أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th November,2001 العدد:10654الطبعةالاولـي الخميس 14 ,رمضان 1422

مقـالات

وطني
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
د. عبدالرحمن المهنا أبا الخيل
أخطأ إمام مسجدنا في قراءة إحدى آيات القرآن الكريم حيث قرأ الآية الكريمة التي في آخر سورة إبراهيم {ليجزي الله كل نفس بما كسبت إن الله سريع الحساب}، حيث زاد حرف (الباء) في قوله {بما كسبت} والصحيح أن يقول: {ما كسبت} الآية. وقد صحح له أحد المأمومين، والذي لفت انتباهي هنا هو دقة وسرعة ملاحظة الخطأ من ذلك الشاب، الذي عندما سألت عنه قيل لي انه واحد من طلبة حلقة تحفيظ القرآن الكريم في مسجدنا، وهي واحدة من 308 حلقات تقدمها جمعية تحفيظ القرآن الكريم في إحدى مدن بلادنا العزيزة والتي قدمت أي الجمعية أكثر من 500 حافظ للقرآن الكريم منذ إنشائها وينتسب إليها حالياً حوالي 6776 دارساً، ولعله من المناسب هنا ذكر معلومة هامة هي أن هذه الجمعيات مؤسسات خيرية تدار بجهود تطوعية وتقوم برعاية تلك الحلق بما تحصل عليه من تبرعات وريع أوقاف وخلافه.
ولكن لا يتناسب مطلقاً ما تقوم به من دور كبير وعظيم في تحفيظ القرآن الكريم خير كتب الله عز وجل ودستور الأمة وأول مصادر تشريعها وما تقوم به كذلك من تخريج الحفظة الذين يتلون القرآن الكريم على الوجه الصحيح وبين ما تحصل عليه من دعم وتشجيع، ولعلك أخي القارىء ربما ينتسب أحد ممن تعرف إلى إحدى هذه الجمعيات المباركة أو تكون قد اطلعت على أحد التقارير السنوية لإحداها أو زرت مسجداً فيه حلقة تحفيظ لتتصور من قرب مدى جهود تلك الجمعيات في رعاية كتاب الله وإصلاح النفوس الناشئة وتربيتها على التعاليم الإسلامية السمحة.
قديماً كان تعليم وتحفيظ القرآن الكريم يتم في مدارس بدائية تسمى بالكتاتيب ضمن تعليم الدارس عدة مهارات منها القراءة والكتابة والحساب وتعتمد أي قدرة الحفظ وجودة التلاوة للدارس على ما يمليه حدس وفطنة ذلك المعلم، وما ان بدأ التعليم النظامي بجميع مستوياته حتى أضحى تعلم وحفظ القرآن الكريم واجباً على كل طالب في أي من مراحل التعليم العام وحتى بعض التخصصات الجامعية المهتمة بالعلوم الشرعية والدراسات الإسلامية وشهدت جهود الدولة رعاية لكتاب الله من نوع مختلف حين أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بإنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف مصحف المدينة النبوية وعلى نفقته الخاصة، وها نحن الآن في شهر رمضان شهر القرآن حيث يبحث الجميع عن القارئ المجوّد الحسن الصوت الذي يتغنى بالقرآن للصلاة خلفه في أي من صلاة التراويح أو التهجد، ولعل بعض من نبحث عنهم هم ممن استفاد من برامج وحلق جمعيات تحفيظ القرآن المجيد!!
إن تلك المؤسسات والجمعيات الخيرية تستحق المؤازرة والتشجيع المعنوي والمادي ليس فقط لتستطيع الاستمرار ولكن لتنمو وتتطور.
والله خير الرازقين..
جامعة الملك سعود القصيم
QSC@KSU.Edu.SA

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved