أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th December,2001 العدد:10684الطبعةالاولـي السبت 14 ,شوال 1422

مقـالات

وسميات
راشد الحمدان
أين إيمان العجائز؟!
قرأت منذ مدة.. رأياً نسب لأحد المتحدثين عن الوقائع الفلكية قال: إن المربعانية دخلت.. منذ كذا.. وإنها سميت بذلك لكونها أربعين يوما.. وفي الحقيقة.. أنه في الآونة الأخيرة كثر المتحدثون عن الأنواء.. والبروج.. والوقائع الفلكية.. وهذا شيء طبيعي لكون ذلك مسجلاً في الكتب.. والمراجع الفلكية.. حيث إن ذلك كله يخضع لحسابات فلكية ثابتة لا تتغير.. من حيث التتابع ومن حيث عدد الأيام.. ومن حيث الطبائع والاحداث لكل نجم أو نوء.
لكن الذي لا يفيد.. ويعد تعدياً على علم خاص قائم بذاته.. أن يأتي أحدهم ويهرف بما لا يعرف.. أو يضع توقعات غيبية يشوش بها على الناس.
كما سمعنا في عام مضى.. أو يأتي من يقول إن المربعانية سميت بذلك لكونها أربعين يوماً... وهذا غير صحيح.. لأن المربعانية ثلاثة نجوم.. وكل نجم ثلاثة عشر يوماً.. فهي إذن تسعة وثلاثون يوماً.. وليست أربعين كما قال صاحبنا «المستفلك».. لكنها سميت بذلك تغليباً.
والناس في الآونة الأخيرة اهتموا بذلك، وبالأنواء، ومواسم الأمطار ولا تجد علة لذلك، إلا.. لأن الأمطار في الآونة الأخيرة قلت ولاشك أن ذلك بسبب الذنوب.. ولكي يكون هناك مطر وخير فلابد من العودة بصدق إلى الله.. لابد من العودة للجادة البيضاء التي ليلها كنهارها، لايزيغ عنها إلا هالك، وعلينا أن نكون صريحين مع أنفسنا وأن نفتش في دواخلنا عن أسباب تأخر نزول المطر.. يقول الباري سبحانه.. «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون..» والتكذيب يأتي من عدم اتباع السبل المشروعة. خاصة في العبادات، والعلاقات الأسرية، وتحريم الحرام وهجر المنكرات، لكننا ركضنا خلف كل جديد، ولم نعرض هذه المستجدات على قواعد الشرع.. فنسينا ما أرسلت من أجله الرسل.. فنسينا الله، كما نسيناه.. والناس مع الأسف يمرضون من الرجل الصريح خاصة فيما يتعلق بالدين وسلامة الانتماء.. هذا جانب.. وجانب آخر.. لعل الناس قد ملوا من هذه الماديات الجرباء.. فحنوا للماضي الجميل، العيش في الصحاري المزهرة الخضراء والتي مر عليها زمان وزمان لم تخضر بسبب انقطاع المطر.. وإذا ما نزل مطر.. فإنه غالباً ما يكون في السنوات الأخيرة محدوداً.. ولعله من أجل البهائم...
كان المطر يفاجئنا من قبل.. ونتحراه عند دخول الموسم.. لكن بعدما أصبحنا نتلهف لقراءة النشرات الجوية.. وكلنا إلى ما نتلهف عليه.
يا ايمان العجائز.. كم فقدناك.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved