أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th December,2001 العدد:10670الطبعةالاولـي السبت 30 ,رمضان 1422

الثقافية

حوزة الدِّين
سليمان بن ابراهيم الفندي
استمعت أكثر من مرة لأحد أئمة المساجد يدعو في قنوت ليالي رمضان بقوله:«اللهم احمِ حوزة الدين» فأخرج من المسجد وأنا أتأمل هاتين الكلمتين «حوزة الدين» حيث يبدو لي أن فيهما ايجازاً وبلاغة وان الكلمتين تضمنت معاني كثيرة ودلالات عدة واتذكر قوله تعالى:(ولكم في القصاص حياة..) إذ إن قوله سبحانه في غاية الايجاز والفصاحة.
فالعرب عبروا عن هذا المعنى بألفاظ كثيرة كقولهم «قتل البعض احياء للجميع» وقولهم «أكثروا القتل ليقل القتل» وأجود ما قالوا:«القتل أفنى للقتل» ومع ذلك فلفظ الآية الكريمة أبلغ :(في القصاص حياة) فلفظ الآية أشد اختصاراً وقولهم «القتل أفنى للقتل» فيه تكرار والآية أشمل وأبلغ، فمقولتهم محصورة على القتل فحسب أما لفظ الآية فيشمل القتل والجروح وجميع أنواع القصاص.
وما أوردت لفظ الآية الكريمة:(ولكم في القصاص حياة) إلا انموذجا على بلاغة القرآن وفصاحته.
ونعود للفظ «حوزة الدين» يتبادر الى ذهني ان حوزة الدين كل ما حاز وحصل عليه، نقول حاز فلان على كذا أي حصل عليه وملكه ونقول في حوزته أي في ملكه ومعه.
ورجعت الى مادة «حَوَزَ» في لسان العرب فرأيت أنها تحوي دلالات متعددة بقوله:«الحوز السير الشديد والرُّوَيدا» وحاز الابل.. يحُوزُها ويَحِيزها حَوزاً وحَيزاً وحَوَّزها: ساقها سوقاً رُوَيداً والأحوَزي والحُوزي: الجاد في أمره.
وقالت عائشة في عمر رضي الله عنهما: كان والله أحوَزيّاً نَسِيجَ وحده. والحَوزاء الحرب تحوز القوم.
والتَّحَيُّز، والتَّحوُّز التَّلوي والتقلب وخص بعضهم به الحية، من كلامهم: مالك تَحوَّز، كما تحيَّز الحية.
والحوز الجمع وكل من ضَمَّ شيئاً الى نفسه من مال أو غير ذلك فقد حازه..
وفي الحديث:«فحمى حوزة الإسلام» أي حدوده ونواحيه.
والحوز: الطبيعة من خير أو شر، وحوز الرجل: طبيعته من خير أو شر..
إذاً أقول بأن لفظ »حوزة الدين» فيه ايجازٌ وفصاحة وكل ما فيه بلاغة وفصاحة يستقر في الذهن والدعاء بقوله:«اللهم أحم حوزة الدين» دعاء جامع مانع فاللهم أحمِ حوزة الدين.


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved