أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th November,2001 العدد:10650الطبعةالاولـي الأحد 10 ,رمضان 1422

مقـالات

مبرَّة معكال والحق يقال: دعم سلمان وجهود الرجال!!
إبراهيم بن عبدالله السماري
الإنسان السعودي ذكراً وأنثى إنسان بر وإحسان بفطرته: «فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم»«سورة الروم: الآية 30»
والمجتمع السعودي مجتمع تعاون وتكافل يطبق تعاليم الإسلام الرائعة لأنه نشأ في بيئة دينية صحيحة منذ أن تضافرت جهود الدعوة مع جهود الدولة بين الإمامين الخالدين محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله تعالى إلى يومنا هذا.
يضاف إلى ذلك أن هذا الوطن الغالي يحتضن أطهر بقاع الأرض على الإطلاق.
ولذا فإن تعدد مناشط البر والإحسان في هذه البلاد الطاهرة ليس مثار تعجب أو محل استنطاق وسؤال ورعاية الدولة لهذه المناشط وتشجيعها ودعمها بكل الوسائل والأساليب هو جزء من البدهيات المسلم بها نظراً للخصوصية الدينية لهذه البلاد تاريخاً ومكاناً وإنساناً قيادة وشعباً.
وفي مدينة الرياض مثل أخواتها مدن المملكة العربية السعودية المختلفة توجد جمعية للبر تمارس أعمالها لتيسير معاش المحتاجين بقدر الطاقة، وتحظى بدعم المواطن القادر وبرعاية الدولة. ولكنها في مدينة الرياض ذات حضور أقوى. كيف لا والموجِّه لنشاطاتها هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رجل البر والإحسان الذي ارتبط اسمه بمختلف أعمال البر والإغاثة والنجدة للمسلمين في أصقاع الأرض عند الموجبات.
هذا الأمير النبيل جامعة إدارية متفوقة وذو نظرة ثاقبة وتجربة ثرية. وفي هذا الجانب بالذات لاحظت أن سموه عني عناية فائقة بالتنظيم في العمل الإداري توخياً لنجاحه وإثماره. وأكبر دليل على صحة استنتاجي هذا توجيه سموه الكريم بتوحيد المبرات الخيرية تحت لواء جمعية البر إدارياً ومالياً بإشراف سموه شخصياً لقد حقق هذا التوجيه المثمر سلامة الإجراءات ودقتها التنظيمية في تلك المبرات أولاً وتوفير الشخصية الاعتبارية القوية لها ثانياً. وقد روى لي المشرف العام على فرع جمعية البر بحي الشميسي ومعكال الشيخ فهد بن علي بن نوح ومديرها التنفيذي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالكريم الشيحة شيئاً مما يبذله سموه من أجل سرعة عمل المبرات الخيرية ودقة الإجراءات النظامية فيها وأن سموه الكريم يقوم بتوقيع الشيكات شخصياً حيث تصل لإدارة المبرة في اليوم التالي لإرسالها بدون تأخير إضافة إلى حرص سموه على تيسير الإجراءات أمام العاملين في هذه المبرات ودعمهم مادياً ومعنوياً. فإذا نظرت أخي الكريم إلى المبرات المنتشرة في مدينة الرياض ولاسيما في شهر رمضان المبارك حيث تصدر الشيكات تباعاً لأنه موسم البر والإحسان فإنك حينئذ لابد أن تشعر بالتقدير لهذا الأمير الشهم والإعجاب من حرصه على دقة العمل وتنظيمه ولو على حساب جهده وراحته.
مبرة معكال التي أنشئت عام 1411ه وهي فرع من فروع جمعية البر وتستفيد من خدماتها آلاف الأسر المحتاجة وتضم سجلاتها قرابة ستمائة أسرة لها مخصصات ثابتة شهرية التفت التفاتة رائدة إلى تنظيم الجانب الاتصالي في العمل الخيري وفق أسس علمية وخصصت إدارة مستقلة للعلاقات العامة والشؤون الإعلامية يشرف عليها الأستاذ عبدالعزيز بن علي بن نوح أبرز مهماتها التواصل مع الداعمين ومع وسائل الإعلام ومع الوسط الاجتماعي ومع أئمة وخطباء المساجد. ومن أعمالها: الحفل الترفيهي لمرضى مستشفى النقاهة الذي قصدت منه إدخال السرور على المرضى وتلمس حاجات المحتاجين منهم وتعريف التجار والمحسنين بهم وأذكر أنه كتب عن ذلك الحفل في الصحافة المحلية مما أعطاه زخماً إعلامياً مطلوباً.
وكان من جهود إدارة العلاقات العامة المشاركة في المعارض الخيرية والتعريف بجهود المبرة عبر شبكة الإنترنت والتخطيط لفتح موقع مستقل لها في هذه الشبكة لعرض جهودها ومناشطها وإبراز جهود الدولة وفقها الله في دعمها وتشجيع أعمالها الخيرة ووضع لافتة في فروع شركة الراجحي المصرفية لتذكير المتعاملين معها برقم حساب المبرة في الشركة لدعمه وغير ذلك من الجهود التعريفية.
فرع جمعية البر بحي الشميسي ومعكال له مناشط متعددة وخصائص ينفرد بها عن كثير من المبرات المماثلة. فهذا الفرع ينفرد بوقوعه وسط حي فقير مكتظ بالسكان من ذوي الدخول المنخفضة ولذا فإن أعماله تصادف حاجة قوية وخير البر ما صادف أشد الحاجة. كما تتعدد مناشطها وتتنوع حيث ترعى الأسر المحتاجة مادياً وتنظم المشروعات المختلفة مثل مشروع تفطير الصوام ومشروع كسوة العيدين ومشروع الاستفادة من لحوم الأضاحي ومشروع كفالة الأيتام ومشروع رعاية المطلقات والأرامل، وغيرها من المشروعات الخيرية المتنوعة.
وإدارة مبرة الشميسي ومعكال تقوم بجهد متميز ومشكور من حيث تخطيطها السليم لمناشطها لتكون ملبية لضرورات المحتاجين وفق الأوليات الحقيقية ومن الأدلة على ذلك ثلاثة أمور لاحظتها أثناء زيارتي لها:
الأمر الأول: يتبع للمبرة مطبخ متكامل فيه ثمانية مواقد كبيرة وشوايتا دجاج وغرفتا تبريد كل واحدة بطول 4 م وعرض 2 م وارتفاع 2 م وغرفتا تجميد بطول 4م وعرض 3م وارتفاع 5.2م.
ومن أعمال المطبخ: طبخ مشروع تفطير صائم وغيره من أعمال الطبخ الخيرية للفرع أو للجهات الخيرية الأخرى. واستقبال فائض الولائم واللحوم وحفظه مع مراعاة المتطلبات الصحية ثم توزيعه على المحتاجين بعد إعادة تجهيزه بواسطة معدات المطبخ. كما يوجد في الفرع مستودع كبير لحفظ الملابس الجديدة والمستعملة بعد إعدادها للتوزيع حيث يتم تصنيفها بأنواعها ومقاساتها ثم يقوم المستفيدون بالدخول للاختيار من المعروض وفق حاجة أسرهم وبأعداد محدودة سلفاً مع تخصيص يوم للنساء وآخر للرجال كل شهر إضافة إلى كسوة العيدين.
الأمر الثاني: عناية الفرع بعملية الصيانة ذلك الفعل السحري الذي يخفف كثيراً من الأعباء المالية. فيوجد في الفرع ثلاث ورش فنية يعمل بها كوادر فنية مؤهلة ويشرف عليها الأستاذ خالد بن علي بن نوح. الورشة الأولى: ورشة النجارة التي تقوم بإصلاح أنواع الأثاث المنزلي والمكتبي لتوزيعه على المحتاجين وفق استمارات مخصصة لدى الباحثين بالفرع.
والورشة الثانية: ورشة التبريد التي تعمل على إصلاح أجهزة التبريد المنزلية مثل الثلاجات والمكيفات والفريزرات ونحوها مما تحتاجه الأسر المستفيدة من خدمات الفرع، وتقوم هذه الورشة بإصلاح ما يردها من المحسنين قبل توزيعه كما تقوم بإصلاح الأجهزة الموجودة لدى الأسر مجاناً بما في ذلك توفير قطع الغيار مجاناً حيث يوجد بها مستودع للقطع الجديدة وآخر للقطع المستعملة. ومن ثمرات حسن التخطيط أن فتحت الورشة قسماً خاصاً للف الدينموات المختلفة لتلبية الحاجة إلى هذا القسم بأقل كلفة.
والورشة الثالثة ورشة الكهرباء والإلكترونيات: مثل الأفران والغسالات والمكانس الكهربائية وأجهزة الكوي والحاسبات الآلية والطابعات ونحوها. ومبرة الشميسي ومعكال مجهزة بسيارات نقل لإحضار التبرعات إلى المبرة وفيها قسم خاص للحركة لتنظيم هذا العمل.
الأمر الثالث: العناية بالجانب التنظيمي في أعمال المبرة من حيث الاستعانة بالحاسوب في الأمور الإدارية والمالية والإرشيفية ومن حيث الاستمارات المعدة على كل أسرة وفق بيانات مختارة بدقة كي تعرف بحاجة الأسرة لتحديد الأوليات المطلوبة لها من المساعدات والخدمات وفي الجانب الآخر حفظ كرامة هذه الأسرة بجعل تلك البيانات سرية.
العمل المشكور الذي يقوم به الأخوة الكرام في فرع جمعية البر بالشميسي ومعكال كان محل تقدير وتزكية عدد من أبرز العلماء والمشايخ ووجوه المجتمع من أطباء وغيرهم بعد زيارة الفرع ومنهم: فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين وفضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك ومعالي الشيخ صالح بن حميد ومعالي الشيخ محمد بن سبيل وفضيلة الشيخ سعود بن شريم ومعالي الشيخ عبدالله المطلق وفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن فريان وفضيلة الشيخ إبراهيم الغيث والدكتور خالد بن جبير جراح القلب المعروف وغيرهم وكلهم دعوا إلى دعمها من واقع المعاينة على الطبيعة.
فرع الجمعية البر بالشميسي ومعكال يخطط لمشروعات طموحة بعضها في مراحله الأخيرة تدل على التنظيم السليم والدقيق لأعماله ومن ذلك"
1 إقامة مبنى للفرع وإدارته الملحقة متعدد الأدوار على أرض كبيرة على طريق الحجاز الرئيسي واستثمار عدد من أدواره والمحلات التجارية ليكون مورداً ثابتاً.
وهذا التوجه الاستثماري المحمود يدفعني إلى الدعوة للاستفادة من ورش الصيانة الموجودة في المبرة لتحويلها إلى مشروع استثماري بعد دعمها بالقدرات البشرية والأجهزة ولعل ذلك يتحقق بعد الانتقال للمبنى الجديد بإذن الله.
كما أقترح الاستفادة من الأوقاف عن طريق تفعيل عمل وجهود إدارة العلاقات العامة بالفرع وغيره من فروع جمعية البر والاستعانة بالمشايخ والعلماء في بيان فضل الوقف على مثل هذه المبرات لما فيه من ضمان استمرار عملها وأنه يجمع بين فضل الصدقة الجارية وفضل الوقف الذي هو أفضل من الوصية وربما كانت هذه الأفضلية مما يجهله كثير من الناس اليوم.
2 تعتزم مبرة الشميسي ومعكال إنشاء مدرسة لتعليم التفصيل والخياطة وتعليم الحاسب الآلي أي التخطيط لأعمال مربحة وكريمة للرجال والنساء من الأسر المحتاجة. وهذا العمل في رأيي مهم جداً لأنه يتعلق بالجانب الإنمائي أي ضمان إدرار الموارد. فبالنسبة للفرع فإن هذا العمل سيعود بالنفع والتوفير لأعمال المبرة ذاتها في هذا الحقل. وبالنسبة للمستفيدين والمستفيدات من المدرسة المقترحة فإن توفير عمل كريم لهم يعني توفير مورد ثابت يغنيهم عن ذل السؤال والمثل الصيني يقول: بدلاً من أن تعطي ولدك سمكة علمه كيف يصطادها!!
وخير من هذا المثل وأصدق تطبيقاً أن رسل الله كانوا مثالاً حياً للعاملين العمل الكريم وإن صغر في أعين الناس فنبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم رعى الغنم على قراريط لأهل مكة وداود عليه السلام تعلم صناعة الدروع وهكذا..
أشار أخي الشيخ فهد بن نوح إلى التنسيق بين مبرة الشميسي ومعكال وبعض المبرات الأخرى لتبادل الفائض من التبرعات العينية وتطبيق الأسماء المسجلة لديها مع الحفاظ على سريتها لمنع تحايل المستفيدين بالتسجيل في أكثر من فرع والأمل أن يكون هناك تنسيق أكبر في كل الأعمال وبين جميع فروع جمعية البر.
ومادام الحديث عن جمعية البر ومبراتها فلابد من الإشادة بفكرة ومشروع الإفطار السيار الذي ابتكره الشيخ فهد بن عبدالرحمن السلمة من مبرة المصانع الخيرية لخدمة السائقين على الطرق وقت الإفطار وبالتالي عدم لجوئهم إلى السرعة المفضية إى الحوادث من أجل اللحاق بالإفطار.
وختاماً للحديث عن مبرة الشميسي ومعكال لابد من التذكير بأن دعم هذه المبرة الخيرية وأمثالها مادياً وعينياً هو من التعاون على البر والتقوى وتحقيق المجتمع المتعاون المتكافل كما يدعو إليه ديننا الإسلامي الكريم ومما يسهل هذا أن أرقام حسابات المبرة في جميع فروع شركة الراجحي المصرفية.
alsmariiahim@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved