أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd January,2002 العدد:10688الطبعةالاولـي الاربعاء 18 ,شوال 1422

مقـالات

وسميات
لا تشرب « التتن »
راشد الحمدان
كنا نتحدث عن التدخين، ومضاره، وكيف كان يراه أهل الحل والعقد قبل خمسين عاماً.. وكيف استشرى أمره.. وعم ضرره.. وكيف تهافت عليه الناس في هذه البلاد خاصة، والبلدان الأخرى عامة، من رجال وشباب وأطفال، ونساء، ولماذا الناس يسقطون فيه وهم يعلمون انه جالب للهلكة.. ومؤد للموت.. وجالب لغضب الرب. وكيف تساهل الناس فيه.. وأغضت الحكومات عنه، علما أنها أي الحكومات.. تجبر الآن الشركات على كتابة تحذير بضرره على أغلفته. كان من بين المتحدثين أحد القضاة الشباب، والذي استفدنا من حديثه من حيث وجوب سن قواعد لمحاربته بناءً على اجتهادات شرعية..
وقبل الولوج الى هذا.. أحب ان أبين انه كان لنا جار في أحد البلدان الأوروبية عندما كنت أدرس هناك، فمر من أمام باب العمارة التي نسكن بها.. وهناك دلق أحد الساكنين في أحد الأدوار سطل ماء على رأسه.. فبللت بدلته.. فاشتكى، فعوقب المتسبب.. وأقول هذه الحادثة لكي تقارنوا بين هذا الفعل، وبين.. لو أن أحدهم نفخ الدخان في وجه أحد المارة.. ثم طالب هذا بحقه في إساءة المدخن اليه.
أليس من حقه الحصول على ما يريد.. وقد اقترح صديقنا القاضي ان توضع عقوبة تعزيرية لا تقل عن أربعين جلدة.. قلت لو صدقوا ووضعوا مثل هذه العقوبة لحرص الكثيرون على احترام الآخرين. ولربما كرهوا الدخان.
وقد منعت الخطوط السعودية على رحلاتها «شرب التتن» بخطوات مرحلية ثم في الأخير تحريمه نهائياً. وكان الناس لا يلتزمون بالجوال في الرحلات الجوية، حتى كانت تلك القصة التي عاقبت الدولة فيها أحد المعاندين فعرف الناس قيمة القانون المفروض من الدولة.. فلماذا لا يوضع قانون تعزيري لشاربي الدخان في المحلات وأثناء تجوال الناس في الحدائق والأسواق والمتنزهات.. نحن دائما شعب لا يردعنا إلا عقوبة من الدولة.
اللطيف في الأمر، ان صديقنا القاضي أثناء النقاش كان متحمساً غيرة على هذه البلاد وأهلها. فقال: يا أخي الدخان هو الطعام أو الشراب الذي لا يذكر اسم الله عليه عند بدء تناوله ولا يحمد الله عليه بعد الانتهاء منه، وهذه من لطائف القضاة في الغوص لإبداء الحيثيات والأسباب عند فرض العقوبات وتنفيذها.
يكفي.. انه يتناول من دون ذكر الله، وينتهى منه من غير حمد الله وما ذاك إلا لقذارته.. وعندما قال الاعرابي يخاطب معشوقته:


لا تشرب التتن يالمملوح
يخرب ثناياك يالغالي

كان أجمل ما يرى في معشوقه الثنايا. وما علم انه يهدم كل وسيلة حياة في المعشوقين والعشاق فمتى يكون للتدخين عقوبة؟

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved