أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th December,2001 العدد:10662الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,رمضان 1422

أفاق اسلامية

خطورة القول على اللّه بغير علم
الشيخ مساعد بن عبد الله المديفر
من إشكالات الزمن المعاصر الذي نعيشه بروز ما يسمى بظاهرة التعالم والتحذلق ومحاولة كثير من الكتاب والإعلاميين والوعاظ وبعض الذين يبرزون في بعض المهارات المشاركة في كل قضية تطرح وإبداء الرأي ووجهة النظر في الأزمات التي تحدث للأمة. وهذا أمر إيجابي عندما يكون بحدود معرفة الإنسان وقدراته، لكن المتتبع اليوم لما يكتب في الصحافة وللمشاركات الإعلامية الأخرى عبر الفضائيات بل وما يلقيه بعض الوعاظ، يجد أن الأمر تجاوز الحدود الممنوحة شرعاً وأصبح كثير من هؤلاء يتحدث في القضايا تحليلاً أو تحريماً أو نقداً لأئمة كبار وعلماء أجلاء وهو لا يدرك أبجديات العلوم الشرعية، فضلا عن بلوغ درجة الاجتهاد الخاص أو العام، فنتج عن هذا الخوض اضطراب في كثير من المفاهيم، وخلط في مسائل متعددة، ويبدو لي أن السبب في ذلك، راجع إلى عدة أمور أبرزها ضعف تعظيم الرب والخوف منه وعدم إدراك خطورة إضلال الخلق.
فالقول على اللّه بغير علم من الموبقات، ألم يقل سبحانه «قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا باللّه ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على اللّه ما لا تعلمون» 33 الأعراف.
وكذلك قوله تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على اللّه الكذب»، فالمتأمل للآيات السابقة يدرك أنها حذرت تحذيراً كبيراً من القول على اللّه بغير علم، فالآية الأولى قرنته بالشرك، والثانية وصفت الذي يقع في هذا الأمر بالكاذب والمفتري، فهل بعد هذا الزجر والتحذير يتساهل مؤمن ويتجرأ على الحديث في أمور شرعية، وهو ليس من أهل العلم، ثم هناك أمر آخر يدركه المتتبع لأطروحات كثير من المجترئين على الشريعة، أنهم قليلو البضاعة في العلوم الشرعية، وخاصة علوم السنة المطهرة ومقاصد الشريعة وأصول وقواعد الفقه الإسلامي، ولذا عندما رأى علي رضي اللّه عنه رجل وعظ الناس، قال له أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال الرجل: لا، قال أبو حسن رضي اللّه عنه للرجل: إذاً ضللت وأضللت.
وإنني أتصور أن الأمة قادرة على علاج هذه الظاهرة بوضع وسائل لضبط الفتوى أبرزها وأهمها أن تصدر الفتوى وخاصة النوازل من مؤسسات علمية، لكن ينبغي أن تكون آلية هذه المؤسسات فاعلة ولها حضور جيد في واقع الأمة، وكذلك ينبغي أن تسلك هذه المؤسسات أساليب قادرة على التأثير والاستفادة من المعطيات الموجودة، وحبذا لو فتح المجال عندما تنزل بحضور اجتماعات هذه المؤسسات فيطرح الرأي والرأي الآخر وتظهر الحوارات بين أرباب العلم والفكر فيرسخ العلم وتنضج الأفكار ويخرج قادة الفكر في الأمة بآراء أقرب إلى الصواب.
أما ما تراه اليوم من تفرق قادة الفكر في الأمة وتباين أفكارهم فظاهرة بعيدة عن روح الإسلام، لكن أحسب أن الحوار وإقامة منتديات علمية لدراسة المستجدات وعدم احتكار حضورها على عدد محدود، بل يسعى إلى إيجاد آلية لسماع جميع الآراء ومناقشتها سوف يقي الأمة شروراً كثيرة بإذن اللّه.
* بريدة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved