أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th December,2001 العدد:10673الطبعةالاولـي الثلاثاء 3 ,شوال 1422

متابعة

اللاجئون الأفغان في باكستان يأملون قضاء العيد القادم في بلادهم
* * إسلام آباد أ.ش.أ:
تعلقت أنظار ثلاثة ملايين لاجىء أفغاني في باكستان على التطورات السريعة والمتلاحقة في بلادهم معربين عن الأمل في قضاء العيد القادم في أفغانستان فيما يستعدون قدر الإمكان للاحتفال بعيد الفطر الذي بدأ في باكستان أمس الاثنين.
ويتابع اللاجئون الأفغان في باكستان باهتمام الأنباء القادمة من كابول والتي تتحدث عن عودة الأسواق التجارية في أسواق العاصمة الأفغانية للازدهار فيما ترتسم الابتسامات على الوجوه مع تأكيد هذه الأنباء على ان حركة البيع والشراء في هذه الأسواق بلغت ذروة غير مسبوقة خلال الساعات الأخيرة استعدادا للاحتفال بعيد الفطر على الرغم من الانخفاض الحاد في درجات الحرارة وبدء سقوط الثلوج.
وقد أعرب العديد من اللاجئين الأفغان في باكستان عن أملهم لو كانوا ضمن مواطنيهم الذين تكتظ بهم الآن الأسواق في كابول وبعض المدن الأفغانية الأخرى لقضاء أول عيد بعد سقوط حركة طالبان والاستعدادات الجارية لبدء الإدارة الانتقالية الجديدة برئاسة حامد قرضاي في ممارسة مهامها رسميا في غضون أقل من اسبوع واحد.
ووفقا لتقارير وردت من العاصمة الأفغانية فان الإقبال يتزايد بشدة على شراء أشرطة الكاسيت والفيديو التي كانت محظورة تماما اثناء فترة حكم طالبان التي دامت نحو خمس سنوات فيما يتلهف سكان كابول على سماع الموسيقى والأغاني التي حرموا منها طويلا تماما مثلما كان الحال بالنسبة للسينما والتلفزيون.
وحتى استاد كابول الذي كانت حركة طالبان تستخدمه كساحة لتنفيذ أحكام الإعدام أمام الجماهير في المدرجات المتهالكة بدأ يعود لوظيفته الطبيعية كملتقى للتنافس الرياضي ومباريات كرة القدم التي اشتاق لها الأفغان فيما كانت حركة طالبان تفرض سلسلة من القيود في الماضي على هذه المباريات ومن بينها على سبيل المثال حظر ارتداء اللاعبين للشورتات ومنع المتفرجين من الهتاف أو التصفيق عندما تهتز الشباك بتسديدة بارعة.
وسعى بعض اللاجئين الأفغان في العاصمة الباكستانية إسلام آباد لمحاكاة مواطنيهم في كابول في الاستعداد للاحتفال بحلول عيد الفطر بتنظيف أماكن إقامتهم المتواضعة وشراء ماتيسر من الملابس الجديدة ذات الأسعار المتواضعة التي يمكن ان تتناسب مع إمكانياتهم المادية المحدودة للغاية.
وفيما شددت السلطات الباكستانية من إجراءات الأمن على امتداد الحدود مع أفغانستان خشية تسلل عناصر من تنظيم القاعدة التي فرت تحت وطأة القصف الجوي الأمريكي والهجمات البرية للميليشيات الأفغانية الموالية لواشنطن من منطقة جبال تورا بورا الواقعة شرق أفغانستان لباكستان تابع العديد من اللاجئين الأفغان في باكستان أنباء زيارة دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي لكابول ولقائه مع حامد قرضاي رئيس الإدارة الانتقالية الجديدة في أفغانستان.
وفي تجمعات اللاجئين الأفغان على أطراف العاصمة الاتحادية الباكستانية إسلام آباد والذين يصل عددهم لنحو مائة ألف شخص من بين ثلاثة ملايين لاجىء أفغاني في باكستان سادت أمس حالة من الترقب الشديد للتطورات السريعة والمتلاحقة على صعيد العمليات العسكرية في أفغانستان.
وتراوحت ردود الأفعال في تجمعات اللاجئين الأفغان على مشارف إسلام آباد بين الارتياح للهزائم التي منيت بها قوات طالبان وتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن والتحسب من احتمال إقدام ميليشيات التحالف الشمالي على ارتكاب مذابح جديدة.
كما أبدى الكثير من اللاجئين الأفغان بالعاصمة الباكستانية مخاوفهم من اشتعال الخلافات بين الفصائل المتعددة للتحالف الشمالي على غرار ماحدث أثناء سيطرة هذا التحالف على العاصمة الأفغانية كابول بين عامي 1992 و 1996.
ووفقا لتقديرات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة فان نحو 135 ألف لاجىء أفغاني قد دخلوا الأراضي الباكستانية منذ اندلاع الأزمة الدولية الناجمة عن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة يوم الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي.
وإلى جانب المعاناة الناجمة عن الهجمات الجوية والصاروخية الأمريكية والحرب الأهلية بين طالبان والتحالف الشمالي المعارض كان الجفاف الذي يقترب من دخول عامه الرابع في أفغانستان أحد العوامل الجوهرية الطاردة للأفغان من بلادهم.
وعلى مدى نحو 20 عاما كانت مدينة بيشاور الباكستانية التي تبعد نحو 30 كيلومترا من الحدود مع أفغانستان هي المقصد المفضل لموجات وراء موجات من اللاجئين القادمين من الجانب الآخر للحدود.
وبالسيارة يمكن الوصول من بيشاور الى العاصمة الأفغانية كابول في غضون ثماني ساعات عبر ممر خيبر التاريخي الشهير الذي يصل بين أراضي باكستان وأفغانستان فيما اتخذت العديد من الشخصيات الأفغانية من بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي مواقع في إقليم بالوشيستان فيما تأمل المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في نقل 60 ألف لاجىء أفغاني يقيمون في مخيم جالوضاي للإيواء المؤقت الى هذه المخيمات الجديدة مع بداية الشتاء القارص في باكستان.
ومهما كان حجم المعاناة فان اللاجئين الأفغان يسعون للاحتفال بعيد الفطر قدر الإمكان آملين في الوقت نفسه ان يقضوا العيد القادم في بلادهم التي أرغموا على مغادرتها سواء منذ سنوات طويلة قد تصل الى أكثر من 20عاما او منذ أشهر معدودة وبالتحديد منذ اندلاع الأزمة الدولية الناجمة عن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة يوم الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي وتداعياتها المستمرة في أفغانستان .

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved