أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st December,2001 العدد:10656الطبعةالاولـي السبت 16 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

دور المنظمات التطوعية في التنمية
تهتم الحكومات المعاصرة حالياً بتقديم خدمات حديثة لمواطنيها في شتى مجالات الحياة وذلك في النواحي الصحية والتعليمية والاجتماعية والأمنية والاتصالية، وتحرص كذلك على تقديم مساعدات مالية وفنية واستشارية وتسهيلات للمستثمرين في المجالات الانتاجية المختلفة سواء كانت زراعية أو صناعية. وينبع حرص تلك الحكومات واهتمامها بتقديم تلك الخدمات والمساعدات من حرصها على تشجيع وتحفيز مواطنيها لاحراز سبق التقدم واستدراك ما فاتها في هذا المجال . وينتج من هذه الخدمات والمساعدات التي تقدمها الحكومات تغير اجتماعي مخطط وموجه أي إنه تغيير مقصود وليس تغييراً طبيعياً، وهذا ما يعرف بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وان كانت الحكومات قد أدت دورها في تقديم تلك المساعدات والخدمات التي نتج منها ارتفاع في مستويات المعيشة مقاسة بارتفاع في متوسطات الدخول الفردية النقدية والحقيقية وارتفاع الناتج القومي الاجمالي وذلك بالمقاييس والمؤشرات الاقتصادية ونتج منها كذلك تحسن في نوعية الحياة وتحسن في خواص العنصر البشري، فقد انخفضت معدلات الأمراض الوبائية والمعدية، وارتفعت متوسطات الأعمار، وانخفضت معدلات الوفيات خاصة وفيات الأطفال الرضع، وتحسنت المستويات التعليمية فانخفضت نسبة الأمية وارتفعت نسبة الطلاب الجامعيين وخريجي الجامعات، أي إنه نتج مما قدمته الحكومات من مجهودات تنموية نتائج عادت على الفرد، ومن هنا تأتي ضرورة مشاركة الناس بمجهوداتهم المختلفة في استمرار هذه التنمية، ويتم هذا في ظل وجود تنظيمات غير حكومية أي أهلية أو تطوعية أو تعرف أحياناً بما يسمى القطاع الثالث تتمثل في الجمعيات التعاونية الزراعية والجمعيات الأهلية التي يمكن أن تقوم بتقديم خدمات تعليمية أو صحية..الخ، ولا تهدف هذه الجمعيات إلى الربح ويتم انشاء هذه المنظمات بتشجيع من الحكومة ومن قادة المجتمع في النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية والدينية، والذين يعرفون في أدبيات علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي بأنهم القادة الطبيعون أو قادة الرأي، ويمكن لهذه المنظمات أن تساعد على تحمل أعباء مالية أو تمويلية في انشاء وتأسيس تلك الخدمات وتقديمها للمواطنين بسعر التكلفة، ويمكن لأي مواطن أن يساهم ويشارك في تأسيس وانشاء وإدارة وتسيير تلك المؤسسات، فالمساهمة ليست مساهمة مالية فقط، بل يمكن أن تكون مساهمة بالجهد والفكر والاستشارة وذلك في وقت الفراغ، فيمكن للشباب والشيوخ والكبار من ذوي الخبرة بعد سن التقاعد أن يساهموا في تلك الأنشطة، هذه المنظمات لها دورها الهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية البشرية بما يخفف العبء على الهيئات الحكومية المختلفة، ويشعر المواطن بتحقيق ذاته في عمل مفيد له ولمواطنيه، ويلاحظ أن كثيرا من المجتمعات المتقدمة حالياً قد لعبت هذه المنظمات دوراً حيوياً في تنمية القطاعات المختلفة بها في الريف والحضر. ويمكن الاستفادة من خبرات تلك المجتمعات في هذا المجال، وان كان تاريخنا العربي الإسلامي قد قدم مثالاً يمكن الارتكاز عليه وتطويره في هذا المجال بما يعرف بالأوقات التي توقف على أعمال البر والاحسان ومساعدة الفقراء أو تقديم خدمات تعليمية أو لرعاية المساجد. ومن الاستفادة بما تم في المجتمعات المتقدمة حالياً، وبما كان في ماضينا التليد من أمجاد يمكن أن يبني مجتمعنا العربي الإسلامي على أسس من الأصالة والحداثة كنموذج انساني حديث في التنمية.. والله المستعان وبالله التوفيق..
د.مصطفى كامل محمد السيد
أستاذ علم الاجتماع وعلم النفس
كلية الاقتصاد والإدارة جامعة الملك سعود بالقصيم

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved