أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th November,2001 العدد:10650الطبعةالاولـي الأحد 10 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

أقبِحْ بالجحود
أمّ عينها على الباب: ترى هل يعودون؟!
عزيزتي الجزيرة: بعد التحية
دار التهمتها النيران فغدت أطلالاً لبيت كان في زمن غابر قائم الأركان.. قطع أثاث متناثرة هنا وهناك وقد علتها الأتربة والأوساخ، أرض مما تنوء بحمله أصبحتَ تحتار حينما تريد اجتيازها بأي موضع تطأ قدمك!! ظلام ووحشة.. كآبة وسوء إضاءة.. عفواً أخي القارئ الكريم!! فأنا لا أتحدث عن بيت مهجور إنما أتحدث عن بيت يضم بين جنباته إنسانة تحمل بين ضلوعها قلب أم حملت وسهرت وربت وضحت والنتيجة أنها حصدت أسوأ ثمر لزرع سقته ماء العين ووهبته أنفاسها هواء يستنشقه ثم كبرت تلك البراعم فما عادت براعم بل أصبحت مساحات خضراء لكنها خذلت هذا القلب وتمردت على أنفاسه وسكبت ماء عينه وداست على راحته ولم تنبت تلك الحقول ورودا ولا ثمراً بل شوكا يؤلمها كل حين بوخزاته..!!هذا ما حدث لهذه الأم حينما كبرت وشلت قدماها فأهملها أبناؤها وتركوا البيت تركوها لعجزها ووحشتها وذروة حاجتها..!!حدثتني عنها إحدي صديقاتي الثقات قائلة حينما زرتها بكيت بشدة لحالتها والأشد إيلاماً أنها تقول لا أتمنى منهم شيئا سوى مساعدتي على الاستحمام وإبدال ملابسي لأني لا أستطيع ذلك.. ولن أموت جوعا لأن أهل الخير تكفلوا بإطعامي.. وأبناؤها في قصور يرفلون.. لله درك أيتها الأم العظيمة كم هي بسيطة مطالبك.. لم تطالبهم بالعيش معها بل تريد منهم فقط أمورا لا يستطيع الأغراب تقديمها لها وهي مطالب خاصة.. تمتد بها ذاكرتها المؤلمة إلى ذلك الزمن وتلك الليالي التي نامت فيها خاوية البطن لأجل أبنائها .. ينامون الآن ملء أجفانهم سعادة وحبوراً وهناك خلف الجدار أم عينها على الباب ترى هل يعودون!! كم من دمعة ودمعة ذرفتها خوفاً عليهم يسقطونها الان من حسابهم وكأنها لا شيء..أبعد هذا الجحود جحود؟! وتحياتي .
أمل العويد

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved