أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st December,2001 العدد:10656الطبعةالاولـي السبت 16 ,رمضان 1422

مقـالات

كل سبت
لا نريد بالاعتدال بديلاً 3
عبدالله الصالح الرشيد
5 من المعروف وبدون مبالغة أن مجتمعنا المسلم في هذه البلاد يعتبر من أحسن المجتمعات الإسلامية إن لم يكن أفضلها ومع ذلك إذا سمعت بعض خطباء الجمعة أو قلة من المنتسبين للدعوة وهم يخاطبون مجتمعنا فكأنهم يخاطبون مجتمعاً جاهلياً وبعضهم يبالغ في وصف الهنات البسيطة في المجتمع وكأنها ظاهرة عامة وليست حالات شاذة، وفي بلد إسلامي في أقصى قارة آسيا قدر لي الاستماع إلى خطيب جامع يلقي خطبته بالعربية ويشرحها في نفس الوقت باللغة المحلية للمصلين فوجدته يشرح للمسلمين محاسن الإسلام برحابة ويطالبهم بالتي هي أحسن وبالرفق واللين بالبعد عن التقاليد الضارة ونبذ العادات المستوردة التي تتنافى مع الإسلام ويبارك لهم صبرهم ومصابرتهم على مصارعة الشدائد وتجد سماحة الإسلام وإشراق نوره يشع من وجهه.
6 من آداب الدعوة وواجباتها أن تكون على بصيرة مصداقاً لقوله تبارك وتعالى «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة» ومن مؤهلات الداعية أن يكون على اطلاع واسع ودائم بكتب الدعوة إلى الله وأهمها القرآن الكريم دستور الأمة الخالد وسنة المصطفى عليه السلام وسنة الخلفاء الراشدين من بعده والأئمة الأخيار وعلماء الإسلام الأفذاذ في مختلف العصور ولا يكون مؤهل الداعية نزرا بسيطا من المعرفة المحدودة أو نتيفات لا تسمن ولا تغني من جوع أو إنتاج وحصاد شريط أو شريطين ورحم الله أمرأ عرف قدر نفسه.
7 يجب على الداعية أن لا يضيق ذرعاً بالنقد الهادف البناء ويتقبل الآراء والملاحظات بصدر رحب وطوية سليمة ممن يهدي إليه بعض الملاحظات لأن الداعية على أجر والمستمع المحتسب على أجر ما دام هدف الجميع هو الوصول إلى الغايات السامية المنشودة من الدعوة إلى الله على هدى وبصيرة.
8 هناك بعض ممن لم يصلوا إلى درجة الدعوة فقها ووعياً يتصدرون للدعوة وهذا ليس من مصلحة الإسلام في شيء.
9 يجب على الداعية المسلم الإحسان في القول والبعد عن المبالغات والحرص على التلميح والبعد عن التشهير الذي ينقلب إلى فضيحة مع سلوك المداراة الشرعية وإقالة العثرات كما يجب على الداعية التواضع وقال سفيان الثوري رحمه الله لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال، رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى عدل فيما يأمر عدل فيما ينهى عالم بما يأمر عالم بما ينهى وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا بد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بعد توفر العلم أن يكون حليماً صبوراً فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
10 يجب على الداعية الإلمام والاهتمام بالمواضيع التي يتطرق إليها وبحث الأهم قبل المهم ويعالج ماله أسس في عقيدة المسلم وجوهر الدين قبل الخوض والافاضة في الأمور السهلة التي في الغالب نلتفت لها ونعطيها أكبر من حجمها ونهول أمرها وننفخ فيها مدة طويلة وكأنها جوهر الدين وأساسه.. كما أنه مطلوب من الداعية المسلم أن يكون على جانب كبير من العلم والمعرفة بالشريعة الإسلامية الغراء ومناحي علومها الزاخرة وأن يكون محباً للقراءة والاطلاع منفتحاً على وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية حتى تكون معالجته لمواضيع الحياة والمجتمع مبنية على فهم دقيق وعلى ما يحسه ويلمسه بنفسه دون التأثر بالاشاعات والأقاويل مصداقاً لقوله تعالى :« ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا».
وللحديث بقية والله من وراء القصد
للتواصل فاكس 4786864





أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved