أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th December,2001 العدد:10684الطبعةالاولـي السبت 14 ,شوال 1422

مقـالات

كل سبت
الإرهاب الإسرائيلي بين التعتيم والمهادنة
عبدالله الصالح الرشيد
إرادات الشعوب لا تموت والاستبداد لا يدوم ولا يصح في منهج الحياة ونواميسها إلا الصحيح لأن ساعة الباطل ساعة وزمن الحق الى قيام الساعة.. ومن هنا نقول تخطىء عصابات الغدر والاغتصاب والطغيان وفي طليعتها في عصرنا هذا أمثال نيرون العصر ورمز الارهاب المتعطش للدماء والعقبة الكأداء أمام السلام شارون ومعه تلامذته وجلاوزته رموز الطغيان والاستبداد والغدر في أرض فلسطين السليبة.. يخطئ هذا السفاح وعصابته ومن يحميهم ويغدق عليهم السلاح الفتاك إن اعتقدوا للحظة واحدة أنهم فوق الحق فإرادة الشعوب لا تقهر والحق دائما ينتصر على القوة مهما كان جبروتها وصلفها لأن القوة المستبدة تقوم على الظلم والظالم يغفو بسكرة ظلمه ولكن المظلوم لا تغمض له عين ولا تهدأ له جارحة حتى يعود له حقه المسلوب وترد له كرامته المهدرة وأرضه المغتصبة وحريته المهانة.. والأمن المنشود يمر دائما من ميزان العدالة والإنصاف وليس تحت عربدة طائرات اف 16 والأباتشي والصواريخ الموجهة وغيرها من أدوات الفتك والدمار.. لذا يخطئ شارون ومعه بيريز ومن لف لفهم وسار في فلكهم ومناوراتهم المتبادلة بأن إضعاف سلطة الرئيس الفلسطيني المنتخب من شعبه أو تضييق الخناق عليه سيفتح الباب على مصراعيه باختلاق زعامة فلسطينية جديدة تقبل بشروط الضم والإلحاق والكانتونات والمعازل العنصرية.. إن العالم بأسره يدرك أن تدمير سلطة الرئيس الفلسطيني هو تدمير لعملية السلام برمتها وبالتالي القضاء على أية بادرة أمل في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.. وإذا اعتقد أي مكابر أو مستغل يحاول بمغالطته و أوهامه أن الأمن يأتي بلا ثمن أقله الانسحاب من الأراضي الفلسطينية ما قبل الخامس من حزيران عام 1967م فهو أحمق موتور حاقد ولن ينعم بالأمن والاستقرار يوما ما.. لأن الأمن يسود بالعدل وإزالة الظلم والاعتراف بالحق لأهله.. لقد حاولت إسرائيل منذ أن فرضت نفسها على أرض فلسطين وبكل ما تملكه من جبروت وتحايل وخبث وغدر ومال وعملاء أن تدق إسفين الخلافات والتفرقة بين فصائل المقاومة ومعها الانتفاضة الباسلة ورموزها.. و لكنها كناطح صخرة ولم تحصد من كيدها ومكرها إلا أن وحدت الشعب الفلسطيني وقوَّت من لحمته وجعلته صفا واحدا نحو هدف واحد مهما كانت التضحيات هو استرجاع أرضه المغتصبة والعيش مثل بقية الشعوب الحرة بعزة وكرامة وحرية.. ولتعلم إسرائيل ولا يخفى عليها ذلك أن الشعب الفلسطيني سواء في أرضه المحتلة أو الممزقة أو شتاته المؤقت وقد بلغ تعداده الآن أكثرمن ثمانية ملايين فلسطيني سيعود إلى حياته الطبيعية إلى منزله ومسقط رأسه آمنا في وطنه مهما تكالبت عليه المحن وتآمرت عليه قوى الطغيان وجحافل الغزاة الطامعين.. لأن هذا الشعب الأبي الباسل قد وطَّن نفسه على الكفاح والجهاد من أجل العيش بحرية وكرامة وعودة ظافرة مباركة، وهو يزداد كل يوم عددا وعدة وتقوى إرادته في النضال ولسان حاله كما قال الشاعر العربي:


وأقول للباغي الذي لا ينثني
عن حرب آمالي بكل بلاء
وأقول للجمع الذين تجشموا
هدمي وودوا لو يخر بنائي
لا يطفئ اللهب المؤجج في دمي
موج الأسى وعواصف الأرزاء

والحق دائماً يعلو ولا يُعلى عليه وعلى الباغي تدور الدوائر وإن غداً لناظره قريب.. والله وحده ولي التوفيق والقائل في محكم تنزيله«إن ينصركم الله فلا غالب لكم».
للتواصل فاكس 4786864 الرياض
أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved