أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th November,2001 العدد:10649الطبعةالاولـي السبت 9 ,رمضان 1422

الاقتصادية

د. فيصل نجار متحدثاً عن دور ومهام القطاع الطبي الخاص:
المملكة تسعى لتجاوز المعدل العالمي بتوفير الخدمة الطبية لكل مواطن
زيادة التعاون مع القطاع الحكومي سترفع من مساهمة القطاع الخاص
دور القطاع الخاص يرتكز على محورين: الجودة والسياسة التسعيرية
شهد القطاع الطبي نمواً مطردا في السنوات الاخيرة فقد بلغ عدد المرافق الصحية في المملكة حسب آخر الاحصائيات 332 مستشفى بسعة سريرية اجمالية قدرها أكثر من 45 الفا و729 سريراً منها 186 مستشفى سعتها 27 ألفا و794 سريراً تابعة لوزارة الصحة الى جانب 107 الف مركز صحي في حين تقدر حصة القطاع الخاص ب100 مستشفى ويشار الى ان عدد مستشفيات المملكة لم يكن يتجاوز 258 مستشفى وعدد الاسرة 39451 في العام 1990م.
* الرياض الجزيرة :
وقدمت الدولة مختلف التسهيلات للقطاع الاهلي تمثلت بقروض لانشاء المستشفيات توازي نسبة 50% من تكلفتها وصولا الى سقف 50 مليون ريال سعودي وقروض ميسرة لمدة 20 سنة اضافة الى التسهيلات المفتوحة التي توفرها وزارة الصحة بالرغم من ذلك برزت تحديات متعددة امام القطاع الطبي الخاص منها الزيادة السنوية لعدد السكان 5 ،3% والتكلفة المتزايدة للتجهيزات الطبية التي تجاوزت 2 ،1 مليار ريال سنويا وهذا يعني ارتفاع عدد المراجعين للمراكز الصحية والدخول في استثمارات جديدة التي ارتفعت نسبتها نحو 39% ما بين اعوام 1990م 1999م واثمرت عن أكثر من 89 مستشفى توزعت في المدن الرئيسية وساهمت في استيعاب نحو 26% من مجمل المرضى الذين دخلوا مستشفيات المملكة لعام 1999م والبالغ عددهم نحو 13 ،2 مليون مريض هذا اضافة الى تقديم الخدمة الطبية بنوعية ممتازة وجودة واضحة باستخدام احدث الاجهزة الطبية كما ان تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني في البداية على المقيمين والبالغ عددهم نحو ستة ملايين و700 الف مقيم يفرض نوعاً جديداً من التحديات امام المراكز الصحية وشركات التأمين بضرورة التوسع في تشييد المستشفيات. وبلاشك تحتدم المنافسة في القطاع الطبي وهي التي تحكم السوق بكل حيوية.. حول الافكار التي تدور في القطاع الطبي الخاص واهم مهامه ومسؤولياته يدور الحوار التالي مع الدكتور فيصل بشير نجار مدير عام مستشفى المركز التخصصي الطبي بالرياض.
الخدمة لكل مواطن
* كيف تقيمون تطور ومن ثم مساهمة القطاع الاهلي السعودي في المجال الطبي؟
شهد القطاع الخاص الطبي في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الاخيرة تطوراً كبيراً كما وكيفا ولوحظ ان هذا التطور جاء على مسارين الاول التوسع في اقامة صروح طبية تابعة للقطاع الخاص من مراكز ومستشفيات ذات تخصصات طبية متعددة والثاني الاهتمام بالتجهيزات العالية الرفيعة المستوى التي تؤهل هذه المستشفيات للقيام بالعمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة كما شمل الامر الاهتمام بالجودة الطبية في تقديم الخدمة المطلوبة.
وتنادي آراء الخبراء والدراسات برفع مساهمة القطاع الخاص في الخدمة الطبية حيث لا تتجاوز ال17% وهي مازالت نسبة أقل من الطموحات لهذا القطاع الذي ينمو بسرعة كبيرة ولزيادة هذه المساهمة لابد من بناء قاعدة تعاون وثيقة بين القطاع الطبي الحكومي والاهلي في المجالات المختلفة.
وعدد الاسرة في المملكة ارتفع بشكل كبير خلال العقدين الماضيين في القطاع الطبي بشقيه العام والخاص لذا نجد ان المملكة قياسا بعدد السكان فهي جيدة فالنسبة المعترف بها عالمياً هي 2 ،2 بالاف او 3 ،2 في الالف من عدد السكان وهذه النسبة وصلت اليها المملكة وتسعى لتجاوزها وتجاوز هذا المعدل العالمي بتوفير الخدمة الطبية لكل مواطن بشكل سهل ومريح.
توطين التقنية
* وما الاستراتيجية التي يمكن ان يستند إليها القطاع الخاص لتطوير خدماته وآدائه؟
هنا نتحدث النظام التأميني كفيل بإقامة علاقة متوازنة بين المريض والمستشفيات والتأمين
عن المستقبل من خلال استراتيجية القطاع الخاص للعب دور في هذا المجال الحيوي الهام فالمعروف ان امامه أي القطاع الخاص مستقبلا كبيرا وزاهرا كما تشير الاحصاءات او خريطة الخدمات الطبية في السعودية.
ويمكن لهذا القطاع القيام بدور رئيسي في تنفيذ خطط المملكة في تقديم او تطوير الخدمات الطبية من خلال توطين التقنية وتأهيل الكوادر الوطنية وتدريبها وتوفير الخدمات الطبية التي تحتاج لمستوى دقيق مع تقليل تكاليف العلاج.
وهذا الدور الذي يجب ان يلعبه القطاع الخاص لابد أيضا ان يرتكز على محورين أساسيين الاول تحقيق أقصى درجات التخصص الطبي بالنوعية والجودة وربط السياسة التسعيرية بالتكلفة.
العلاقة المتوازنة
* ونحن على أبواب نظام جديد للتأمين الصحي تجد ان العلاقة بين مستشفات القطاع الخاص وشركات التأمين يسودها نوع من عدم التفاهم خاصة فيما يتعلق بأن هناك ابتزازا للمريض من خلال اجراء فحوصات قد لا يحتاجها المريض ، وفي المقابل يتهم القطاع الخاص الطبي شركات التأمين بالمماطلة والتأخير في السداد؟
لا أعتقد ان هناك ابتزازا بين الطرفين. لأن المراكز الطبية والمستشفيات بالقطاع الخاص وشركات التأمين يفترض ان تكون العلاقة بينهما مشتركة فوجود المستشفيات وشركات التأمين ضرورة وحاجة اقتصادية واجتماعية. ووجود نظام تأميني واضح سيكفل اقامة علاقة متوازنة على مثلث التعامل بين المريض والمراكز والمستشفى الطبي وشركة التأمين.
وفي ظل الحديث عن نظام جديد للتأمين الصحي نجد ان على شركات التأمين الاستعداد لهذه المرحلة وفي نفس الوقت على المؤسسات الصحية ان تلبي احتياجات ومتطلبات شركات التأمين التي سيتم عن طريقها التأمين الصحي وهذا سيوفر عامل شفافية كبير في التعامل بين المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع الخاص وهذه الشركات في علاقة أكثر وضوحاً.
أما المماطلة وعدم السداد فهذه مسائل ثانوية غالباً ما تجد طريقها للحل الذي يرضي أصحاب العلاقة.
تأهيل الكوادر
* التطورات الطبية متسارعة على المستوى العالمي.. فما الاستراتيجية التي يقوم عليها تأهيل الكوادر الخاصة بالتعامل في حقل التأمين الطبي؟ وأثر ذلك في رفع نسبة السعودة؟
التدريب نوعان الاول اداري ويدخل ضمن نطاق استراتيجية المستشفيات وخططها للتعامل مع ملفات التأمين الصحي وآلية تنفيذه والثاني تدريب فني متخصص يشمل الكادر الطبي ومنه الفئات المساندة وأقصد هنا التمريض فلابد من توافر الخبرات الفنية والادارية.
ويمكن التغلب على هذا بالندوات والدورات التدريبية او ما يمكن تسميته (Worke Shope) أو التدريب على رأس العمل.. وهذا في الاساس مهم جداً لتعريف الكوادر المساندة ادارية أو فنية طبية بالجديد في هيكلية العمل و التخصص الطبي ومن جانبنا في مستشفى المركز التخصصي الطبي نطبق استراتيجية تدريب لكوادرنا من خلال ندوات ودورات تدريب يحاضر فيها نخبة من المتخصصين وننظمها ضمن برامج معدة سلفا.
ونهدف من هذه الدورات رفع نسبة السعودة في القطاعات المختلفة في الجوانب الفنية والتخصصات المساندة وقد حققنا نمواً ملحوظاً في هذا الاتجاه ونحن كمستشفى خاص في الرياض قد حققنا نجاحات كبرى في تطبيق سياسة السعودة ضمن الكادر الطبي وارتفع عدد الاطباء السعوديين بشكل ملحوظ حيث وصل الى نسبة تفوق ال70%.
تكامل وتعاون
* الى أي مدى يتم التنسيق والتعاون العلمي بين المستشفيات الحكومية والقطاع الخاص الطبي من أجل النهوض بالخدمات الصحية؟
تبادل الخبرات بين القطاعين في ظل نهضة صحية تشهدها المملكة شيء مهم لان العملية تكاملية بين القطاعين تهدف في نهاية الامر تقديم أقصى درجات الخدمة الطبية للمواطن وفي القطاع الخاص نجد العديد من المستشفيات والمراكز الطبية في المملكة العربية السعودية تقدم أرقى مستويات الخدمة الطبية بما يضاهي مثيلاتها في الخارج من حيث التقنية الطبية الحديثة والتجهيزات او الطاقم الطبي رفيع المستوى.
ولذا اعتبر التعاون وتبادل الخبرات ضرورة مهمة وقائمة بالفعل ففي الندوات والمؤتمرات الطبية نجد المشاركة الفعالة والمميزة من جانب القطاع الخاص الى جانب القطاع الحكومي. وهذه المؤمرات أو الندوات تقدم الخدمة العلمية والتقنية للفريقين مما يزيد من التطور والتقدم الطبي في المملكة. خاصة ان التعاون بين المراكز الطبية والمستشفيات في كلا القطاعين مع أكبر مراكز الطب في العالم متوفر وكذلك بينها وبين القطاع الطبي الحكومي.
علاقات بمايو كلينيك
* هل هذا يعني أن لكم علاقات جيدة مع مراكز وجهات طبية في الخارج؟
بالطبع لدينا علاقة تعاون وتبادل خبرات واستشارات مع مستشفيات أمريكية وأوروبية وترتبط مختبراتنا مباشرة مع مختبرات مايو كلينيك وهي واحدة من كبريات المراكز الطبية المتخصصة في الولايات المتحدة الامريكية ومشهود لها بالكفاءة الطبية ، وكذلك مع الهيئة الامريكية المشتركة لمعادلة الشهادات.
وما يميز التعاون مع مايو كلينيك اهتمامها بالبحث العلمي الذي تصل ميزانيته 300 مليون دولار من واقع ميزانية عامة للمستشفى تصل الى 7 ،2 مليار دولار. ونسعى لتطوير العلاقة يتبادل الخبرات والتدريب المشترك.
50 عيادة استشارية
* مضى عامان على افتتاح مستشفى المركز التخصصي الطبي فهل اكتشفتم ان هنالك حاجة لاضافة أقسام جديدة.. وهل هنالك خطة لذلك؟
لدينا والحمد لله جميع التخصصات الطبية منذ الافتتاح ولدينا كادر طبي وفني واداري مؤهل.. ففي المستشفى أكثر من 50 عيادة استشارية تقوم بتقديم الخدمة الطبية المختلفة ويتفرد المستشفى بتقديم خدمات طبية حديثة كعيادة عالم الحمية واسنان الاطفال واقسام النساء والتوليد والاشعة والمهم التقنية الطبية الحديثة التي تم تجهيز عياداتنا بها وقد انشأنا مؤخراً مركزاً لمعالجة اضطرابات النوم ، وتتدرج توسعة المستشفى بمختلف مراحلها ضمن هذا الاطار ففي هذا الصيف نفذنا التوسعة الاولى التي شملت سبعة اقسام رئيسية وسنقوم العام القادم ان شاء الله باستكمال توجهاتنا ضمن هذا المجال الحيوي.
3 ملايين لمرض النوم
* لماذا جاء انشاؤكم لمركز معالجة اضطرابات النوم وما هي خدماته للمرضى؟
تعتبر اضطرابات النوم حالة مرضية شائعة لدى الكثيرين.. وكما تعلمون ان هذا المرض لم يلق العناية المطلوبة في السابق.. واليوم أصبحت الحاجة ضرورية لمثل هذا المركز الدي يشخص الحالة ومن ثم علاجها.
وجاء انشاء المركز ضمن استراتيجيتنا الهادفة الى اقامة اقسام جديدة بالمستشفى تلبي حاجة المجتمع والقسم الجديدتم تجهيزه وهذا هو المهم بالكوادر الطبية المدربة والتقنية الحديثة وبلغت تكلفته اكثر من 3 ملايين ريال.
وتم تدريب طاقم وفريق طبي وفني متكامل لتشخيص المرضى ووضع خطط العلاج المناسبة.. والمعروف ان المريض باضطرابات النوم يتلقى علاجا ومراقبة داخل المستشفى تصل الى 12 ساعة.
ارتفاع نسبة المرضى
* وهل استطعتم من خلال هذا القسم تحديد نسبة الاصابة بمرض اضطرابات النوم؟
بالطبع النسبة مرتفعة وهذا من واقع تجربتنا العملية وملفات المراجعين للقسم تؤكد ذلك.. مما جعلنا نفكر جدياً بتوسعة المراكز لكي نحقق الفائدة المطلوبة.
الاستراتيجية المستقبلية
* بعد مرور عامين على افتتاح المستشفى ما هي خططكم المستقبلية؟
خططنا المستقبلية تربتط بعاملين مهمين في استراتيجيتنا.
الاول: حاجة المجتمع السعودي للخدمة الطبية وغيرها من الخدمات التي من الممكن ان تقدمها المستشفى.
الثاني: لوحظ في الاعوام الاخيرة وهذا راجع للتقدم الطبي الكبير الذي تشهده المملكة في قطاعيها الحكومي والخاص توافد عدد كبير من الاشقاء العرب لتلقي العلاج بالمملكة مما جعلنا نطور أداءنا من وقت لآخر حسب مقتضيات العمل بالخدمات الجديدة التي أدخلناها على المستشفى.
وكما ذكرت بأننا قد نفذنا مع مطلع الصيف الماضي التوسعة الجديدة وهي الاولى منذ الافتتاح والتي شملت 7 أقسام مختلفة بحيث تساهم بشكل كبير في تقديم خدمات طبية مميزة للمراجعين.
مستشفى جديد
* وهل تتضمن خطتكم انشاء مستشفى جديد؟
نعم سنبدأ العام القادم بناء مستشفى مجاور للمستشفى الحالي لزيادة عدد الاسرة الى نحو 275 سرير لمواجهة المتطلبات الجديدة والزيادة السكانية وتصل تكلفته 200 مليون ريال لترفع التكلفة الاجمالية للمشروع الى أكثر من 350 مليون ريال.
70 مراجعاً كويتياً
* مع التطور الذي يشهده القطاع الخاص الصحي بالمملكة هل هنالك إقبال متزايد على المستشفى من الخارج وخاصة من الدول العربية؟ كما قلت نتيجة للتقدم الطبي الذي تشهده المملكة ونظراً للتجهيزات الكبيرة لمستشفى المركر التخصصي الطبي الذي يوفر خدمة مميزة توافد عليه أكثر من 70 شخصا من دولة الكويت في الشهر الماضي وحده اضافة الى مراجعين من دول عربية اخرى وتسهيلا على المرضى القادمين من الخارج تم الاتفاق بين مستشفى المركز التخصصي الطبي وعدد من المكاتب السياحية لتقديم خدماتها للمرضى تتضمن حجز التذاكر والاقامة في الفنادق وهذا يدفعني لتقديم اقتراح يتضمن احداث نظام ما يسمى (الفيزا العلاجية) للأشقاء العرب.


أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved