أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 31th December,2001 العدد:10686الطبعةالاولـي الأثنين 16 ,شوال 1422

محليــات

يارا
عسل النصر وفول الهلال مرة أخرى
عبدالله بن بخيت
لم أكتب في حياتي أكثر من خمس أو ست مقالات رياضية كلها تدور حول الهلال والنصر.. في الواقع لا أعرف اكتب في الكورة إلا عن الهلال والنصر، وإذا أردنا الصراحة فأنا لا أعرف أكتب عن الكورة وإنما عن حالة اسمها الهلال والنصر، معرفتي بالكورة تعود إلى أيام «طقها وألحقها» عندما كان اللاعبون لا يعرفون كيف يتمركزون وإنما يركضون وراء الكورة مثل الجراد، وحتى إذا اجتهدت فسوف أقع في مشكلة المصطلح الرياضي، ما زلت استخدم المصطلحات القديمة، مثل يحيور، يفرك، «يدخلها كوبري»، «يدق هد»، باك، «سنتر هاف» إلخ.. فلو كتبت بهذه المصطلحات فلن يفهمني إلا أبو حطبة ومحمد سعد والفصمة والكتلوج والقليل جدا من الجمهور وبعض أقدم رؤساء الأندية في العالم، ولا أظن ان الجريدة ستفرد لي زاوية كاملة لأتحدث فيها مع أشباح الماضي، وما يثير اهتمامي ليس الكورة وإنما التداخل بين الرياضة والتغذية، الشيء الغريب الذي لم ينتبه له التاريخ ان فرق الرياض بدأ اهتمامها بالتغذية منذ أيام «طقها وألحقها»، فمن المعروف أن الهلال وظّف المكرونة في تغذية لاعبيه، والنصر نقل السليق من المنطقة الغربية إلى الوسطى، أما الشباب فقد استفاد من مناصرة إخواننا اليمنيين له وقدم لجماهيره «المعرق»، أما الرياض «الأهلي سابقا» فقد فضل الجريش على سائر الأطعمة المستوردة تحت ضغط عيال الباطن الذين حامت كبودهم عندما شافوا المكرونة ظانين أنها سراوة مطبوخة، وقد انعكست برامج التغذية العظيمة هذه على اللاعبين في ذلك الحين، فكثير منا يتذكر المرامح والمرافس الذي ينشب في كل مباراة بين سلطان مناحي من الهلال وناصر كرداش من النصر، يستطيع ناصر كرداش رحمه الله ان يغيب عن أي مباراة إلا مباراة فريقه مع الهلال، ونفس الشيء بالنسبة لسلطان بن مناحي، وأعتقد أن سبب توقف سلطان مناحي عن اللعب ليس كبر السن، وإنما وفاة ناصر كرداش.. وعلى ضوء ذلك يمكنني ان أدّعي بدون كثير من المبالغة لو ان ناصر كرداش ما زال على قيد الحياة لبقي لاعباً أساسياً في صفوف النصر في كل مبارياته مع الهلال، وبذلك سوف يدخل موسوعة جينس بصفته أقدم لاعب في العالم.
لا أعرف كيف تنبه رؤساء الأندية في ذلك الزمان إلى أهمية التغذية، فكما لاحظنا فكل فريق اختط لنفسه أسلوبا خاصا به وتعامل مع هذه القضية بوعي سابق لزمانه.. والشيء الذي سيسجله التاريخ للنصر ان النصر لم يكن يكتفي بتغذية اللاعبين، بل كان يقيم ولائم عامرة للجماهير، إلا ان بعض الجماهير من قليلي المروءة كانوا يتعشون في الليل في نادي النصر ويشجعون ضده في اليوم التالي، واتذكر وهذا يحسب للنصر أيضاً، ان السليق كان يرشح بالزيت، كان الهدف من تكثير الزيت هو تسليك الحلوق للتشجيع في اليوم التالي.
قبل مدة أعلن النصر بداية برنامجه الغذائي المعتمد على العسل، كان من المفروض أن أعبر عن اعجابي في حينه ولكني أجلت الكتابة عن هذا الموضوع الحيوي لحين أتعرف على نوع الغذاء الذي يعتمده الهلاليون لمنافسة شقيقهم النصر.
ولا شك ان التغذية التي اعتمدها النصر بدأت تؤتي أُكلها، فالنصر في السنوات القليلة الماضية كان من أضعف الفرق السعودية ومع ذلك حافظ على مكانه رغم أنه يعتمد على عواجيز الشباب المسندين يشتريهم بأرخص الأثمان ويعيد تكهينهم ومن يحتاج إلى سمكرة يعيد سمكرته ثم يزكهم بالعسل قبل كل مباراة فتراهم في الملعب يتراكضون كأنهم جنود تيمورلنك، بينما الهلال يضم في صفوفه أفضل لاعبي المنتخب، ولكن إذا شاهدت اللاعب منهم في داخل الملعب تحس أنه نائم، إذا تعدته الكورة لا يجري وراءها بل يجلس يهوجس وهو فاق ثمه. كنت أظن ان هذه الأيام هي فرصة الهلال للانتقام من غريمه اللدود ويذيقه أشد أنواع الهزائم، حيرتني هذه الحالة كثيراً حتى سمعت من بعض الثقات انهم شاهدوا عدداً من لاعبي الهلال وبعضاً من جهازه الإداري يمسحون بوادي الفول في أحد المطاعم الشهيرة، فبان لي الفرق بين الهلال والنصر.. على كل حال لسنا في حاجة ان يعلن الهلال عن برنامجه المتعلق بالتغذية كما فعل شقيقه النصر ولا نحتاج ان نتابع لاعبي الهلال لنعرف في أي المطاعم يأكلون، فلكي تعرف أثر الفول على الهلاليين انظر إلى وجه فهد بن مصيبيح المتجهم.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved