أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th December,2001 العدد:10663الطبعةالاولـي السبت 23 ,رمضان 1422

الثقافية

الشعر الجاهلي.. كيف وصل الينا..؟
عرف الشعر الجاهلي قبل الاسلام بمائة وخمسين سنة تقريبا، واقصد هنا معرفته كاملا، فهو معروف قبل ذلك ولكن بشكل جزئي، لانه كان في مرحلة تطور ونمو فأخذ ينمو شيئا فشيئا حتى جاءنا كاملا في صورته المعروفة عليها قبل الاسلام بمائة وخمسين سنة، فالشيء لا يولد كاملا بل لابد له من مرحلة حذف وزيادة حتى يأتي كاملا في شكله.. ولكن كيف وصل الينا هذا الكم الهائل منه حتى ألفت فيه الكتب والشروحات العديدة.. هناك من قال بأنه جاء عن طريق الرواية الشفهية، بمعنى ان الكتابة لم يكن لها دور في ذلك وبالتالي فإن الكتابة لم تكن معروفة آنذاك. هذا صحيح فالرواية الشفهية كان لها الدور الكبير، والفعال في وصول الشعر القديم الينا فكان لكل شاعر رواية يحفظ شعره، ويرويه عنه، ويذيعه للناس. فالشاعر زهير بن أبي سلمى كان راوية للشاعر اوس بن حجر، ثم روى عن زهير ابنه كعب، والحطيئة، وروى عن الحطيئة جميل . وهذه الرواية تعرف بالرواية الفردية. أما الرواية الجماعية فهي عبارة عن أفراد القبيلة، هم من يحفظون شعر شاعرهم ليتفاخروا بشعره بين القبائل الأخرى.
وهكذا استمر الامر عبر الرواية الشفهية الى ان بدأت الرواية التدوينية في العصر العباسي. ولكن برغم كل ما سبق الا اننا لا ننفي وجود الكتابة في العصر الجاهلي. فالكتابة عرفت في العصر الجاهلي بدليل ما وجدناه من اشارات دالة على وجودها في العصر الجاهلي..
ففي شعر امرىء القيس ما يثبت ذلك لنا الذي يقول فيه:


لمن طلل أبصرته فشجاني
كخط زبُورٍ في عسيب يمان

ويقول آخر له:


أتت حجج بعدي عليها فأصبحت
كخط زبُورٍ في مصاحف رهبان

ويقول طرفة بن العبد:


كسطور الرق رقشة
الضحى مرقش يشعه

وقال المركش الأكبر:


الدار وحش والرسوم كما
رقمش في ظهر الأيم قلم

فمن خلال هذه الابيات السابقة يتبين لنا ان الكتابة كانت معروفة لدى الجاهليين آنذاك، وهذا من خلال ما ورد فيه من دلالات، تدل على وجود معرفة ادوات الكتابة وهي: الخط، الزبور، العسيب، المصاحف، السطور، والاديم، والقلم فالكتابة كانت معروفة عند الجاهليين الا انه لم يصل الينا شيء من ذلك اي لم يصل الينا شيء من الشعر الجاهلي عن طريق التدوين الجاهلي: فالوسيلة التي نقلت الينا التراث القديم الادبي هي وسيلة الرواية الشفهية ثم التدوين العباسي. ولكن هذا لا ينفي وجود الكتابة ومعرفتها عندهم.
هاني محمد الحفظي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved