أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th December,2001 العدد:10673الطبعةالاولـي الثلاثاء 3 ,شوال 1422

متابعة

هل يوجد امتداد لتنظيم القاعدة في إندونيسيا..؟!
* * جاكرتا ق.ن.أ:
تناقضت تصريحات المسؤولين الأندونيسيين خلال الأيام الأخيرة بشأن العثور على معسكر يعتقد بأنه كان تابعا لتنظيم القاعدة في مدينة بوسو بمحافظة سولاويزي الأندونيسية التي كانت مسرحا لاضطرابات دينية وطائفية بين أهلها من المسلمين والمسيحيين والتي تقع على بعد يزيد عن 1500كيلومتر من جاكارتا.
فقد تراجع رئيس وكالة المخابرات القومية الأندونيسي الفريق هندروبريونو بعض الشيء في تصريح أدلى به في وقت سابق من هذا الاسبوع ذكر فيه أن الجماعات المتطرفة التي أشعلت الصراعات الطائفية مؤخرا بمدينة بوسو تعمل مع تنظيم أسامة بن لادن وكان تصريحه هذا قد جاء في أعقاب إشارة بعض المقبوض عليهم في اسبانيا ويعتقد بصلتهم بابن لادن إلى معسكر للتدريب في بوسو.
كما كان هندروبريونو قد ذكر أن جماعة تابعة لابن لادن وصلت أولا الى جاكرتا ثم توجهت الى معسكرها بمدينة بوسو في محافظة سولاويزي مرورا بجزيرة بالي وذلك بمساعدة الجماعات المحلية المتطرفة وأوضح أن أولئك هربوا من المعسكر قبل توقيت الكمين الذي قام به رجال الأمن والمخابرات.
وذكر رئيس المخابرات في تصريحه الجديد أن ضباطه وجدوا فقط موقعا مهجورا بأحد أحياء المدينة وأن أعضاء تنظيم القاعدة لا يوجد لهم وجود الآن فيه وأضاف بأن هذا المعسكر كان قد تم إخلاؤه منذ فترة وأن تورط تنظيم القاعدة في الاضطرابات التي وقعت بالإقليم والصلات الممكنة بين الجماعات المتطرفة المحلية والأجنبية لا يزال رهن التحقيق.
وأشار هندروبريونو الى أن معسكر التدريب المذكور لم يستخدم من قبل الأندونيسيين وإنما من قبل أجانب، هذا بينما كان أولئك الذين تورطوا في الصراع في بوسو أندونيسيين.
وقد تناقضت هذه التصريحات مع ما ذكره كبار المسؤولين وفي مقدمتهم الوزير المسؤول عن تنسيق الشؤون السياسية والأمنية سوسيلو بامبانج الذي أكد أن أندونيسيا لا يوجد لديها أي دليل على تواجد لتنظيم القاعدة أو أي جماعات إرهابية دولية أخرى في بوسو أو ممارستها لأنشطة هناك.
وقد أثارت تصريحات رئيس المخابرات دهشة كبيرة نظرا لأن أندونيسيا لم تكن من بين الدول المدرجة أسماؤها في قائمة وزارة الخارجية الأمريكية الأخيرة والتي تتضمن 45 دولة تقول انه يوجد بها تواجد لتنظيم القاعدة.
كما أنها كانت موضع استياء العديد من المنظمات الإسلامية وبعض الشخصيات العامة في أندونيسيا التي جادلت في صحة ما أدلى به هندروبريونو وذكرت أنه قاد فقط الى إضافة المزيد من البلبلة الى الموقف المتوتر في هذه المحافظة المضطربة وشككت في أن يكون لأسامة بن لادن الذي يستهدف أساسا الولايات المتحدة اهتمامات في نزاع طائفي صغير ببلد آخر كما نفت منظمة عسكر الجهاد الإسلامية المتشددة والمتهمة بأنها شاركت في إشعال الاضطرابات في سولاويزي وجود أي صلات لها بأسامة بن لادن وشبكته وأوضحت أن أسامة يتبع مذهبا دينيا يختلف عن مذهبها.
ويعتقد المراقبون أن الدافع وراء تصريحات رئيس المخابرات الأندونيسي وهو فريق متقاعد ينتمي للمؤسسة العسكرية هو إحياء الصلات العسكرية بين أندونيسيا وبين الولايات المتحدة والتي كانت قد قطعت تماما منذ أحداث العنف التي دبرها العسكريون في تيمور الشرقية في الفترة الأخيرة السابقة على انفصالها عن أندونيسيا عام 1999.
وتكمن خطورة مثل هذه التصريحات في أنها قد تدفع الولايات المتحدة للضغط من أجل فرض التعاون مع القوات المسلحة الأندونيسية في حملة لقمع الجماعات المحلية المتشددة التي يشار لصلتها بابن لادن مثلما هو الحال الآن إزاء جماعة أبو سياف في الفليبين ويعتقد المراقبون أن بعض قطاعات المؤسسة العسكرية الأندونيسية قد تؤيد مثل هذه العملية أملا في إنهاء المقاطعة التي يفرضها الكونجرس الأمريكي على التعاون العسكري مع بلادهم هذا وان كان الكونجرس لا يزال يصر على إصلاح تلك المؤسسة وتقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان منها للمحاكمة قبل الموافقة على إحياء التعاون العسكري المشترك وتوريد أي أسلحة جديدة.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved