أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th December,2001 العدد:10684الطبعةالاولـي السبت 14 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

العلاقة بين الرجل والمرأة
الزواج سنة حميدة منذ أيام أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ويتضمن الزواج اختيار الزوجة الصالحة والكفء التي لديها الاستعداد للحياة الزوجية والدخول فيها.
والحياة الزوجية سكن وأمن واستقرار ومودة ورحمة وألفة وشراكة ومشاركة في العواطف والحواس والمشاعر والتفكير ومستلزمات الأسرة والحياة، أي تكوين خلية مترابطة متماسكة صلبة بحيث لا تتأثر بالبيئة المحيطة بها من عوامل طبيعية وغير طبيعية لما يحققه ذلك من توافق شخصي لكلا الزوجين وتوافق اجتماعي زواجي، ولا ننسى قول الله عز وجل «خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها.. الآية».
ان العلاقة بين الزوج وزوجته لا تقارن بعلاقة الرجل بصديق له أوزميل أو قريب فهي أعمق بكثير من ذلك.
فيجب علينا أن نتخذ من أزواجنا ملاذاً لنا وملجأً حينما نشعر بالتوتر أوالقلق والضيق والخوف والمرض حينما نشعر بفقدان القدرة على السيطرة على أنفسنا فأستطيع أن أقول هي طبيبتك النفسية اذا وثقت بها وتقبلتها.
أليست المرأة أماً لك تأويك إلى حضنها يوم كنت طفلاً وتسهر على مرضك وتقلق لقلقك وتفرح لفرحك.
لقد قال الله تعالى «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.. الآية» وأنا قصدت أن المرأة بتركيبتها الفسيولوجية وطبيعتها البشرية التي خلقها الله بها، هي بستان تفوح منه رائحة الدفء والحب والعطف والحنان، فهي طفلة ان اردتها وشابة وأم إن أردناها.
وقد لا يتصور الرجل بان زوجته تمتلك كل هذه الخصائص أنا أقول انه لا يوجد أي امرأة طبيعية على وجه الأرض تخلو من هذه الخصائص، ولكن متى نعلم ما في باطن الأرض من موارد طبيعية إلا بعدما نعمل على اكتشاف ما فيها بالوصول إلى باطنها، كذلك المرأة يجب أن نكتشف ما بداخلها اذا اردنا ذلك عن طريق تحسين العلاقة بينها وبين الرجل والسبيل الوحيد لذلك هو المصارحة الزوجية لفظاً وقولاً وفعلاً وايماناً بها وقناعة تامة وثقة متبادلة كي تعطيك ما في باطنها وتعطيها ما في باطنك وتتعاهدا على السرية التامة بعلاقتكما حتى تدوم الثقة في كلا الطرفين وإلا سوف يتكون بين الرجل والمرأة حاجز منيع في علاقتهما ببعضهما وهذا الحاجز ترتطم به مشاكلهم الزوجية فتقف حائرة وتتراكم حتى ينكسر هذا الحاجز بطريقة غير علاجية ويخلف وراءه اضراراً معنوية ومادية تؤدي الى تصدع الأسرة وفشل العلاقة الزوجية.
فيجب أن نعطي أنفسنا متسعاً من الوقت كي نفهم ذواتنا ونتفهم لماذا نحن متزوجون؟ أهي عادة يجب أن تنفذ أم لنأمر وننهي ونأكل ونشرب وننجب أولاداً وبناتٍ، ان هناك هدفاً سامياً هو الاستقرار النفسي والبدني والوجداني والاجتماعي وكذلك الاقتصادي، يقول الله تعالى «زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسمومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب» الآية سورة آل عمران.
لا يخلو أي زوجين من مشاكل الزواج، ولكنها تختلف باختلاف حجمها وهنا نقول:
لماذا نجعل من خبراتنا العاصفة المؤلمة سبباً من أسباب مشكلاتنا الزواجية، واختلاف وجهات النظر والرأي، لماذا نجعل من عاداتنا وتقاليدنا سيفاً مسلطاً أمامنا، ومن رؤيتنا الشخصية المتعنتة وارائنا الصلفة، فيروساً يخوض في ارواحنا وعلاقتنا الزواجية، ولماذا نترك مجالاً للشيطان يجري بدمائنا حتى يخسف بنا وجاءت الآية الدالة في قوله تعالى «ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً.. الآية» سورة النساء.
والله يحفظكم.
مساعد العبد الرزاق
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved