أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th November,2001 العدد:10649الطبعةالاولـي السبت 9 ,رمضان 1422

محليــات

مستعجل
الذين يشغلون المستشفيات..!!
عبدالرحمن السماري
** يقال.. إن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من مراجعة «الموسوسين».. وهي فئة من البشر تعيش هاجس المرض في كل لحظة..
** هذا الصنف من الناس .. متى شعر بأي شيء.. ولو أنه وهمي.. «طمر» لأكثر من استشاري.. وطالب بأكثر من فحص.. وطالب بأكثر من تحليل.. وأكثر من أشعة.. وراجع أربعة أو خمسة مراكز طبية.. وخسر من جيبه الشيء الكثير.. مع أن المسألة لا تعدو وساوس فقط..
** وبعض البشر.. متى توفي قريب له أو زميل أو جار أو أحد معارفه بمرض معين.. خيل لأكثر من شخص ممن لهم علاقة بهذا الشخص أنهم مصابون بهذا المرض نفسه.. فلو مات مثلا بورم في حلقه وجدت هؤلاء «الموسوسين» كلهم يحسسون و«يفغصون» رقابهم يومياً و«يْبُولعُون» أرياقهم كل لحظة.. ثم يذهب بعضهم الى أكثر من طبيب لنقل شكوى من وجود شيء في حلقه يمنعه من البلع أو الشرب أو التحدث و«هو شيء وهمي لا صحة له» والطبيب ليس امامه سوى التعامل مع هذه الشكوى بشكل جاد.. لأن الشخص الذي أمامه إنسان عاقل.. وشكواه واضحة ومحددة .. وهو مصر عليها.. ولذلك.. قد يعرض لأكثر من أشعة هو لا يحتاج لها أصلاً.. وقد يصرف من جيبه الشيء الكثير وهو في كامل عافيته.. وقد يشغل المستوصفات والمستشفيات ويأخذ مكان مريض فعلي.. وهو مجرد «واهم».
** ولو مات شخص يعرفونه بفشل كلوي أو كبدي .. لوجدت بعضهم «يِوِنْ» من كليته أو من كبده ويسارع بالفحوصات ولا يصدق النتائج.. لأن الوهم قد أقنعه بأنه أصلا مصاب بمشاكل في الكليتين أو في الكبد ولكن لم تظهر في التحليل .. ولو حاولت اقناعه بأن الكشف الطبي والتحاليل تثبت سلامته من هذه الأمراض.. لساق لك عشرات الأمثلة.. من أناس تم تشخيصهم تشخيصاً أولياً في مستوصفات ومراكز وظهرت النتائج «سليمة» وعند مراجعة مستشفيات كبيرة.. ظهر انه مصاب بأمراض خطيرة جداً.. بل وماتوا بعد أشهر.. فمثل هذا.. ماذا تعمل معه .. وكيف تحاوره وكيف تقنعه لأنه مقتنع بأنه مريض.. وأنه في طريقه للحاق سريعاً جدا بذلك الشخص الذي مات قبل يومين أو أسبوع أو شهر..
** هؤلاء.. هم الذين يشغلون المستوصفات والمستشفيات.. وهم الذين يشغلون المختبرات وأقسام الأشعة .. وسوق المستوصفات قائم عليهم.. ولو شفوا من أوهامهم وأمراضهم النفسية.. لأغلقت بعض المستوصفات و«مصائب قوم عند قوم فوائد».
** وبعض هؤلاء «المتوهمين» يسمح لنفسه بتقييم أطباءواستشاريين.. وربما بدرجة «بروفسور» وقد يقول عن هذا أو ذاك منهم «اتركه هذا ما يفهم» أو هذا الطبيب «خرّاط» مع أن هذا الطبيب قد يحمل درجة الدكتوراه في الطب وخبرته ثلاثون سنة.. ومع ذلك في نظر هؤلاء.. لا يفهم شيئاً و«ما عنده سالْفِه».
** وقد يحكم على مركز طبي بأكمله.. أو مستوصف بأكمله ويقول لك «اتركهم ما عندهم سالفه» أو يقول «هؤلاء خراطين».
** لقد سمح لنفسه أن يقيم أطباء وصروحاً طبية.. وهو الذي لم يقرأ سطراً واحداً في الطب .. ولا يفهم كلمة واحدة في هذا العالم الكبير .. عالم الطب لكن ماذا نقول «نِطِقْهُم؟!».. نربِّطْهُم هاذولا ربعك؟!!.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved