أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st December,2001 العدد:10656الطبعةالاولـي السبت 16 ,رمضان 1422

الاولــى

نتائج زيارة الرئيس اليمني إلى واشنطن
إغلاق ملف (كول) وتأجيل توقيع اتفاقية التعاون الأمني
* صنعاء الجزيرة عبدالمنعم الجابري:
جاءت زيارة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى واشنطن منتصف الاسبوع المنصرم بدعوة من الرئيس الامريكي جورج بوش في خضم التطورات والمستجدات المهمة التي تشهدها الساحة الاقليمية والدولية في سياق تداعيات احداث ال 11 من سبتمبر الماضي.. بحيث يمكن القول ان هذه الزيارة حملت معها ابعادا واهمية خاصة بالنسبة للعلاقات اليمنية الامريكية والتعاون الثنائي بين البلدين وبالذات في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.وكما ذكرت مصادر رسمية في صنعاء فإن زيارة الرئيس اليمني للولايات المتحدة ومباحثاته مع الرئيس الامريكي ووزير خارجيته اضافة الى وزير الدفاع وغيره من المسؤولين في البيت الابيض كانت ناجحة وخرجت بنتائج ايجابية من شأنها تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وهو ما اكده الرئيس علي عبدالله صالح والذي اوضح بانه تم الاتفاق مع الادارة الامريكية حول كل ما تم بحثه من مواضيع، وأنه وجد لدى الرئيس جورج بوش ونائبه وبقية المسؤولين الامريكيين كامل التفاهم فيما يتعلق بالقضايا التي جرى طرحها وتناولها معهم.
واذا كان ملف الارهاب قد احتل القسط الاكبر في مباحثات الرئيس صالح مع المسؤولين في الولايات المتحدة الامريكية، فإن ذلك يعود الى وجود عدة اسباب ومبررات تجعل الجانبين يركزان على هذا الجانب وبالذات الجانب الامريكي الذي يعول كثيرا على تعاون اليمن وما يمكن ان تقوم به من دور كجزء من حملة واشنطن ضد ما تسميه بالإرهاب.
وعلى الرغم من التعاون الذي أبدته الجمهورية اليمنية مع الولايات المتحدة سواء فيما يتعلق بملف قضية تفجير المدمرة (يو. اس. اس. كول) في ميناء عدن في اكتوبر من العام الماضي من خلال عملية التحقيقات وغيرها، او فيما يتعلق بالتحقيقات التي تجريها السلطات الامريكية حول احداث الهجمات التي تعرضت لها مدينتا واشنطن ونيويورك، عندما قامت السلطات اليمنية بطلب من الجانب الامريكي بحملات اعتقالات في اوساط العناصر الاسلامية المتشددة بما في ذلك بعض الذين كانوا قد شاركوا في الجهاد في افغانستان ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق، واخضاع هذه العناصر لتحقيقات واسعة اضافة الى اجراءات امنية اخرى مختلفة اتخذتها اليمن.. على الرغم من هذا التعاون وما أبداه المسؤولون الامريكيون من ارتياح واشادة به.. وهو ما اكده الرئيس جورج بوش مؤخرا خلال مباحثاته مع الرئيس علي عبدالله صالح حيث عبر عن شكره وتقديره لما قدمته اليمن من دعم ومساندة من اجل مكافحة الارهاب.. الا انه وعلى ما يبدو ان الولايات المتحدة تطمح الى المزيد من هذا التعاون وتطال اليمن بدور أكبر في مكافحة الارهاب باعتبارها شريكا في هذا المجال كما قال الرئيس بوش..
وحيث كانت مصادر سياسية واعلامية مختلفة قد أشارت الى وجود خلافات بين صنعاء وواشنطن حول بعض نقاط التعاون بينهما في هذا السياق سواء فيما يخص التحقيقات في قضية (كول) أو غيرها، مما جعل الادارة الامريكية تمارس ضغوطا على اليمن.. وحسبما يطرح بعض المراقبون فإن الخلافات تتركز بدرجة اساسية حول مطالب امريكية تعتبرها صنعاء بانها تدخل في اطار المساس بالسيادة الوطنية مثل التسهيلات العسكرية والسماح لمحققين امريكيين بإجراء تحقيقات مباشرة مع متهمين يمنيين وبالذات اولئك المعتقلين على ذمة قضية الدمرمة (كول) او تسليم عناصر لمحاكمتها في امريكا وما الى ذلك من الاشياء التي دأب المسؤولون اليمنيون على التأكيد بأنه من غير الممكن تقديم تنازلات فيها سواء مع امريكا او غيرها كونها تمس بالسيادة وكذا بدستور وقوانين وانظمة الجمهورية اليمنية.
ولعل ما تجدر الاشارة اليه هنا هو انه لم يتم التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الاقتصادي والتعاون الامني لمكافحة الارهاب بين اليمن وامريكا كما كان مقررا خلال زيارة الرئيس علي عبدالله صالح الى واشنطن.
ومع انه لم يتم الاعلان عن سبب تأجيل التوقيع على هذه المذكرة الا انه وكما يعتقد بأن هناك خلافات حول بعض النقاط في بنود مذكرة التفاهم.. وربما ان ذلك يرتبط بأمور قد تكون على صلة بما سبق الاشارة اليه.. خاصة وان بعض المصادر كانت قد ذكرت بان الجانب الامريكي يسعى من خلال توقيع مذكرة التعاون هذه الى تحقيق اهداف ومصالح تعتبر مهمة بالنسبة لامريكا على اساس ان تقوم السلطات اليمنية بعد توقيع هذه المذكرة بمطاردة وضبط العناصر التي تحدد اسماؤها من قبل الادارة الامريكية باعتبارها عناصر ارهابية، ومن ثم تسليمها متى ما طُلب منها ذلك مقابل التزام الولايات المتحدة بتقديم مساعدات تنموية كبيرة لليمن.
وحيث ان السلطات اليمنية وكما اكدت مرارا قد تمكنت من ضبط واحتواء وتحييد كل اولئك الذين قاموا باعمال ارهابية ومحاكمتهم سواء اعضاء جيش عدن ابين الاسلامي الذي تم تصفيته في اعقاب عملية اختطاف مجموعة من السياح الغربيين وقتل ثلاثة منهم في اواخر شهر ديسمبر 1998م، حيث نفذ حكم الاعدام بزعيم هذا الجيش زين العابدين المحضار (ابوالحسن) بعد ما يقرب من عام على وقوع هذه العملية.. او العناصر الاخرى من غير جيش عدن ابين والتي تم ضبطها ومحاكمتها على مدى الاعوام الثلاثة الماضية،وما الى ذلك من الاجراءات التي اتخذتها اليمن واعتبرها المراقبون انها كانت فاعلة ونجحت في احتواء الجماعات المتشددة او المتطرفة.
لكن ما يثير التساؤلات هنا وبعد كل ما اتخذته اليمن من تدابير واجراءات هو ما الذي تسعى واشنطن الى تحقيقه او الوصول اليه تحديدا، وماذا تبقى من عناصر يمكن المطالبة بالقبض عليها أو تسليمها؟!
واذا كان قد تم الاعلان خلال زيارة الرئيس صالح الى واشنطن عن تقديم البنك الدولي لليمن دعما تنمويا بقيمة مليار و180 مليون دولار للفترة القادمة اضافة الى ما يتراوح بين 500 - 700 مليون دولار سيقدمها صندوق النقد وبقية المانحين فإن ذلك يمكن ان يكون بمثابة مكافأة لليمن على تعاونها الذي ابدته مع الولايات المتحدة الامريكية في مجال مكافحة الارهاب علاوة على ما اشار اليه مسؤولون يمنيون من انه يعود الى النجاحات التي تحققت في مجال الاصلاحات الاقتصادية والالتزام الصارم من جانب الحكومة اليمنية بتنفيذ الاصلاحات الهيكلية لتهيئة إقتصادها الوطني للاندماج في الاقتصاد العالمي.
وفي سياق ما جاء في احاديث المسؤولين الامريكيين اثناء مباحثاتهم مع الرئيس اليمني، هو ان مستشارة الامن القومي الامريكي اشادت بالتعاون الذي ابدته اليمن في مجال مكافحة الارهاب وفي التحقيقات في حادثة تفجير المدمرة (يو. اس. اس. كول).. واضافت بان الولايات المتحدة تعول كثيرا على دور اليمن في دعم الجهود الدولية لمكافحة الارهاب.. واكدت ان الولايات المتحدة ستدعم اليمن من اجل تعزيز قدراتها لمواجهة الارهاب ودعم مسيرة التنمية فيها.
وبما ان موضوع الارهاب احتل الاولوية على طاولات المباحثات اليمنية الامريكية الا ان ثمة أشياء مهمة لم يتم الافصاح عنها وحول ما دار بشأنها في المباحثات، ومن ذلك ما يتعلق بما قيل عن تقديم اليمن ملفا يحوي معلومات هامة الى الولايات المتحدة تتعلق بنتائج التحقيقات والتحريات التي اجرتها السلطات اليمنية في اعقاب هجمات ال 11 من سبتمبر بناء على طلب الجانب الامريكي.. وفيما يتعلق بقضية (كول) فعلى ما يبدو انه تم التوصل الى اتفاق باغلاق هذا الملف واحالته مع المتهمين الى المحاكمة.. وقد بدأ ذلك واضحا من خلال تصريحات الرئيس علي عبدالله صالح عندما قال ان الامريكيين لم يطلبوا مجددا تأجيل المحاكمة (ولهذا فسنقدمهم الى العدالة).

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved