أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 31th December,2001 العدد:10686الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,شوال 1422

محليــات

الأمير سلطان بن فهد استقبل وزير الثقافة الإيراني وبلقزيز والتويجري
مؤتمر وزراء الثقافة يؤكد تسامح الإسلام وتعايشه الإنساني مع الحضارات
* * الدوحة واس:
واصل المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة أعمال جلستة الثانية أمس بالدوحة ورأس وفد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب.
وقد عقدت الندوة الدولية للعلماء حول «الإسلام والتراث الثقافي» وقد تحدث خلال هذه الجلسة عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمتخصصين في المجال التراثي والثقافة حيث أكدوا أهمية اختيار هذا الموضوع «الإسلام والتراث الثقافي» الذي جاء في الوقت المناسب لإظهار الحقائق ولإبطال المزاعم ودحض الشبهات.
وقد ألقى في بداية الجلسة المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري كلمة أكد فيها أن الإسلام دين السلام والتسامح والمحبة يؤمن أتباعه بالأخوة الإنسانية التي من مقتضياتها الاحترام المتبادل وعدم الإكراه لفرض المعتقد الديني أو المذهب السياسي أو النظام الاقتصادي أو المنهج الفكري أو الرؤية الثقافية والجمالية.
وقال «إن من خصائص المجتمعات الإسلامية التعايش بين جميع أتباع الديانات والثقافات والحضارات في وئام ووفاق واخاء إنساني قائم على أقوى الأسس تعد حقيقة من حقائق التاريخ الإنساني يشهد بها العلماء المتخصصون والباحثون المنصفون من الشرق والغرب على السواء».
واستعرض معالي المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري سماحة الدين الإسلامي التي تقتضي احترام التراث الإنساني على وجه العموم أيا كانت مصادره ومنابعه وجذوره وأيا كان شكله ومظهره ومخبره وكان نتاجه ان حافظ المسلمون على التراث الإنساني المتنوع في بلدانهم.
وأبان أن الإسلام بريء من كل ما ينسب إليه ويتهم به من افتراءات في هذا المجال لأن المسلمين بناة للحضارة وليسوا خصوما لها وما التراث الإنساني إلا جزء من الحضارة الإنسانية وهو أمانة في أعناق البشر جميعا ورعاية التراث الإنساني عند المسلمين مسؤولية ينهضون بها جميعا وتلك فضيلة من فضائل الإسلام وميزة من مزايا المجتمعات الإسلامية في كل مكان وزمان.
كما تحدث وزير الدولة رئيس المجلس الوطني للثقافه والفنون والتراث القطري رئيس المؤتمر عبدالله بن خليفة العطية وقال: «إن سيادة القيم التي أفرزها التطور العلمي الهائل في وسائل التكنولوجيا والمعلومات والاتصال بشكل لم يسبق له مثيل في مسيرة التطور العلمي في التاريخ البشرى لا يترك أمامنا مجالا للشك في أننا أمام مرحلة تاريخية جديدة ومتميزة تتطلب من صفوة مجتمعاتنا المتمثلة في علمائها المسلمين اليوم الوقوف والتصدي ليس لمواجهة الافرازت السلبية لهذه الثورة العلمية الهائلة فقط بل لإعداد مجتمعاتنا الإسلامية إعدادا جيدا لمواكبتها مواكبة تتسم بالاقبال على الانتهال من منابع هذا التطور وتطويع ما ينتخل من معارفه وينتخب من أنواعه لخدمة متتطلبات مجتمعاتنا وحاجتها في مسيرتها التنموية الشاملة».
وأضاف يقول«إن تراثنا الثقافي الإسلامي قد شارك بدور هام في صياغة التاريخ الإنساني من خلال مبادىء الإسلام السمحاء التي استوعبت ضرورات التجديد وتمثلت معطيات التطور بخير ما ينفع في مسيرة إعمار هذا العالم الذي نعيش فيه وعملت على تنويع سبل ثرائه وتنظيم موارد منافعه ومصادر معارفه».
وبين أن الحضارة الإسلامية عملت على ترسيخ احترام الخصوصيات الدينية والثقافية للشعوب الأخرى اذ إن النهضة الصناعية والعلمية في أوروبا قد اعتمدت كثيرا على ما أبدعه المسلمون من آثار معلومة في المعارف والعلوم الآداب ونماذج رائعة في الفكر الإنساني.
ولفت النظر إلى أن الأوربيين قاموا بترجمة هذا التراث الإسلامي إلى لغاتهم مما أسهم في إحياء الفكر العلمي الغربي في عصر النهضة وما تلاها من تطور في مفاهيمه حتى أيامنا هذه الذي يؤكد هذا الأمر أن الكثرة الغالبة من القوانين والأفكار في دساتير شعوب العالم والاتفاقيات الدولية التي تهتدي بها منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة خاصة في مجال حقوق الإنسان كلها أفكار وقيم تجد أصولها فيما دعا إليه الإسلام منذ ظهوره وهي الدعائم التي تقوم عليها مجتمعاتنا اليوم وتهتدى بها.
وأفاد رئيس المؤتمر بأن غالبية الدول الإسلامية قد شاركت في المؤتمر الدولي للسياسات الثقافية من أجل التنمية والذي عقد في استوكهولم في ابريل 1996 برعاية اليونسكو وصادقت على بيانه الداعى إلى احترام الخصوصية الثقافية للشعوب وحمايتها وتعزيز التعاون الثقافي الدولي والذي جاء متسقا مع مبادىء شريعتها السمحاء.
وتمنى في ختام كلمته ان يعمل الجميع خلال هذه الندوة على ترسيخ التعاون الثقافي بين علماء الدول الإسلامية وبقية شعوب العالم على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم من أجل مستقبل وضاء للبشرية تتلألأ على جنباته أنوار التسامح والمحبة والتواصل.
من جهة أخرى استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس وفد المملكة للمؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة المنعقد حاليا في الدوحة بمقر إقامة سموه أمس معالي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي بالجمهورية الإسلامية الإيرانية مسجد جامعي الذي يرأس وفد بلاده للمؤتمر.
وتم خلال اللقاء استعراض برامج التعاون القائمة بين المملكة وإيران فيما يخدم الأمة الإسلامية وقضاياها بالإضافة إلى تناول الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المؤتمر من أجل تطبيق وتفعيل الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي وبصفة خاصة في هذا الوقت الحرج الذي يمر به العالم الإسلامي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي وأدانها العالم الإسلامي.
كما تم خلال اللقاء مناقشة موضوع الاسبوع الثقافي السعودي الذي سيقام في إيران مطلع العام القادم بمشاركة عدد من الفعاليات الثقافية والإعلامية والشبابية بالمملكة.
وقد أشاد معالي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني بما تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود من جهود مباركة موفقة لخدمة قضايا الأمة الإسلامية.
كما استقبل الأمير سلطان بن فهد معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور عبدالواحد بلقزيز.
وتم خلال اللقاء مناقشة أبرز القضايا الإسلامية وبصفة خاصة ما يتعرض له العالم الإسلامي في الوقت الراهن من ممارسات شرسة عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر الماضي التي ترفضها المبادئ والقيم الإسلامية.
كما تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية تطبيق الاستراتيجية الثقافية الإسلامية من أجل إيقاف الحملات الغربية التي تحاول أن تشوة صورة الإسلام والمسلمين.
وقد أثنى الأمين العام للمنظمة على الجهود العظيمة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وحكومته الرشيدة في خدمة قضايا الأمة الإسلامية من أجل توحيد صفوف الشعوب الإسلامية والحفاظ على المكتسبات التي حققتها وبصفة خاصة الحضارية والثقافية.
كما استقبل سموه معالي المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري.
وقد تم خلال الاجتماع مناقشة الموضوعات المتعلقة بأعمال المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة وأهميتها من خلال الاستراتيجية الثقافية الإسلامية للعالم الإسلامي وتطبيقاتها خصوصا في الوقت الراهن الذي يمر فيه العالم الإسلامي لمتغيرات من جراء الهجمات الشرسة من أعداء الإسلام على الثقافة الإسلامية.
ونوه سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز بالجهود المتميزة التي تبذلها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في سبيل تطبيق الاستراتيجية الثقافية والتي أقرت من قبل مؤتمر القمة الإسلامي السادس المنعقد في داكار 1991م وذلك لخدمة أهداف الوحدة الإسلامية القائمة على وحدة العقيدة ووحدة التصور والهدف والمصير.
من جانبه عبر المدير العام للمنظمة عن خالص شكره وامتنانه لما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله من دعم واهتمام لكافة قضايا الأمة الإسلامية من أجل وحدتها ونصرتها وذلك من خلال المنظمات الإسلامية التي تعمل على وحده الصف الإسلامي.
وحضرالاستقبالات أعضاء وفد المملكة المشارك في المؤتمر.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved