أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th December,2001 العدد:10672الطبعةالاولـي الأثنين 2 ,شوال 1422

مقـالات

معايدة الورق!!
سلمان بن محمد العُمري
للمسلم عيدان عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك، والعيد مناسبة لا يمكن اختزالها بكلمات أو عبارات، فهي أسمى من ذلك بكثير، إنها حلم الطفولة وتغريد الشباب وذكريات الكبار، إنها عرس المؤمن الذي يفرح فيه قلبه مع أهله وأقاربه وأصدقائه ومجتمعه، لكل هذا كان للعيد مكانته التي لا تعلوها مكانة من بين المناسبات بعقل المؤمن صغيراً وكبيراً.
وتختلف بالطبع أساليب التعبير عن السعادة والفرح بالعيد، وبالطبع لا شيء يعلو المشاركة واللقاء والتواصل وصلة الرحم.
إن الحضارة أو ما يسمى بالحضارة تأتينا بالجديد كل يوم، وإن العادات لتأتي إلينا صباح مساء من ما وراء البحار وكلها تحمل إلينا في طياتها أشياء قد لا تناسب عاداتنا وتقاليدنا وأولاً وقبل كل شيء ديننا الذي يحثنا على كل معروف.
لقد انتشرت عادة التهنئة بالأعياد عبر البطاقات أو ما يسمى بالكروت وهذه جيدة في حال صعب اللقاء والاتصال ولم يكن بالامكان تحقيق التواصل المباشر سواء عبر اللقاء أو عبر الهاتف أو ما شابه، وهنا تنوب البطاقة أو الخطاب عن صاحبها، ولكن ان يصل الأمر حد أن الجار يبعث لجاره بالبطاقة والخطاب، وهو ساكن في نفس البناء يبعث ببطاقة مزخرفة لآخر في طابق آخر، والطامة الكبرى أن موظفي الدوائر الحكومية صاروا يرسلون خطابات التهنئة والمباركة لرؤسائهم في نفس الدائرة ونفس البناء، وكأن اللقاء المباشر ممنوع وكان الهاتف يكفي، ولكنها الرسميات، وربما المظاهر حتى لا نقول انها حالات من الانتهازية والنفاق، لقد عرفت الكثير من المديرين والوكلاء وأمثالهم الذين يسخرون من أمثال هذه الخطابات من مرؤوسيهم، هذه الخطابات التي تستهلك الكثير من الوقت والجهد والمال.
أليس حرياً بالأمر أن يصدر تعميم من كل هيئة بمنع أمثال هذه الخطابات منعاً باتاً وبلا استثناءات.
أعود لجوهر القضية وترابطه مع العيد فلقد أوصد كل منا بابه وصار ينتظر البطاقات، هل هذا هو العيد؟ هل هذه هي بهجته والمشاركة والتواصل فيه؟
لا والله ليس هذا هو المطلوب ولكنها عادة الكسل والتراخي والتهاون بأمور نظنها صغيرة وهي كبيرة.
أكثر من ذلك تقاعس البعض حتى بطاقاتهم وصارت بطاقات الانترنت تغني عنها، وحتى هذا تم التكاسل بعمله فصارت رسائل الجوال كافية.
زاوية أخرى تخص الموضوع وهي ذلك الكم الهائل من البطاقات الذي يرد لكل مدير أو مسؤول أو موظف كبير أو.. بمناسبة العيد وغير العيد ومعظمها لا يقرؤها الا السكرتير كحد أقصى ويرد عليها وينتهي الأمر عند هذا الحد.
إن قلت رحمة بأنفسكم رد عليّ البعض بأنني حشري، ولذلك أقول رحمة بالورق والقراطيس تواصلوا وشاركوا بعضكم الأفراح والأتراح وبهذا كل الراحة للنفس نفسي ونفسك.. وكل عام وأنتم بخير.
alomari1420@yahoo.com.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved