أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd December,2001 العدد:10657الطبعةالاولـي الأحد 17 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

معقباً على ريما
لماذا لا يُطلَق على الصيدلي لقب المداوي؟!
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشارة الى مقال «نحن الاطباء سواء لكنهم ينعمون بالثناء، كادر الصيادلة في حاجة الى انصاف» عدد 10614 السبت 4/8/1422ه بقلم الزميلة الصيدلانية ريما عبدالكريم من مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وتأسفها من نظرة المجتمع للصيدلي، وتظلمها من كادر الصيادلة الذي لا يتماثل مع كادر زملائهم الاطباء، ومطالبتها ببدل مسؤولية لن يتعامل مع المواد المخدرة بالحفظ و التسليم والاستلام،
عليه احيط علم سعادتكم بالآتي:
اثارت الزميلة ظاهرة او مبدأ خلق الاضداد في هذا العالم ومقاومة بعضها لبعض، ودفع بعضها ببعض وتسليط بعضها على بعض مثل الداء والدواء والجوع والشبع والشقاء والسعادة، ، الخ
ففي صحيح مسلم يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام «لكل داء دواء، فاذا اصيب دواء الداء برأ باذن الله» وفي مسند الامام احمد قوله صلى الله عليه وسلم «ان الله لم ينزل داءً الا انزل له شفاء» علمه من علمه، وجهله من جهله» ومن اقواله صلى الله عليه وسلم يلاحظ ترادف مصطلحات داء، ودواء، وشفاء، القاموس المحيط للفيروز ابادي يعرف الداء بالمرض وهو ضرر يلحق بالبدن او النفس «الروح» ويخرجه عن الاعتدال وقد يكون من فساد العضو او من ضعف القوى او الارواح الحاملة لها، ويعرف الدواء بأنها المواد التي يتداوى بها والمستخلصة من النبات او الحيوان او الطبيعة او المشيدة في معامل ابحاث وتصنيع الدواء، والتي تؤثر بحكم طبيعتها الكيميائية في بنية الكائن الحي او وظيفته، ويعرف الشفاء بمصادفة الدواء للداء، فمتى ماوقع المداوي على الدواء، ومتى تمت المصادفة حصل البرء ولا بد، ومتى لم يقع المداوي على الدواء: لم يحصل الشفاء ومتى لم يكن الزمان صالحاً لذلك الدواء، لم ينفع ومتى كان البدن غير قابل له، او القوة عاجزة عن حمله، او ثم مانع يمنع من تأثيره، لم يحصل البرء، لعدم المصادفة،
غير ان الدواء، وخصوصاً في العصور الحديثة، ينطوي في كثير من الاحايين على خطورة جانبية بالغة على حياة المريض وعلى صحته، وبسبب ذلك اعدت المجتمعات الحديثة متخصصين في علم الدواء للتعامل مع هذه الادوية الخطرة وتعزيز الصحة في مجتمعاتهم،
وأسندت الدول الى هؤلاء المتخصصين، دون غيرهم، الاختصاص بدراسة، او انتاج، او تخزين، او توزيع، او الاتجار، او تقديم الاستشارة، والمعلومة الدوائية، او صرفها على المرضى بعد التأكد من مشتملات التذكرة الطبية، دون خطأ او اهمال او اساءة استخدام متعمد لتحقيق نتائج محددة ومأمونة،
ولقلة علمي «وهنا ادعو اهل الذكر والعلماء في المشاركة والادلاء بعلمهم» ولأسباب اجهلها، عُرف هذا المختص بعلم الدواء، باسم الصيدلي بدلاً من المداوي كما كان معروفا منذ ان عرف الانسان اعتلال الصحة «الداء»، وحاجته الى «الدواء»،
قيل لنا في كلية الصيدلة جامعة الملك سعود بالرياض ان اسم او كلمة صيدلي مشتقة من صيدلان او من الصندل، القاموس المحيط للفيروز ابادي يذكر ان صيدلان: بلد او موضع، والنسبة: صيدلاني وصندلاني وصيدناني، جمعه، ، صيادله، ومحمد بن داوود الفقيه الصيدلاني وجده «وفي رواية حفيده» منسوبان الى بيع العطر وهو الصيدلة، وكلمة الصندل تعني: خشب شجر معروف والصندلة كلمة اعجمية، وهي شبه الخف، وتصندل: تغزل مع النساء، ورجل صندلاني: صيدلاني، وعليه فلا عجب ان يرى المجتمع «كما ذكرت الزميلة ريما» ان الصيدلي مجرد بائع «ادوية» وذلك لانتساب اسم الصيدلي الى بيع العطر وهو الصيدلة وشتان الفرق مابين بيع العطر «الصيدلة» والتداوي «طلب العلاج» بالدواء،
ولكوني متعاطياً لعلم الدواء منذ عام 1394ه، استطيع ان اقول ان اسم او كلمة صيدلي لا تعبر حقيقة عن مهنتنا وتخصصنا بطلب ذلك الدواء الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم «لكل داء دواء، عرفه من عرفه، ، » والتفتيش عليه، ومعرفة طبيعته، وحكمته، وخواصه الكيميائية والفيزيائية، وثباته، وحركيته، في البدن، «فالدواء اذا لم يجد في البدن داء يحلله او وجد داء لايوافقه، او وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه او كيفيته، تشبث بالصحة وعبث فيها»، وتصنيعه على شكل مستحضر دوائي، تقوية لنفس المريض والطبيب لدفع الداء واستجلاب الشفاء باذن الله تعالى،
ولكي يتفهم المجتمع اهمية هذه المهنة، ارى تغيير كلمة الصيدلة الى كلمة التداوي، ومسمى كلية الصيدلة الى كلية التداوي التي تتيح منح شهادة جامعية «درجة البكالوريوس» في علوم الدواء وتخول حاملها بمزاولة مهنة التداوي وتؤهله لحمل لقب مداوي بدلاً من صيدلي، وهنا ادعو اعضاء جمعية الصيدلة السعودية «التداوي» للادلاء برأيهم حول هذا الرأي،
اتضامن تماما مع الزميلة ريما في ان كادر الصيادلة «المداويون» في حاجة الى انصاف، ارفق لكم طيه اول دراسة لم تنشر او تقدم لأي جهة حكومية عن لائحة الوظائف الصحية الصادرة بقرار مجلس الخدمة المدنية رقم 1/241 في 28/3/1412ه اصدار وزارة الخدمة المدنية طبعة عام 1422ه، والتي تم تطبيقها منذ عشر سنوات، في 1/7/1412ه،
للاطلاع وتقبلوا وافر تحياتي،
عبدالغفور تركستاني
ماجستير علوم تصنيع الدواء - وزارة الصحة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved