أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th December,2001 العدد:10661الطبعةالاولـي الخميس 21 ,رمضان 1422

فنون تشكيلية

رعاية الموهوبات وماذا بعد؟!
يعتقد البعض ان الزمن ابتسم للموهبة في ظل برنامج الموهوبات المنبثق من رئاسة تعليم البنات التي أرادت أن يكون لها دور ريادي في دعم مسيرة الموهبة، وهي خطوة كنا نطمح منها تأسيساً حقيقياً ليحقق الأهداف التي وضعت من أجله فكان هنالك معرض وهج عن نماذج متعددة من الإبداع في مجالات عدة، ولكن هل هذا كل شيء؟! بالتأكيد «لا».. قلناها ويقولها الكثير فأين الدور الريادي الذي يقوم به البرنامج، بداية من الكشف عن منبع الموهبة وبالتالي احتواؤها في ظل الجودة فالعديد من طالبات المدارس والمعلمات بدون مبالغة، إن عرفن الاسم بشكل عابر، لا يعرفن ماذا يعني؟! وفي اعتقادي إن الأسباب عديدة ويمكن حصرها في نقاط محورية وهي:
إن موظفات البرنامج عددهن قليل وغير شامل لجميع التخصصات، مما يجعل العبء كبيراً عليهن، وكذلك لا يوجد خطة مدروسة لتدعيم البرامج فالمسألة قد تحولت في ظل الروتين، مجرد تعبئة ورق نهاية العام، فلا رعاية تذكر من إدارة المدرسة التي تبدع في إصدار الأنظمة المعتادة التي لا تخلق شيئا يذكر، والمعلمة قد لا تكون مؤهلة لكشف مواطن الموهبة في نفس الطالبة، ففاقد الشيء لا يعطيه، فمعلمة العربي أو العلوم في المرحلة الابتدائية ما عساها أن تقدم للمبدعة في الرسم، وهي لا تعرف أن ترسم نخلة، وذلك الكوخ الذي أراهن، إننا جميعاً رسمناه عندما كنا على مقاعد الصفوف الأولى، وإن هي كسرت القاعدة وكانت بحق معلمة تربوية مخلصة محبة للإبداع أينما وجد وكيفما كان فما عساها أن تفعل في ظل كثرة الحصص المدرسية وكثرة أعداد الطالبات، هذا علاوة على مهنة تجميل المدرسة إذا كانت معلمة فنية فهي لا تجيد سوى سياسة الطلبات التي لا تنتهي وخاصة في الحفلات والمعارض، لكي تكسب الإدارة المدرسية نوعاً من الوجاهة، فهل مدرسة مثل تلك المدرسة، يعقد عليها الامل في أن تهتم بالموهبة. بالتأكيد تهتم وتهتم ليس إيماناً منها بأهمية احتواء روح الموهبة ولكن تأدية واجب وتعبئة استمارات لكي تكتب الموجهة الفاضلة في سجل الزيارات إنها قامت بزيارة خاصة للمدرسة وسلمت الإدارة الاستمارات ونبهت المعلمة بذلك، وانتهى الأمر عند ذلك الحد ومن يطلع على الاستمارات يدرك ان من وضعها لم يخضعها لتجارب سابقة، لمن سبقنا بالاهتمام بتلك الفئة التي تعتبر ثروة حقيقية للوطن، أو حتى خضعت لاستبيان، كل ما في الأمر ورق وإلا ماذا يعني؟! أن تكون الموهبة سواء في كتابة القصة أو الشعر أو الرسم أو من تتمتع بعقلية حسابية، أن تكون المتفوقات ومحال أن تكون قد رسبت لمرة واحدة، مهما كانت الأسباب، لا تتشرف بدخول اسمها في قائمة المبدعات رغم أن المخترعين والمبدعين سواء كانوا عرباً أو أجانب وصلوا إلى العالمية رغم أن الكثير منهم ليسوا متفوقين بشكل عام كما تريد منهم أنظمة التعليم لدينا، التي تربط الإبداع بالتفوق التحصيلي، رغما أنه مهم، إلا إنه ليس كل شيء فهنالك ربط لا يفيد أصحاب الموهبة الواحدة، أو المتعددة إذا كان المستوى التعليمي جيد لذا سيظل برنامج رعاية الموهوبات أمل جميل لمستقبل أجمل ننتظره بفارغ الشوق لكي يكون مبرمجاً على تقديم ما يخدم ما وضع من أجله، وليس مجرد اسم نذكره، ونتجرع حسرة الآمال والأحلام التي أسعدت قلوب الموهبة، ثم تلاشت وتركت علامات الاستفهام؟؟ حائرة تبحث عن إجابة شافية.
فاطمة سعد الجوفان - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved