أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 1st January,2002 العدد:10687الطبعةالاولـي الثلاثاء 17 ,شوال 1422

فنون مسرحية

ابتعدت قليلا عن فرضية اللعبة المسرحية
عروض «البترول» بحاجة إلى التخلص من فوضى المفردات
* الظهران أثير السادة:
أمسٍيات مسرحية أمضاها مؤخرا طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وضيوفهم مع تجربتين حديثتين لنادي المسرح هما: (الحلم) و(فندق الاشباح) وذلك على مدى يومين متتابعين كشفت عن نزوع للتمسرح عند هؤلاء الطلاب ليس بوسع المناهج الدراسية على ما يبدو النيل منه.
بين العرضين ليس ثمة مسافة او تباعد.. يجمعهما الشبه ليس في الموضوع او الشكل لكن في تموضعمها في مدارات اللعب المسرحي.. في شطحات التجربة وهناتها.
فما توافر من فنتازيا متوهمة في عرض (فندق الاشباح) وما تزاوج معه من مقطوعات وتلوينات موسيقية اقترحها المخرج المؤلف ابراهيم بادي لم يكن كافيا للافتراق في سقطاتها عن (الحلم) لنص جلواح الجلواح واخراج راشد الورثان.. كلاهما انطلق من نص رجراج فشل في معالجة موضوعته دراميا، وفي تنبيض نقاط التأجج فيه، قراءة فجة واقل اكتراثاً باكتشاف الحقيقة الاجتماعية والانسانية، همٌّ اجتماعي حمل العرضين لتبني قضايا تلامس روح المجتمع، هناك البطالة في الحلم كما هنالك الارواح الساهمة في (فندق الاشباح) غير انها تبقى تدور في حيزها دون ان تقرب من فرضيات اللعبة المسرحية.
ثمة خلل في النباهة المسرحية، فلا عُقَد ولا صراع ولا افعال او فواعل درامية تمنح النص بنية درامية متماسكة مجرد لحظة زمنية تولد منها الفكرة لتموت، وبها موت الممثل الذي افتقد في العرضين للتكوين ولطاقته الداخلية.. كان ناقلا بامتياز لكنه لم يكن مؤديا وفاعلا.. اشباح ممثلين ليس الا وان بدا هناك دور (السكران) استثناءً في عرض (فندق الاشباح) برع فيه احمد بن محفوظ في تمثيل النمط واضفاء ملمح تهكمي على روحه التي تواصلت مع الجمهور حتى بأدائها الصامت في احيان كثيرة.
لاشيء يعين الممثلين من رفعهم قيمة الاداء ومتانته، حتى جلواح الذي تم المراهنة عليه بطلا في كلا العرضين لم يتمكن الخلاص من طيف شخصيته في (الارشيف) وان غدت حركته اكثر احساسا بالمكان ومفرداته. سقطة ادائية سببها التأرجج بين عرضين وبين افضية انسانية متباينة.
هناك حاجة الى التخلص من غلواء فوضى المفردات المسرحية، وتأثيث فضاء العرض وفق استراتيجية اخراجية لا تجور على فضاءات الجسد في تشكيل هذا الفضاء، فانصراف راشد الورثان مخرج الحلم الى ملء فضائه بكثير من الادوات المبعثرة في احالة على المكان الفعلي للحدث المسرحي وهو البدروم، كان اجراء لا مسرحيا ساهم في تقييد الحراك الدال على الخشبة، وهو الفضاء المتصف بالسكون وعدم الفاعلية في مجمل العرض. ومثله في فندق الاشباح الذي جعل من القاعة فضاءه المسرحي دون الافادة من ذلك في تحقيق مشاركة فعلية للجمهور، وربما اجتهد بادي في تقسيم مستويات الفضاء الى داخل الفندق وخارجه بقماشة حمراء كان يمكن الاستغناء عنها بتوظيف ذكي للاضاءة. وقد كانت الموسيقى تتدفق بشكل كثيف خلال العرض من غير ان تتجسد في ادائيات تعبيرية تفيد من ايقاعها في تكوين المناخ العام للعرض، بل ان الرغبة في ايجاد بنية موسيقية للتكوينات الحركية لم تكن حاضرة في التصور الاخراجي الذي وجد في الموسيقى عنصرا امتاعيا منقذا لرتابة الاداء وتذبذب الايقاع لا اكثر.
هيمنة الكلمة اختزلت العرضين في مساحات التواصل اللفظي، فيما وقفت باقي الاشياء عاجزة عن التمرد والتوصيل والتصوير والايحاء.
(فندق الاشباح) و(الحلم) عرضان يمضيان نحو متاهة التقليدي والاستهلاكي والتلفيقي من العروض بعيدا عن ما نتأمله من حس مغامر جماليا وبحثيا في التجربة الجامعية، قد يلوح انهما سويا قد تقاسما الوقوع في اختبار الصياغة النصية والمشهدية، على انه لا يمنع من الاحتفاء بتلك الرغبة الصريحة بجعل المسرح صدى لهموم الانسان المحلي والمعاش اليومي من المشاهدات، والتفاؤل بهذه الطاقات الشابة التي اندفعت لاول مرة الى المسرح لتختبر وجودها الانساني فيه.
شارك في تأدية ادوار (الحلم) كل من: عبداللطيف خنكار، وهاج كتبي، علي العمران، فهد القاسم، جلواح الجلواح، عبدالحليم الأحمد، هشام بخيت، اسعد نعمان، وليد بشاوري، طالب تركستاني، محمد الجعيدان، مهدي الحسيني، طلال كنسارة واحمد بن محفوظ أدوار (فندق الاشباح).

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved