط المحافظة على ما سخره لنا الله سبحانه وتعالى من الموارد البيئية والطبيعية ولكن ايضا لتنمية هذه الموارد والعمل على استمرارية عطائها من حيث انه (لا ضرر ولا ضرار).
** وبعد:
.. البيئة.. ثم البيئة.. ثم البيئة النظيفة والعمل الجماعي لمنع التلوث هو اسلوب متحضر للمحافظة على توازن الطبيعة فعلينا جميعاً ان نحترم هذه البيئة وان نحافظ على نظافتها فهي منا ونحن منها وبالحفاظ عليها نحافظ على انفسنا واولادنا واحفادنا من الامراض .. وبالحفاظ عليها نحافظ على الاقتصاد الوطني.. ونحن مسلمون والمسلم نظيف.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (النظافة من الايمان) لنعيش في بيئة نظيفة من الادران.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved