أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd December,2001 العدد:10657الطبعةالاولـي الأحد 17 ,رمضان 1422

تحقيقات

في محلات العطارة ولدى بعض الرقاة
قراءات وطلاسم وزيوت وعسل وأعشاب لكل داء
جالون ماء قرىء فيه سورة آل عمران لإنجاب المحروم من النسل بسبعمائة ريال
تحقيق بدر الزير
محلات العطارة وبيع الاعشاب اصبحت تنافس باقي المحلات بكثرتها حيث قامت بإضافة سلعة جديدة وأصبح التسابق في رفع أسعارها ظاهرة غريبة وهي بيع القراءات على المياه أو الزيت او العسل ونحوه وقمنا بالتحقق من ذلك فوجدنا كثيرا من الاستفهامات والتعجبات عند الزبائن متسائلين عن كيفية ضمان هذه القراءات، مستغربين أيضا أرتفاع اسعارها معللين ذلك بالقراءات المركزة مضيفين لذلك وصف أصحاب تلك المحلات لزبائنهم بعضا من الاعشاب كعلاج مقطوع بفائدته، فعن انتشار تلك القراءات وعملية بيعها وعن صرف تلك الاعشاب كانت لنا هذه اللقاءات بين زبائن متسائلين وأصحاب محلات معلليين وطبيب محذر وشيخ مبين الحكم فتعالوا نقرأ ما قالوا..
رأي الزبائن
فعن رأي المواطنين وزبائن تلك المحلات ومدى رضاهم عن هذه المحلات وما تقدمه من أعشاب أجرينا هذه اللقاءات، بدأناها مع المواطن ناصر السلطان فقال في البداية اشكركم على اتاحة هذه الفرصة لي بالتحدث عن هذه المحلات التي انتشرت انتشارا كبيرا وهذا الانتشار يدل على ارتفاع دخل هذه المحلات وكما نعلم كثرة الامراض في هذا الزمن ورغم وجود المستشفيات إلا ان الاقبال على هذه المحلات أكثر وأشد والسبب يرجع إلى أن أصحاب هذه المحلات وضعوا أنفسهم محل الاطباء وبدأوا يشخصون حالة المريض ويصفون له العشب (الوصفة) دونما رقيب من المسؤولين لان هؤلاء العطارين ليس معهم تصاريح بتشخيص المرض والوصف لهم ويكفينا ما نسمعه دائما من ضحايا لهذه الوصفات. الذي أريد ان اقوله هو أن نشدد الرقابة على هذه المحلات هذا من ناحية ثم لماذا لا يتم وضع تراخيص على هذه الاعشاب مثل ما يضعون على الادوية.
جالونات الماء لكل داء
المواطن علي السبيعي يؤكد انه دخل على أحد القراء ممن لهم شعبية وإقبال في حينه لدرجة التزاحم وكان كما يقول يقرأ على الناس في البداية كل بمفرده ولكن في صف متتابع بحيث يمر مجموعة من مرتاديه عليه وهو واقف وهو يقوم بالنفث عليهم بشكل سريع ويوجههم كل حسب مرضه بشراء شيء من العسل أو الزيت أو المياه علاوة على كتيبات وأشرطة وكل ذلك موجود بوفرة في محل أو دكان تابع لمحل القراءة.. والمرحلة الثانية يأخذ الراقي مكبر الصوت ويفتحه بأعلى صوت ثم يبدأ بالامساك بمساعدة ثلاثة اشخاص ببعض من جاءوا للاستشفاء ويقرأ عليهم آيات لفك السحر وطرد الجن ويرددها ومساعدوه يكبلون المقروء عليه حتى كأنه ثور يعد للذبح ولكن للحقيقة ان بعضهم فعلا يستسلم لهم وكأنه أحس أو ظن أنه مريض فعلا ثم يقوم بعد ذلك ويعدل هندامه ويغادر إما خجلا أو غضبا من هذه التصرفات أو ربما يعتقد فعلا انه مصاب بهذه الوساوس والسحر.. لا أدري.. ولا أدعي ان الراقي واعوانه كاذبون، ولكن اسلوب وطريقة المبالغة ومكبر الصوت وعروض البيع والالحاح فيه والتأكيد من المقرىء ان ذلك ضروري للشفاء بحجة ان القراءة لا تكتمل الا بالعسل والزيت والماء يشكك بالمسألة..
كما أكد السبيعي أن لدى هذا الراقي وغيره أساليب للربح حيث انه شاهد خزان الماء المجاور لمحل بيع الزيت والعسل لدى الراقي وقد وضع عليه سلم يقول العمال الاسيويون لديه ان الشيخ يصعد هنا وينفث بماء الخزان وبالفعل شاهدنا صنابير عدة يعبأ منها جوالين بلاستيكية والمعروض منها كتب عليها السورة التي قرئت فيها أو الجزء وما خصص له من علاج كسورة آل عمران لانجاب العاقر والسعر 700 ريال فقط وهناك البقرة وسعرها 1200 ريال ولكن يقول انه نسي ماذا كتب عليها عن نوع المرض الذي تعالجه وكل جالون عليه السعر وماذا يعالج وغير ذلك العسل والزيت والكتيبات والاشرطة وكلها بأسعار مبالغ فيها وتدل في الحقيقة ان في الأمر أضحوكة وخداع ولو كان القراء أو اكثرهم بهذا الشكل وبهذه الطريقة فإن الامر غير مطمئن ويجب وضع حد لهم ومراقبتهم هم واصحاب بيع العطارة والاعشاب وهؤلاء الحديث عنهم مضحك واساليب الابتزاز عندهم مبتكرة ومتجددة.
ضمانات وضوابط
المواطن محمد المبدل قال أرى أن انتشار محلات العطارة وتنافس العطارين في هذا المجال يعد ظاهرة صحية ولكن لابد من وضع ضوابط معينة تضمن لها الاستمرارية والاجواء الصحية خاصة في ظل هذا التوافد الملحوظ من كثير من العامة عليها، ولعل من اهم تلك الضوابط الاهتمام بكفاءة العاملين في هذا المجال من يعرف بالتقى والصلاح أولا واشتهر بالخبرة في مجال العطارة والتداوي بالأعشاب. ثانيا ولاسيما ونحن نرى سيطرة الضمير التجاري على بعض العطارين مستغلين جهل بعض العامة وحاجتهم الملحة للدواء حتى أصبحنا نرى من هؤلاء العطارين من يخصص في محله زاوية لبيع (القراءات) المجهولة المصدر بأسعار متفاوتة بين قراءة مركزة وغير مركزة ومن الضوابط التي ينبغي توافرها أيضا أيضاح مصدر تلك الاعشاب لإدخال الطمأنينة على مستخدمها.
الربح السريع
المواطن محمد بن علي الهلالي يقول في الحقيقة انتشرت في محلات العطارة وربما غيرها بيع القراءات مستغلين بذلك البسطاء من المرضى وذلك لتحقيق الربح المادي السريع وأن السبب وراء هذا هو عدم وجود ضوابط واضحة تحكم أولئك الباعة وعن الأسعار فهي مبالغ فيها وخصوصا القراءة المركزة وكما أنني استغرب أيضا تلك الترتيبات التي يختلقها أصحاب محلات العطارة ويسمونها باسم المحل في كثير من البلدان التي سبقتنا بالدخول في هذا المجال نجد ان من يبيع في هذه المحلات يكون حاصلا على شهادة عالية في التداوي بالاعشاب مما يجعل التعامل مع هذه الأدوية مأمونة بإذن الله.
رأي أصحاب المحلات
بالتأكيد فإن لاصحاب هذه المحلات آراء قد تختلف أو تبريرات قد تكون صائبة أو لا تكون ولكنها تبقى آراءهم هم وعلينا اخذ الحذر فلا يمكن ان نصدق بدون قياس وتمحيص.. بدأناها مع محمد بن عبدالرحمن الجابر فقال: الذي يظهر والله أعلم جواز بيع الماء قرىء فيه أو لم يقرأ ولا نقر مبالغة البعض في أسعارها، وعن اسباب ذهاب النساء للقراء فهو حسن ظنهن على مداواة أمراضهن مباشرة عند الإحساس بها وقد يكون خاطئا وذلك خوف كراهة الزوج أو خوف ظهور أثر ذلك عليهن أمام الناس وكونها لا تعرف من الغير عند ذهابها إلى القراء لتحجبها مع ان الذهاب للتداوي بالقرآن لا حرج منه مطلقا بل هو أفضل وأشرف أنواع التداوي ولا يقتصر التداوي بالقرآن على مداواة النفس او الجن او السحر فقط بل يشمل جميع الامراض خطيرها وسهلها، وسرعة تأثرهن بهذه الامراض أو الأعراض أكثر من الرجال، وأن الصبر عند الرجال أكبر من صبر النساء.. وأضاف الجابر بقوله:
وفي هذا المقام أود ان الفت النظر الى ضرورة اختيار القارىء المشهود له بالعدالة في دينه وخلقه والمستقيم على صراط الله وأول ذلك وأهمه التأكد من سلامة عقيدته وبعده عن البدع والخرافات.
ومما يؤسف له ان الظاهر على كثير من القراء قلة تحصيلهم العلم الشرعي ولاشك أن هذا يفتح بابا من السوء والفساد ولأهمية هذا الأمر فأرى ان يشترط على ممارس الرقية للعامة حفظه لكتاب التوحيد وكشف الشبهات والأصول الثلاثة مع حفظه لكتاب الله والحرص على اختبار سلامة النطق للآيات.
فالرقية الشرعية كان يؤديها أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم وهي بذلك من ميراث النبوة وهذا يستلزم ضرورة المحافظة على هذه السنة من ادعيائها وسد الذرائع على الجاهلين والانتهازيين من التلبيس بها.
خبرة طويلة
عبدالعزيز بن أحمد الضبيب صاحب أحد المحلات: لدي فكرة جيدة ولله الحمد عن الاعشاب اكتسبتها من الخبرة الطويلة ومن الاطلاع على الكتب القديمة والحديثة ولدي مكتبة عامرة ولكن لا نقوم بعلاج اي احد ولا نصف أي عشبة لاي احد لان المحل ليس للعلاج وانما لتوفير ما يطلبه الزبون من الاعشاب المسموح بتداولها في السوق والتي نشتريها من تجار الجملة المحليين وقد جنبنا ذلك ولله الحمد كثيرا من المشاكل على الرغم من طول مدة ممارستي لهذه المهنة.
وعن ضمان القراءات الموجودة لديهم قال الضبيب بأننا لا نتعامل الا مع من نثق به ومعروف في المنطقة الموجود فيها المحل لان كثيرا من الزبائن لا يرغبون شراء عزائم الا ممن يطمئنون له ونشتري منه بموجب فواتير كاملة المعلومات، اما من حيث المبالغة في اسعارها فلا تدخل ضمن اختصاصنا لاننا لا ننتجها وانما نتعامل معها كأي سلعة اخرى نحدد سعر بيعها بعد اضافة المصاريف مع هامش ربح معقول فمثلا ماء الصحة (المقري فيه) نشتري الكرتون (صحة كبير) بمبلغ 25 ريالا ونبيعه ب 30 ريالا.
وعن اقبال الزبائن والنساء خاصة قال: هذا صحيح اكثر الزبائن من النساء ولكن لا احد ينتقي زبائنه بنفسه فابواب المحل مفتوحة لكل احد للرجال والنساء ولا مجال للخداع لان اغلب السلع مسعرة، ولكن يبدو ان اختصاص النساء بالشراء اصبح سمة للمجتمع وقد سمعت كما سمع غيري ان احد الشركات تنوي فتح صالة عرض للسيارات خاصة بالنساء.
وحيث بلغت المرأة عندنا ارفع الدرجات العلمية فمنهن العالمات والداعيات والطبيبات والمربيات فلا يليق ان يوصمن بسهولة الخداع لهن.
وعن المرجع الرئيسي لهذه المحلات قال: نظرا لان نشاطنا هو المواد الغذائية ولا نقوم بعلاج احد اطلاقا فنحن مرجعنا الرئيسي هو البلدية فهي التي تمنح التراخيص ويأتينا مراقبو البلدية من قسم صحة البيئة بصفة مستمرة حيث يقومون بالتأكد من تاريخ الصلاحية وطريقة التخزين ومتابعة صلاحية الترخيص والشهادات الصحية للعاملين وغير ذلك كما يأتينا مندوبو وزارة التجارة لابلاغنا عن بعض المنتجات التي يتم منع بيعها من قبل الجهات المختصة لثبوت ضررها وللتأكد من التزامنا بذلك.
لا نعمل اية خلطات علاجية باسم المحل أو غيره.
رأي طبي
ولما لهذه الاعشاب من سلبيات وإيجابيات التقينا بالدكتور مصطفى راشد أخصائي الأمراض الباطنية والصدرية فقال:
الحلبة وما معروف عن فوائدها في التئام العظام المكسورة وفي فترة ما بعد الولادة.
الثوم والبصل يؤديان الى فتح الشهية وتسهيل عملية الهضم ومنع زيادة دهون الدم.
الينسون والكراوية والنعناع والشمر والكاموميل وفوائدها في علاج عسر الهضم والانتفاخ والسعال وتسهيل إخراج البصاق وغيرها.
السنامكي يستعمل في علاج الإمساك.
السواك (وهو من نبات الأراك) وفوائده العظيمة في المحافظة على اللثة والأسنان.
العرق سوس مفيد في علاج امراض المعدة والكلى.
ولكن الاستعمال الجيد والصحيح لهذه الاعشاب يؤدي إلى فوائد عظيمة ويمنع حدوث أية اضرار سريعة مثل الإسهال والقيء او مغص بالبطن. أو أضرار بطيئة مثل الفشل الكلوي، فقر الدم، تليف الكبد، السرطان وغيرها.
ونسأل عن ما هو الاستعمال الخاطىء للاعشاب:
اولا: استعمال احد الاعشاب في غير الحالة الموصوف فيها او بكمية كبيرة وغير مناسبة او تجهيزه بطريقة غير صحيحة تؤدي الى فساد النبات فيفقد فوائده أو يتحول الى مواد سامة.
ثانيا: المواد الضارة والتي تكون موجودة مع الاعشاب المفيدة وهي إما ان تكون موجودة في تركيبة النبات او تكون عالقة معه.
لذا فإن استعمال الاعشاب كما هي بدون معالجة طبية دائما يؤدي إلى اضرار جسيمة لجسم الانسان ولهذا فقد قام العلماء والأطباء بدراسة كل هذه النباتات ومعرفة التركيبات الضارة والمفيدة بها وقاموا بفصل كل على حدة ومن ثم تم تجميع المكونات المفيدة وتمت معايرتها وتجهيزها في جرعات مدروسة ومعروفة النتائج والفوائد.
ومن الادوية التي تدخل في تركيبها الاعشاب الطبية أدوية السعال وادوية علاج عسر الهضم والانتفاخ وأدوية علاج البواسير وبعض المراهم.
ومن المعروف الآن ان الاتجاه العام لكل الناس هو التحول إلى استعمال الادوية المنتجة من الأعشاب الطبيعية والبعد قدر المستطاع عن الأدوية المصنعة كيميائيا لانه يثبت بعد ذلك ان بعض النتائج العكسية تظهر نتيجة استعمال هذه الادوية فيتم إيقافها ومن هذه الآثار امراض السرطان والفشل الكلوي والسكتة القلبية والموت المفاجىء وغيرها.
ومن الأخطاء الشائعة في استعمال هذه الأدوية:
استعمال الدواء بجرعة اقل مما وصفه الطبيب خوفا من حدوث آثار جانبية وهذا يؤدي إلى عدم الشفاء الكامل وتحويل الحالة إلى مزمنة يصعب علاجها فيما بعد.
استعمال الدواء بجرعة كبيرة طمعا في الشفاء السريع او بطريق الخطأ وهذا يؤدي الى ظهور الاعراض الجانبية والتسممية.
ايقاف الدواء بمجرد ظهور بداية الشفاء وهذا يؤدي إلى اعادة ظهور المرض وبصورة اشد.
تكرار الدواء المصروف سابقا لمرض معين في حالة مرض مشابه لنفس المريض أو لأحد الأصدقاء وبدون وصفة الطبيب.
استعمال الدواء المصروف للبالغين لمريض من الاطفال أو كبار السن.
محاولة المريض أو احد اقاربه تشخيص المرض ووصف العلاج بدون زيارة الطبيب.
لذا ننصح المرضى باستعمال الادوية المصنعة من الأعشاب الطبية على قدر المستطاع والاكثار من استعمال الأعشاب الطبيعية المعروفة لدينا ونستعملها في حياتنا اليومية مثل الزنجبيل والكراوية وغيرهم وتجنب الاخطاء التي تحدث في استعمال الادوية حتى لا تحدث أية اضرار لا سمح الله.
ومن المعروف ايضا ان الاضرار الناتجة عن الاستعمال الخاطىء للاعشاب هو أقل ضررا من الاستعمال الخاطىء للادوية المصنعة كيميائيا.
ومن فوائد استعمال الأعشاب الطبيعية اليومية للانسان السليم الوقاية من الامراض وتنشيط الجسم والذاكرة وتسهيل عملية الهضم وفتح الشهية وتنشيط الإفرازات الهضمية هذا بالاضافة الى الفوائد العلاجية للمرضى والتي سبق ذكرها.
رأي شرعي
وعن الحكم الشرعي حول انتشار القراءات والتداوي بالاعشاب كان معنا الشيخ عبدالعزيز بن نوح خطيب جامع الغنام فقال: لاشك ان الانسان من قديم الأزمان تعامل مع الاعشاب وتعامل مع تطبيب نفسه بكل السبل الميسرة ولذلك تجد ان الشعوب قديما كل كان له طريقة في علاج الامراض المعروفة الموجودة في عصره باستخدام الطبيعة وما يسره الله من علم.
ولاشك ان التداوي امر مطلوب شرعا وفطرة لان ذلك من عمل الاسباب ولذلك فإن النبي عليه السلام عندما ذكر الحمى قال (ان الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء) ولذلك فإن التداوي امر مطلوب بالاسباب الشرعية ومن هذه الأسباب الأعشاب التي استخلص منها علاجات كثيرة في هذه الازمان ومحلات العطارة في وقتنا الحاضر تحتاج الى وقفات معها: فهناك اقبال واضح على هذه المحلات وذلك ناتج من عدة أمور منها: ان بعض طبقات المجتمع وخاصة كبار السن قد تعامل معها قديما من اناس كانوا مشهورين بهذا النوع من الطب الشعبي ولذلك فانهم يقيسون على زمنهم، ومن الاسباب وهذا مشاهد ان الناس يتناقلون فيما بينهم كثيرا من الوصفات التي تنتشر بينهم انتشار النار في الهشيم مما يساعد على الاقبال على هذه المحلات، وينبغي هنا ان نقف وقفة وهي ان الناس في تعاملهم مع الاعشاب ومحلات العطارة انواع فمنهم من ينجرف وراء هذه المحلات واستغلال ضعاف النفوس لهم من اصحاب هذه المحلات من حيث تركيب الوصفات واختراع العلاجات والتي ليس لها أي داعم طبي او شرعي فتجده يشتري كل شيء ويصدق كل شيء وهذه مشكلة ومنهم من يرفض هذه الادوية الشعبية او التي تعتمد على الاعشاب جملة وتفصيلا وهذا خطأ كذلك لان في بعض الدول المتقدمة يوجد معاهد للاستفادة من الاعشاب بناءً على ان الادوية في اكثرها مستخرجة من الاعشاب، ولذلك فإن الهرولة وراء محلات العطارة والأعشاب بدون اي وعي فيه نوع من الجهل ولذلك فإن عدم الاستفادة من بعض الامور التي تثبتت بالتجربة فيه نوع من المبالغة في الرفض.
وهناك امر آخر ينبغي التنبه له وهو ان كثيرا من محلات العطارة تستغل اقبال الناس وخاصة النساء فيكون هناك بجانب العطارة شخص يقرأ على الناس والرقية لا يشك أحد في شرعيتها ولكن ليس من المقبول ان ترتبط محلات العطارة بالرقية فهذا فيه نوع من الخلط على الناس وكون محلات العطارة تبيع ما يتعلق بالطب الشعبي وغيره فلا يسوغ لها ربط ذلك بالقراءة واستغلال الناس بحيث يضع الراقي الماء والذي قرأ فيه القرآن يضعه في هذا المحل المعين الذي بجانبه وبأسعار مبالغ فيها فهذا فيه نوع من الاستغلال والذي حذر منه علماء هذه البلاد وقد صدرت الفتاوى من علمائنا بهذا الشأن.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved