أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th November,2001 العدد:10652الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

الدراسات العليا والإبداع
الهدف من الدراسات العليا هو الابتكار والإبداع الذي يزود الأمة بطاقات متجددة دوماً تضعها في خط واحد مع الدول المتقدمة. ومن ثم فإن الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) يجب أن تنعقد للخريج المبتكر المبدع، بمعنى أن تتاح الفرصة للجامعة لاستثمار وتوظيف طاقات خريجيها المبدعين للاستفادة منهم بصورة فاعلة. فالدراسات العليا معنية أصلاً بالعثور على مواهب بشرية خلاقة ومبدعة، تضيف وتطور من خلال منظومة كاملة من الكفاءات ذات المستوى الأكاديمي الرفيع الذي يميز الجامعة.
وفي هذا الجانب ليس المهم عدد البحوث التي تجرى داخل الجامعة بكلياتها المختلفة، هذا العام أو ذاك مثلاً، بقدر ما هو أساس كم بحث استفادت منه الجامعة، وكم بحث استخدمت نتائجه التطبيقية في المجتمع، عند هذه النقطة نأتي إلى مسألة استثمار نتائج البحوث العلمية وهي تستحوذ بالطبع على اهتماماتنا واهتمامات القائمين على أمر الجامعة جميعاً لارتباطها بعملية التطوير والتحديث المجتمعي الشامل تنموياً على جميع المستويات. لقد ثار جدل طويل بين الخبراء والمفكرين عبر سنوات مضت حول مقولة: هل العلم للعلم، أم أن العلم للمجتمع؟ وهذه المقولة تعكس بصورة مباشرة توجهات مختلفة، فإذا أخذنا بالرأي الأول وهو أن يكون العلم للعلم، فمعنى ذلك أن المجتمع لن يفيد من الدراسات والبحوث العلمية التي يقوم بها العلماء بها. وأما الرأي الثاني القائل :
إن العلم للمجتمع فلا يخلو من سلبيات أيضاً، حيث ستكون مهمته في هذه الحالة أن يتوجه إلى المجتمع فحسب، ويخدم المجتمع وحده، ولا يضع في اعتباره التراكم المعرفي النظري.
ولا تخلو نظرتنا من ضرورة الجمع بين الأمرين ما دمنا نحتاج العلم دوماً ونعيش في مجتمع له متطلباته وحاجاته الملحة، وهذه النظرة تنطلق من ثنايا حوار ثنائي بين العلم والمجتمع، فإن كان المجتمع بحاجة إلى نظريات العلماء والباحثين لحل مشكلاته، فإن العلماء والباحثين بحاجة إلى المجتمع لاختبار نظرياتهم والإسهام في حل مشكلات المجتمع. عند هذه النقطة نجدنا بحاجة إلى البحوث العلمية ونتائجها. فالدراسات العليا قوامها طالب أو باحث يقوم بإجراء بحث علمي يستند إلى استخدام تقنيات معينة، ونتائج يستخلصها هذا الباحث من دراسته التي دامت سنوات انغمر فيها بصورة جذرية في مشكلات بحثه وجوانبها التطبيقية. وهذه النتائج التي يجيزها مجتمع العلماء من الأساتذة الذين يشرفون ويناقشون البحث غالباً ما تشكل عصارة جهد الباحث.
إن توجيه البحوث نحو رؤية تنموية للمجتمع، واجتذاب رجال الأعمال إلى الجامعة لتمويل مشروعاتها البحثية، بل اشتراكهم في مشكلات الجامعة وإن يطلب إليهم الإسهام بالرأي واقتراح الحلول والبدائل، باعتبار الجامعة البيت الأصلي للخبرة العلمية الأكاديمية. هنا فقط تتكافأ الخبرة العلمية الأكاديمية والخبرة العلمية المجتمعية، وبهما معاً يتحقق ركن مهم من أركان تطوير منظومة التعليم التي تشكل منطلق أمل الأمة في مستقبلها.
د. محمد سالم
جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved