أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th November,2001 العدد:10650الطبعةالاولـي الأحد 10 ,رمضان 1422

متابعة

قلق باكستاني حول ترتيبات مستقبل أفغانستان
المطالبة بإشراك الفصائل الأفغانية المؤيدة لقرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب
* اسلام آباد «أ.ش.أ»:
عكس عبد الستار خان وزير خارجية باكستان بتصريحات قبيل مغادرة نظيره البريطاني جاك سترو اسلام اباد عكس القلق الباكستاني حيال الترتيبات المستقبلية في افغانستان ودعا فيها الى ضرورة ان تحظى مجموعة الباشتون «اكبر المجموعات العرقية الافغانية والمرتبطة بعلاقات ودية مع باكستان» بتمثيل مناسب في أي حكومة أفغانية جديدة فيما سعى سترو لتهدئة مخاوف الباكستانيين في هذا الصدد.
وردا على سؤال حول مشاركة مجموعة الباشتون في الحكومة الافغانية الجديدة «قال جاك سترو وزير الخارجية البريطاني الذي قام بزيارة استمرت يومين لباكستان ان تشكيل حكومة موسعة في أفغانستان يستدعي بالضرورة النظر بعين الاعتبار للتقديرات والاحصاءات السكانية في افغانستان».
ودعا عبد الستار «في مؤتمر صحفي مشترك» الى ضرورة مشاركة من وصفها «بالقوى الجديدة والصاعدة في افغانستان في مؤتمر بون».
ويذكر ان باكستان تسعى لمشاركة ممثلين للباشتون الافغان والمرتبطين بعلاقات وثيقة بالباشتون الباكستانيين في مؤتمر بون الذي يبدأ يوم الاثنين المقبل بحضور نحو 50 ممثلا للفصائل والقوى الافغانية المختلفة وتستمر مداولاته حول مستقبل افغانستان لمدة اسبوع تحت مظلة الامم المتحدة.
وفي هذا الصدد أوضح سترو أنه بعد سنوات طويلة من التوتر والخلافات التي ادت لزعزعة البلاد فان أي مجموعة عرقية لم يعد بمقدورها سياسيا ان تهيمن على المجموعات الاخرى.
ووفقا لتقديرات وزير الخارجية البريطاني فان نسبة مشاركة الباشتون في الحكومة الافغانية الجديدة قد تتراوح بين خمسة وثلاثين وخمسين في المائة من اجمالي الحقائب الوزارية في هذه الحكومة المستقبلية معتبرا ان الاخضر الابراهيمي الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة في افغانستان هو الاصلح للحديث عن مثل هذه المسائل، فيما اكد التزام بلاده بتقديم المزيد من المساعدات لباكستان وافغانستان معا.
وتشعر باكستان التي كانت في السابق الطرف الرئيسي المساند لحركة طالبان المنتمية عرقيا للباشتون بالقلق حيال امكانية هيمنة التحالف الشمالي بقيادة برهان الدين رباني والمعبر عن الاقليات العرقية في افغانستان على اي حكومة افغانية جديدة مستشعرة التوجس من هذا التحالف المرتبط بعلاقات وثيقة بالهند.
وردا على سؤال حول امكانية مشاركة طالبان في حكومة جديدة بأفغانستان قال سترو «الذي كان قد وصل يوم الخميس وغادر الجمعة اسلام اباد قادما من طهران» اننا نميز بما فيه الكفاية بين المتطرفين وغيرهم، وقد يكون بمقدور هؤلاء الذين اضطروا لتأييد طالبان حتى يبقوا على قيد الحياة ويتفادوا البطش ان يشاركوا في الحكومة الجديدة.
وكان عبد السلام ضعيف سفير طالبان السابق في اسلام اباد قد وصف مؤتمر بون بأنه «مهزلة سياسية» مؤكدا أن طالبان لا تريد المشاركة في مثل هذه «المهزلة».
وتوقع ضعيف «الذي اغلقت السلطات الباكستانية سفارته في اسلام اباد» ان تؤدي الخصومات بين المجموعات العرقية والقبلية المختلفة في افغانستان الى انفجار حرب اهلية جديدة قبل التوصل الى اتفاق بين المشاركين في مؤتمر بون حول صيغة جديدة للحكم كبديل لحركة طالبان التي كانت تسيطر على اغلب الاراضي الافغانية حتى بدء الحملة العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في افغانستان يوم السابع من شهر اكتوبر الماضي.
وعقب مباحثاته مع نظيره البريطاني في اسلام اباد لم يستبعد وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار خان في تصريحاته امكانية مشاركة من وصفهم «بالعناصر المعتدلة في حركة طالبان في مؤتمر بون للفصائل والقوى الافغانية»، معتبرا انه من المتعين مشاركة كل من يؤيد قرارات الامم المتحدة في هذا المؤتمر فيما نوه بمساندة بلاده للجهود التي تبذلها المنظمة الدولية في اتجاه تشكيل حكومة موسعة في افغانستان.
وقال سترو انه على ثقة من ان مؤتمر بون ينطوي على فرصة حقيقية لدعم فرص تشكيل حكومة وحدة وطنية في افغانستان فيما وصف مباحثاته في سياق جولته الراهنة بالمنطقة بأنها «مفيدة ومثمرة» وتركت لديه انطباعات اكيدة في ارساء الامن والاستقرار في افغانستان.
وعلى الرغم مما وصفه باحراز نجاح عسكري ودبلوماسي كبير على صعيد التحرك ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة خلال الشهرين الاخيرين فقد اكد وزير الخارجية البريطاني في مؤتمره الصحفي بالمركز الاعلامي للتحالف المناهض للارهاب في اسلام اباد على ان هناك «الكثير الذي مازالت الحاجة تدعو لانجازه في هذا الصدد».
وفيما تسعى الامم المتحدة لوضع أسس لنظام حكم مستقر في افغانستان «قال سترو ان هناك صعوبات متعددة يتعين تجاوزها غير ان الطريق بات ممهدا لتشكيل حكومة موسعة ومعبرة عن مختلف المجموعات العرقية الافغانية بعد دحر حركة طالبان واقصائها من السلطة وحصر وجودها في بعض جيوب المقاومة».
وحول مسألة وجود قوات اجنبية في افغانستان «اعرب وزير الخارجية البريطاني عن اعتقاده بأن الأمر قد يتطلب وجود مثل هذه القوات شريطة موافقة الحكومة الجديدة في افغانستان، مشيرا الى ان المسألة قد تكون موضع مناقشة في مؤتمر بون للقوى والفصائل الافغانية.
وكان فرانسيس فيندريل نائب الممثل الخاص للسكرتير العام للامم المتحدة في افغانستان قد اشار في تصريحات باسلام اباد الى استمرار ظاهرة عدم الثقة والشك المتبادل بين الفرقاء الافغان بل داخل كل مجموعة من المجموعات الرئيسية في هذا البلد الممزق والمتعدد العرقيات.
ولاحظ فيندريل في هذا السياق ان مجموعة الهازارا الشيعية المذهب لاتشعر بالارتياح حيال سيطرة الفصيل الطاجيكي في التحالف الشمالي بقيادة برهان الدين رباني على العاصمة الافغانية كابول فيما تمارس مجموعة الباشتون وهي اكبر المجموعات العرقية في افغانستان ضغوطا بحثا عن دور في اي حكومة افغانية جديدة.
ومن المقرر ان يرأس يونس قانوني وفد التحالف الشمالي المشارك في مؤتمر بون وهو الوفد الذي يضم 11 عضوا يمثلون الطاجيك والاوزبك والهازارا وهي الفصائل الرئيسية في التحالف الشمالي بينما قرر الملك الافغاني السابق ظاهر شاه «المنتمي عرقيا للباشتون والمقيم في منفاه بالعاصمة الايطالية روما منذ عام 1973 ارسال وفد يضم ثمانية اعضاء من بينهم سيدتان الى هذا المؤتمر.
واعتبر دبلوماسيون في اسلام اباد مشاركة عدد كاف من ممثلي الباشتون في مؤتمر بون امرا جوهريا لضمان نجاح هذا المؤتمر ومنحه مصداقية على صعيد الجهود المبذولة للتوصل الى صيغة جديدة للحكم في افغانستان كبديل لحركة طالبان التي تنتمي عرقيا للباشتون المنتشرين في جنوب افغانستان.
وقال عبد الستار: «إن أي أفغاني يؤيد قرارات مجلس الامن «حول الموقف في أفغانستان» ينبغي الاعتراف به كطرف مؤهل للمشاركة في المشاورات الرامية إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة في أفغانستان.
وكان عبد الستار يرد على سؤال حول المخاوف التي أعربت عنها باكستان من أن الاغلبية البشتون قد لا يحصلون على تمثيل عادل في اجتماع بون في أعقاب قيام التحالف الشمالي الذي يتألف من جماعات أقليات عرقية بالاستيلاء على السلطة في غالبية أنحاء البلاد وانهيار حركة طالبان التي يسيطر عليها البشتون.
يشار إلى أن باكستان بها عدد كبير من السكان البشتون العرقيين كما كانت تربطها علاقات وطيدة بميليشيا طالبان الافغانية ولكنها قطعت تلك العلاقات وانضمت للحرب التي تتزعمها الولايات المتحدة ضد الارهاب والمركزة حاليا ضد طالبان وأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه والذي تحميه طالبان كما تشعر باكستان بالقلق أيضا بشأن مواطنيها المحاصرين في قندوز بشمال أفغانستان والذين يواجهون سفك دمائهم إلى جانب ميليشيا طالبان التي يؤيدونها على يد قوات التحالف الشمالي غير البشتونية.
ومن جانبه، وصف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الموقف في قندوز بأنه «خطير جدا»، وقال انه ينبغي معاملة هؤلاء الذين يستسلمون على أنهم أسرى حرب، وقال انه يأمل في أن يواصل التحالف الشمالي «إظهار الدرجة العالية من المسئولية» التي أبداها منذ تمكنه من السيطرة على غالبية الاراضي الافغانية الشمالية والعاصمة كابول.
وأوضح سترو أنه يرى «فرصة حقيقية» لتشكيل حكومة أفغانية موسعة من خلال عملية بون، وتناول سترو مسألة علاقات باكستان مع الهند وإيران والتحالف الشمالي خلال المناقشات التي أجراها مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف حول الموقف الامني في المنطقة.
يشار إلى أن الهند تتهم باكستان بدعم «إرهاب الحدود» في ولاية كشمير المتنازع عليها بين البلدين في حين تشعر إيران والتحالف الشمالي بالاستياء من مساندة باكستان لطالبان.
وقال عبد الستار ان التمرد على السلطات الهندية في كشمير ليس إرهابا ولكن معركة محلية من أجل الحرية. وقال ان منظمة المؤتمر الاسلامي المكونة من 54 عضوا طالبت بالفعل بتفريق واضح بين النضال من أجل نيل الحرية والارهاب وأن الامم المتحدة تنظر حاليا في موضوع وضع تعريف للارهاب.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved