أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd December,2001 العدد:10657الطبعةالاولـي الأحد 17 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

عشرون عاماً في خدمة كتاب اللّه الكريم ، ،
مسابقة القرآن الكريم أنموذجاً
ظل القرآن الكريم على مر العصور موضع عناية الخلفاء والأمراء والوزراء والعلماء والحفاظ وعامة المسلمين تحقيقاً لقوله سبحانه وتعالى «إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون» سورة الحجر، واستجابة لأمره عز وجل «كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب» سورة ص،
وحينما قامت المملكة على ما تعاهد عليه الإمامان المصلحان محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما اللّه من نصرة اللّه والدعوة إليه وتطبيق شرعه، وتجديد ما اندرس من معالمه، انطلقت أشعة الإيمان لتضيء من جديد جوانب الجزيرة العربية والعالم أجمع،
ومع مرور الزمان، يأتي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه اللّه فيعيد تأسيس المملكة العربية السعودية ويوحد الأرجاء، ويوطد الأمن، ويؤمن السبيل إلى الحرمين الشريفين، ويبني دولة في العصر الحديث على كتاب اللّه الكريم، وسنّة نبيه الأمين،
وعلى هذا الأساس القوي المتين، تنطلق نهضة هذه الدولة الحديثة في ميادين شتى وعلى رأسها التعليم على يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه اللّه ، فتُبنَى مناهجه على كتاب اللّه الكريم حفظاً وعناية وتدبراً، بل تؤسس وتنشر مدارس متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم بلغت في يومنا الحاضر «384» مدرسة، ويتم التوسع في التعليم الديني في شتى المراحل حتى قامت ثلاث جامعات إسلامية،
ولم يقف المخلصون عند هذا الحد، بل تمّ فتح الفرصة أمام الراغبين من أهل الخير ومن محبي الأجر والمثوبة في إقامة حلقات خيرية في المساجد تهتم بحفظ كتاب اللّه الكريم وتطوير هذه الحلقات، فتصبح مؤسسات خيرية لتحفيظ القرآن الكريم تنتظم البلاد وأرجاءها ومناطقها، ولتشمل الجنسين من البنين والبنات حتى بلغ عدد هذه الحلقات «10446» وعدد الطلاب والطالبات «248447»،
ولم تكتف الهمم العالية بهذا القدر، بل سعت إلى التشجيع على الإقبال على كتاب اللّه الكريم بالحفظ والعناية والتدبر، فأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمره بتخفيض محكومية السجناء إلى النصف لمن يحفظون القرآن الكريم، وليحول حفظه اللّه تلك السجون إلى مدارس إصلاح وتهذيب، لما يحمله هذا الكتاب من تهذيب للنفس الإنسانية وتقوية الوازع الديني فيها، فتثوب إلى رشدها، وتقلع عن ذنبها فيعود هذا السجين مواطناً صالحاً،
وفي سبيل خدمة كتاب اللّه الكريم، وتحقيقاً للرسالة الخالدة ، أمر حفظه اللّه بإقامة مجمع لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وذلك لخدمة المسلمين في شتى أقطار الأرض، وتوفير المصحف الشريف لهم مع ترجمة معانيه إلى لغات متعددة وتوزيعه عليهم وصيانته وحمايته من التحريف والخطأ، وليتحقق حفظ اللّه للكتاب في السطور كما تحقق في الصدور، وليصبح هذا المجمع حدثا تاريخياً بارزاً بين الأحداث المهمة في تاريخ القرآن الكريم،
وأمام هذه الأعمال يبرز عامل الاهتمام بالشباب والناشئة ليس في المملكة العربية السعودية فحسب وإنما في العالم أجمع، وضرورة جذبه وترغيبه في حفظ كتاب اللّه الكريم، والإقبال عليه بالحفظ والعناية والتدبر، فيصدر حفظه اللّه أمره الكريم في عام 1397ه بإقامة مسابقة سنوية دولية في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره، ورصد الجوائز المناسبة لها،
ولا غرو في ذلك، فإن هذه البلاد موئل الدين وموطن الحرمين الشريفين، ومهوى أفئدة المسلمين ومبعث الرسالة وحاملة لواء الدعوة إلى الله وتتشرف بريادة العالم الإسلامي وقيادته، وقد قامت هذه الوزارة فور صدور الموافقة الكريمة بوضع تصور متكامل لإقامة هذه المسابقة، واختيار مكة المكرمة مقراً لها وكونت لجان لدراسة سائر أمورها وشؤونها ومناشطها، وتحديد أهدافها، وكوّنت أمانة عامة لها، ووضعت الأسلوب الأمثل في كيفية تحكيمها، حيث يتم اختيار مجموعة من أهل العلم والدراسة والاختصاص في القرآن وعلومه من شتى أقطار العالم الإسلامي، ويختارون سنوياً وفقاً للتوزيع الجغرافي، ومناطق انتشار القراءات، وطول الباع والخبرة في القرآن وحفظه وتجويده وتفسيره، كما تم وضع منهج للتحكيم يتميز بالدقة والعدالة والموضوعية،
إن هذه المسابقة وقد انقضى من عمرها ثلاث وعشرون دورة، فقد اتضح من خلالها معانٍ جليلة من أهمها شدة التنافس والإقبال على كتاب اللّه الكريم بين الشباب والناشئين المسلمين في شتى الأقطار، كما ساعدت على التآخي بين تلك الفئات وجمعتهم على صعيد واحد، وظهر لهم في واقع حي ومشاهد عظمة هذا الدين القويم الذي جمع الناس وألّف بينهم على الرغم من اختلاف اللون والجنس واللغة والأرض «لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم ولكنّ اللّه ألّف بينهم» سورة الأنفال،
وقد شدّت هذه المسابقة الوزارات والجمعيات والمراكز الإسلامية فاهتمت بالقرآن الكريم وحفظه،وبسبب الإقبال والتنافس على المشاركة فيها، سعت تلك الجهات إلى تنظيم الاشتراك فيها، فأقامت مسابقات محلية وإقليمية وهذا أذكى عملية المنافسة والإقبال بين الشباب والناشئة،
وقد قدمت هذه المسابقة الدولية نفسها نموذجاً يحتذى ، وقد تأثر بها في تنظيمها وأسلوب إقامتها كثير من المسابقات الدولية التي قامت بعدها في بعض الدول الأخرى،
وأمام هذه المآثر الحميدة لا نملك إلا الدعاء الخالص لمن سعى لها، وكان سببا بعد الله سبحانه في وجودها واستمرارها، فجزى اللّه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود خير ما يجزي إماماً عن أمته وأمدّ في عمره وصالح عمله، وأن يديم نعمة التوفيق والسداد على ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبد اللّه بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام،
عبد العزيز بن عبد الرحمن السبيهين
الأمين العام لمسابقة القرآن الكريم

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved