أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th November,2001 العدد:10654الطبعةالاولـي الخميس 14 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

رحمك الله يارشيد
المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أبعث لكم هذه الكلمات في رثاء أحد الأحباء آملاً منكم نشرها ولكم جزيل الشكر. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه خلق الخلق وقدر الأقدار يأخذ ويعطي يهب ويمنع يبتلي من يشاء متى ما شاء، الآجال بيده يمدها ويقبضها، فالحمد لله على كل حال، لقد فقدت احدى القبائل في الهدار قبل أيام شاباً من شبابها، ورجلاص من رجالاتها، أحبه الصغير وحن لرؤيته الكبير، ودع الدنيا هو وزوجته واثنتين من بناته في يوم الخميس، بكاه الحرس، وشهق من هول الصدمة عليه خشم العان، حن محرابه الذي كان يؤم المصلين فيه، فسالت دموعه على الأرض التي كان يقف عليها.
إنه الابن البار صاحب الابتسامة الصادقة: رشيد بن وحيد الوحيد. رحمه الله وجعل جنة الفردوس مأواه، كم كان بيني وبينك من صادق الود في عهد الصبا، ما يجعل فراقك على قلبي بليغ، رحلت وكان في رحيلك على القلوب بالغ الأثر، ولولا أن الايمان بالقدر من أركان الايمان، لناحت على فراقك النوائح، ولقامت الأسرة المفجوعة بأفنع الفاضح، تبكيك في الغدوة والرواح، وتبكيك قائمة قاعدة، ولولا مكانتك في قلبي الجريح، لما خطت يدي رأس قلم، ولما حزنت على فراقك وأصابني الألم، لقد كنت للشيخ المقعد أبوك نعم الابن البار الشفيق، رحلت عنه فزادت عنده الهموم على همه السابق، فلم يدرِ أيبكيك أم يبكي شقه النائم المشلول، عسى الله أن يعظم أجره، وأن يخلف عليه بخير، لقد خلفت لنا ذكريات يرسمها لنا جميل مبسمك كلما تذكرنا تلك الابتسامة البيضاء النقية، التي تلقيها ذات اليمين وذات الشمال على من حولك، فرسمت تلك الابتسامات في سويداء القلوب فأناخت ولم تجد طريقاً غير الركود في قلوبنا المفعمة بعظيم الود والحب لك، لقد كان للعيد موعداً مرتقباً معك، ولم ندر أن القدر يخفي لنا آلاماً حادة لم نتصورها من عظيم غفلتنا المفرطة التي أنستنا أن الموت أقرب إلينا من حبل الوريد، فرحلت عنا بصمت ولم ندرِ إلا بعد أن واروك في الثرى، وفاتنا أن نقف مع مشيعيك في ذلك اليوم الحزين، فنقوم بالواجب تجاهك ونحظى بقيراط من الأجر بسببك، ونودعك على أمل أن نلتقي وإياك غداً في الدار الآخرة، ولا ندري كلما نشاهد أبناءك الصغار بماذا نطرد العبرات ونكتم عظيم الزفرات، إن الفراق صعب وجليل، وإن اليتم ليكدر صفو عيشنا فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و«إنا لله وإنا إليه راجعون». ونقدم صادق عزائنا إلى العائلة المكلومة وجميع زملائه في الحرس الوطني بالرياض الذين عرفوه فأحبوه.
محمد بن حسن المدعث
الأفلاج الهدار

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved