أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th November,2001 العدد:10650الطبعةالاولـي الأحد 10 ,رمضان 1422

مقـالات

رسالة لم يحملها البريد ما الداعي إلى العجلة؟!!
وسيلة محمود الحلبي
هل تأخرت عن العمل؟ أم عن موعدٍ هام؟ أم تريد استعراض سيارتك الجديدة؟ اسأل نفسك إن كان هناك أي سبب لإيذاء أو قتل أي شخص عندما تجلس مرةً أخرى خلف عجلة قيادة السيارة وتقرر السير بسرعة.
إذا كنت تندفع بسرعة داخل وخارج حركة المرور، وتقطع الاشارات المرورية الحمراء، وتلاحق السيارة التي أمامك، وتمضي بسرعة فائقة لتبقى متحكماً في سيارتك فإنك بالتأكيد لست سائقاً مسؤولاً ولا تهتم بالسلامة. يموت كثير من الناس لأنهم لا يدركون أن زيادة السرعة أثناء السياقة تكون قاتلة إذا كانت أعلى من السرعة المحددة أو تزيد عما تسمح به ظروف الطريق. ليس هناك محصن ضد مخاطر السياقة السريعة أو غير المسؤولة، والذين يسرعون يدفعون الثمن إن عاجلاً أو آجلاً، فبعضهم يعاني من الإصابات ويقضي فترات طويلة في المستشفيات، وآخرون يُقَرأُ نعيهم في الصحف، ومن المؤسف أنهم لا يكونون أحياء ليروا ما يسببونه من معاناة لأسرهم وللناس الآخرين الذين تتأثر حياتهم بسبب السرعة.
أتمنى أن يتأمل السائق المسرع هذه المعادلة :
فكلما كانت السرعة كبيرة، قلَّ الوقت أمام السائق ليحدد الأخطار التي تواجهه ويتخذ الإجراء الملائم بشأنها. وكان من الصعب أن يتحكم في عجلة قيادة السيارة عند منحيات الطرق. وكانت مسافة التوقف أطول وكان الخطر أكبر في حالة انفجار إطار السيارة وكانت قوة الارتطام كبيرة في حالات التصادم. وتدل كل الشواهد على حقيقة مفادها أنك عندما تسرع فإنك تكون غير قادر على التحكم التام في سيارتك، وعندئذ يستحيل عليك أن تسوق بسلام. وفي هذه الحالة فإنك تزيد من فرص وقوع حادث لك، وتتسبب معظم حوادث السيارات في وقوع بعض المآسي فلماذا لا تتجنب المآسي؟!! عندما يكون الأمر متعلقاً بالسرعة فإن القاعدة الأساسية هي ألاَّ تتجاوز حدود السرعة المحددة على اللوحات الإرشادية وعليك أن تكيف سرعتك دائماً مع ظروف الطريق والطقس وفي حالة عدم وجود لوحات تبين حدود السرعة فعليك أن تسوق بالسرعة التي تمكنك من التحكم الكامل في سيارتك تعامل بلطف مع السائقين الآخرين اثناء السير وابذل ما في وسعك لتجنب الحوادث.
ولا تنس حزام الأمان إطلاقاً...
حيث تبين أن بعض السائقين يختلقون أعذاراً حتى لا يربطوا حزام الأمان وهي: لن أسوق إلى مسافة بعيدة، أنا سائق جيد ولا أتسبب في وقوع الحوادث، لا أحب تجعيد ملابسي، لا أريد أن أصبح محاصراً داخل سيارتي، يمكنني تثبيت نفسي في حالات التصادم، بوسعي أن أفعل ما أريد في سيارتي. ولكن تذكر أن هذه الأعذار تتجاهل المعلومات المتاحة والدراسات التي أجريت عن فاعلية أحزمة السلامة والتي توضح تقليل خطر الموت أو الإصابة الشديدة في حوادث السيارات حيث يقلل من احتمال الوفاة إلى أكثر من النصف...
ولا تنس أنه اتضح في جميع أنواع تصادم السيارات لا يكون تصادم السيارة مسؤولاً عن إلحاق الأذى براكب السيارة أو قتله وإنما المسؤول عن ذلك هو ارتطام جسم الراكب بالجزء الداخلي للسيارة. فبمجرد أن يحدث التصادم فإن الراكب الذي لم يربط حزام السلامة يندفع إلى الأمام ليرتطم بلوحة التحكم أو الزجاج الأمامي أو ينقذف أحياناً خارج السيارة فحزام الأمان يخفض احتمالات الموت والإصابة باذن الله. فدعك إذن من الأعذار وتذكر أن حماية الأرواح سبب كافٍ يوجب ربط أحزمة الأمان.
وأنت أيها الأب رجاءً .. رجاءً قبل أن تعطي ابنك مفاتيح سيارتك اسأل نفسك عما إذا كان ابنك ناضجاً بما فيه الكفاية لكي يقود السيارة، وهل سنه قانونية ولديه رخصة قيادة أم لا؟ هل يتقيد بأنظمة المرور وقواعده أم لا؟.. واسأل نفسك دائماً: هل يسوق ابني بطريقة وقائية؟ وهل يطبق جميع الخطوات الضرورية لتجنب الحوادث؟
وعلى الرغم من أن المسؤولية النهائية تقع على عاتق الفرد لضمان أنه يقود سيارته بطريقة وقائية ومأمونة، فإن على الآباء مساعدة ابنائهم المراهقين على اكتساب الخبرة بمراقبة تحولهم من سائقين صغار عديمي التجرية إلى سائقين لديهم المهارات اللازمة والسلوك المناسب ليجعلوا القيادة بأمان عادة ملازمة لهم طيلة الحياة.
كما يمكن للآباء أن يكونوا قدوة حسنة لآبائهم باتباعهم أسلوب القيادة بطريقة مأمونة. فالقيادة الوقائية تعني السلامة وتذكروا دائماً السلامة... السلامة هي المأمن الوحيد من الحوادث..
ولا تنسوا الركوب الآمن لأطفالكم..
هؤلاء البراعم الواعدة التي نسعى دائماً لأن نحوّل الليمون الحامض إلى شراب لذيذ ليشربوه كم جميل أن نقود دون مشاكل ودون حوادث وكم جميل أن يعود إلينا آباؤنا وأزواجنا وإخواننا وأولادنا سالمين كل يوم.
وقفة:
الحياة جميلة دون آلام وأحزان رغم أن الأحزان تنقي القلوب أحياناً.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved