أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th December,2001 العدد:10672الطبعةالاولـي الأثنين 2 ,شوال 1422

متابعة

تداعيات حادثة البرلمان تطلق موجة جديدة من الحرب الكلامية بين البلدين
إسلام أباد تتهم الهند باستخدام ورقة أفغانستان للإضرار بمصالحها
* إسلام أباد من حسام ابراهيم أ ش أ:
توجه الباكستانيون في غمرة استعدادهم للاحتفال بعيد الفطر اليوم الاثنين بأعينهم صوب حدودهم الشرقية مع الهند وسط توترات حادة بين الدولتين استدعت إعلان حالة التأهب القصوى في التشكيلات العسكرية الباكستانية غير غافلين عن التطورات على حدودهم الغربية مع أفغانستان فيما اعتبر الرئيس الباكستاني برفيز مشرف ان نيودلهي تسعى لإلحاق أضرار بالمصالح الباكستانية في كابول.
وشدد الرئيس الباكستاني برفيز مشرف مجددا في تصريحات لتلفزيون إسلام أباد على إدانته لعملية اقتحام البرلمان الهندي أمس الأول محذرا في الوقت نفسه من ان أي عمل عدواني ضد باكستان لن يمر دون رد عسكري.
وقال الجنرال مشرف أود ان أحذر من أي عمل متهور قد تقدم عليه الحكومة الهندية ضد باكستان.. ان مثل هذا العمل سيؤدي لتداعيات بالغة الخطورة ومن ثم فيتعين تفادي حدوث ذلك الأمر فيما نوه برفضه استخدام الأراضي الباكستانية في شن عمليات إرهابية في أي مكان بالعالم بما في ذلك الهند.
ودعا مشرف الهند لتقديم دليل دامغ على تورط أي جماعة تتخذ من باكستان مقرا لها في عملية اقتحام البرلمان الهندي مؤكدا على انه لن يتوانى في اتخاذ الإجراءات الصارمة والضرورية في حالة توافر مثل هذا الدليل ضد أي جهة أو جماعة في الأراضي الباكستانية.
وكانت الحكومة الهندية قد طلبت بصورة إنذارية من باكستان اتخاذ سلسلة من الإجراءات الصارمة ضد جماعتين كشميريتين مسلحتين تتخذان من الأراضي الباكستانية مقرا لهما بعد ان اعتبرت جماعة «العسكر الطيبة» مسؤولة عن عملية اقتحام مقر البرلمان الهندي التي أسفرت عن مقتل 12 شخصا بينما اتهمت جماعة «جيش محمد» بالضلوع في «عمليات إرهابية ضد الهند».
وأكدت مصادر رسمية في إسلام أباد مساء أول أمس ان كافة التشكيلات في المناطق القريبة من الحدود مع الهند وخط السيطرة الفاصل بين شطري كشمير المقسمة فضلا عن القواعد الجوية الأمامية قد وضعت في حالة تأهب قصوى للرد على أي هجمات قد تتعرض لها الأراضي الباكستانية.
وترى دوائر باكستانية ان احتمال حدوث مواجهات عبر خط السيطرة الفاصل بين شطري كشمير هو احتمال مرجح بالمقارنة مع إمكانية المجابهة على امتداد خط الحدود الدولية بين الدولتين النوويتين.
وكان الجنرال برفيز مشرف قد ترأس اجتماعا طارئا لكبار القادة العسكريين الباكستانيين ومن بينهم الجنرال محمد عزيز رئيس هيئة الأركان المشتركة والجنرال محمد يوسف نائب القائد العام بينما أوضحت مصادر رسمية في إسلام أباد ان الاجتماع الذي خصص لتحليل أبعاد الموقف الناجم عن التهديدات الهندية قد أسفر عن إقرار بعض الإجراءات الضرورية في ضوء التوترات الراهنة.
وعلى الجانب الآخر قال اتال بيهاري فاجباي رئيس الوزراء الهندي ان حكومته لا يمكن ان تتسامح مع أي هجمات جديدة فيما منح وزير داخليته ال0كي0ادفاني باكستان أياما قليلة كفرصة على حد قوله لاتخاذ إجراءات ضد تنظيمي العسكر الطيبة وجيش محمد.
وكانت السلطات الهندية قد اعتقلت عشرة أشخاص من بينهم بعض الباكستانيين فيما اعتبر ادفاني عملية الهجوم على البرلمان الهندي أمس الأول بمثابة الحادث الأكثر خطورة على مدى الأعوام العشرة الأخيرة.
ويقدر عدد الكوادر المسلحة في جماعة العسكر الطيبة التي تتهمها نيودلهي بارتكاب عملية اقتحام مقر البرلمان الهندي بنحو 300 شخص فيما عرفت هذه الجماعة بانتهاجها أسلوب العمليات الانتحارية ضد القوات الهندية في كشمير بينما تؤكد إسلام أباد انها لا تقدم للجماعات الكشميرية التي تسعى لاقرار حق شعب كشمير في تقرير المصير سوى الدعم المعنوي والمساندة السياسية والدبلوماسية.
وكانت وسائل الإعلام الباكستانية قد اعتبرت ان الهند تشعر بالحنق حيال تزايد أهمية باكستان على الصعيد الدولي في سياق الأزمة الناجمة عن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة يوم الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي والتنامي الملحوظ في العلاقات بين إسلام أباد وواشنطن والدور الباكستاني البالغ الأهمية بالنسبة للتحالف المناهض للإرهاب في أفغانستان المجاورة.
وبدورها حرصت الهند منذ اندلاع الأزمة الدولية الناجمة عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي على تقديم نفسها كدولة تقف على النسق الأمامي للحرب ضد الإرهاب الدولي ساعية للربط بين معاقل الإرهاب في أفغانستان والجماعات المسلحة المناوئة للقوات الهندية في كشمير.
وتجري الهند والولايات المتحدة مناورات بحرية مشتركة في بحر العرب فيما تشارك في هذه المناورات التي تعد الأولى من نوعها منذ إجراء الهند تجاربها النووية في شهر مايو عام 1998 قطعتان من البحرية الامريكية هما اوكان وانتيتام اللتان أسهمتا في العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان.
ومن بين ثلاث حروب خاضتها باكستان والهند منذ ظهورهما كدولتين مستقلتين عام 1947 كانت هناك حربان بسبب مشكلة كشمير وكادت الدولتان النوويتان ان تخوضا حربا ثالثة من جراء هذه القضية المزمنة في عام 1999.
وفي قمة اجرا التي عقدت في منتصف شهر يوليو الماضي بالهند لم يتمكن اتال بيهاري فاجباي والجنرال برفيز مشرف من إصدار بيان ختامي لهذه القمة الهندية الباكستانية من جراء الخلافات الحادة في الرؤى بشأن مشكلة كشمير التي سممت العلاقات بين الدولتين على مدى أكثر من نصف قرن.
وأفادت أنباء وردت أمس لإسلام أباد ان أربعة مسلحين من عناصر إحدى الجماعات الكشميرية المناوئة لنيودلهي وأحد العسكريين الهنود قتلوا في اشتباك بالقرب من بلدة سوبور في الشطر الخاضع للسيطرة الهندية بكشمير المقسمة فيما لقي اثنان من المدنيين حتفهما خلال الاشتباك.
وفي اشتباك آخر بين دورية شرطة هندية وعناصر مسلحة ببلدة ترال الواقعة جنوب الشطر الذي تسيطر عليه الهند من كشمير قتل أمس ثلاثة أشخاص من بينهم اثنان من المدنيين فضلا عن اصابة ثمانية آخرين.
واتهم الرئيس الباكستاني برفيز مشرف الهند بمحاولة استخدام ورقة أفغانستان لإلحاق أضرار بالمصالح الباكستانية منوها في تصريحات صحفية بأن باكستان تسعى للقيام بدور ايجابي في أفغانستان غير انه من المتوجب على الإدارة الجديدة في كابول ان تتبنى اتجاهات ودية حيال جيرانها.
وتنظر باكستان للتحالف الشمالي الأفغاني الذي يحظى بنصيب الأسد في الإدارة الانتقالية التي ستبدأ في ممارسة مهامها رسميا في كابول اعتبارا من الثاني والعشرين من شهر ديسمبر الحالي كجماعة موالية للهند إلى حد كبير بينما يعتبر التحالف الشمالي إسلام أباد الحليف الأكثر أهمية لحركة طالبان حتى اندلاع الأزمة الدولية الناجمة عن فاجعة الحادي عشر من سبتمبر.
وقبل ان تبدأ الإدارة الانتقالية في أفغانستان مهامها رسميا قام اثنان من الشخصيات البارزة في التحالف الشمالي والوزراء الأكثر أهمية في هذه الإدارة الانتقالية بزيارتين لنيودلهي وهما يونس قانوني وزير الداخلية وعبدالله عبدالله وزير الخارجية فيما طلب يونس قانوني من الهند تقديم مساعدات على صعيد تأسيس جهاز جديد للشرطة في أفغانستان.
وكان اتال بيهاري فاجباي رئيس الوزراء الهندي قد استقبل عبد الله عبد الله في نيودلهي بعد ساعات قليلة من عملية اقتحام مقر البرلمان الهندي يوم الخميس الماضي.
ولم يغب عن أذهان المراقبين في إسلام أباد مغزى وصول عبد الله عبد الله وزير الخارجية في الإدارة الانتقالية الأفغانية إلى نيودلهي يوم الاربعاء الماضي على متن طائرة عسكرية هندية أقلته من مطار كابول بعد تفريغ شحنة من المساعدات الهندية نقلتها هذه الطائرة لأفغانستان.
وحتى الآن تقيم عائلات عدد من قادة التحالف الشمالي الأفغاني ومن بينهم الدكتور عبد الله عبد الله في العاصمة الهندية نيودلهي والتي اتخذوها كملاذ لهم منذ صعود حركة طالبان واستيلائها على كابول في عام 1996 تتويجا لسلسلة من الانتصارات باتت معها هذه الحركة تسيطر على أغلب الأراضي الأفغانية حتى بدء العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم السابع من أكتوبر الماضي.
ويزمع الجنرال محمد فهيم وزير الدفاع في الإدارة الانتقالية الأفغانية القيام بزيارة لنيودلهي يوم غد الثلاثاء فيما أشار المحلل الباكستاني رحيم الله يوسف ضاي إلى ان هذه الزيارات المتوالية لأبرز الوزراء الأفغان للعاصمة الهندية تأتي دون التشاور مع حامد قرضاي رئيس الإدارة الانتقالية الأفغانية.
ورغم ان حامد قرضاي رئيس الإدارة الانتقالية الجديدة في كابول ينتمي لمجموعة الباشتون الأقرب لباكستان بحكم التشابك العرقي والروابط الوثيقة مع الباشتون الباكستانيين فضلا عن انه أقام عدة سنوات في مدينة كويتا عاصمة اقليم بالوشيستان الباكستاني فانه يحتفظ بعلاقات ودية مع الهند التي تخرج من إحدى جامعاتها فيما تعتزم شركة الخطوط الجوية الأفغانية اريانا تسيير أولى رحلاتها الجوية لنيودلهي قريبا بعد ان استأنفت أنشطتها التي كانت قد جمدت منذ عام 1999 بسبب العقوبات الدولية التي فرضت على نظام طالبان.
ومع ذلك فان الرئيس الباكستاني برفيز مشرف نوه بأن معطيات الجغرافيا والتاريخ المشترك فضلا عن الروابط الثقافية والدينية بين الباكستانيين والأفغان أقوى من أي محاولات للنيل من العلاقات بين الشعبين.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved