أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 31th December,2001 العدد:10686الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,شوال 1422

مقـالات

إضاءة
زخم المشاعر.. ودمل الجراح
شاكر سليمان شكوري
صديقي، وصديق الجميع.. الفريق أسعد عبدالكريم مدير الأمن العام، تعرض مؤخراً لهزة وجدانية عنيفة، بفقد ابنه الشاب في حادث أليم، نسأل المولى العلي القدير له المزيد من الصبر، وللفقيد العفو والمغفرة.
وكلنا يدرك ما يتكبده الأب من مشاعر ممزقة، وهواجس مؤرقة، أمام زلزال فقد الابن العزيز، وهو في ريعان الصبا وشرخ الشباب، لكن رضا الله عن عبده الصابر المحتسب، ينداح شآبيب رحمة، وحناناً من لدن رب كريم، على الجرح النازف في سويداء القلب، فيهرع آلاف البشر، زرافات ووحدانا، لمواساة الأب المكلوم، في عزاء لم يعهد له من قبل مثيل. في الحضور من كل صوب وحدب، على اختلاف المنازل والرتب، وجاء حضور الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز، من الرياض خصيصاً لتقديم العزاء ضرباً من أنبل الشيم، كما دل على قدر الرجل عند أولي الأمر.. قمة الوفاء للأوفياء.
لقد رأيت صاحبي وصاحبكم كما رأيتموه وقوفاً طيلة الوقت، لم تمهله حشود القادمين لحظة للقعود، وإذا كان في الموت موقع لغبطة غير ثواب الشهادة في الجهاد، والصبر على البلاء، فإن المواكب التي رأيناها تعزي الصديق تدعو إلى الغبطة، وتجعلنا نحاول منافسة هذا الرجل الكريم الذي التفت حوله القلوب في الشدة، بما قدم من طيب الأفعال، وما اشتهر عنه من كريم الخصال، وهو الذي ترقى في سلك الأمن حتى تسنم ذروته، بنجاح مشهود في كل المواقع، مما جعل ولاة الأمر يولونه الثقة إلى الأمام دائماً.
وعندما يحظى رجل الأمن بهذه (المشاعر) العارمة، مع النجاح الباهر في اداء مهام وظيفته، يجب الاعتراف لأسعد عبدالكريم بأنه حقق المعادلة الصعبة بين انضباطية رجل الشرطة التي تحتم انعزاله نسبياً عن المجتمع، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية، وبين جوهر الإنسان النقي بداخله الذي يحب أن يحيا نبتة طيبة في بستان طيب.
ونحن إذ نقول للعزيز أسعد «أحسن الله عزاءك» فإننا نقول له أيضاً: إننا نغبطك على هذا الزخم من المشاعر، التي لابد أن تندمل معها ولو بعض الجراح بإذن الله. و«إنا لله وإنا إليه راجعون».

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved