أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 3rd January,2002 العدد:10689الطبعةالاولـي الخميس 19 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

نسمعها سنوياً مرة واحدة..وقد لا نسمعها البتة!!
هذه العبارة..ماذا أصبحت تعني؟
كل عام وانتم بخير..نعم كل عام وانتم بخير نقولها دائماً نكررها مرة او مرتين في كل عام..نتشدق بها ونقولها للجميع دون استثناء..للطفل وللشيخ وللرجل والمرأة ولمن نعرف ولمن لا نعرف متى..نقولها ولكن هل هي فعلاً نابعة من القلب وتصل الى القلب؟ هل نحس بها؟ وهل نشعر بها؟ هل نعيها تماماً ونعنيها بكل صدق؟ ام انها اصبحت من العادات السنوية فقط كغيرها من العادات التي هي مفروضة علينا شئنا او لم نشأ..او كواجب ثقيل يجب ان يؤدى هل اصبحنا نقولها هكذا «اوتوماتيكياً» دون ان نشعر حتى باننا قلناها؟ نعم بكل اسف هذه الحقيقة فنحن في العيد نقول كل عام وانتم بخير ولكن للاسف نقولها فارغة بدون اي محتوى نقولها جوفاء، صفراء باهتة.. نقولها.. وكأننا يجب أن نؤدي عملاً هو مفروض علينا أحياناً نقولها دون أن نغلفها حتى بابتسامة صغيرة وأحياناً نمط بها شفا هنا وكأننا لا نريدها ان تخرج..واحياناً نقولها وكأننا نضع ختماً رسمياً بها على ورقة رسمية هي مطلوبة منا فقط..نعم هذه جملة كل عام وانتم بخير في هذا الزمن بدليل ان احدهم قد لايراك او تسمع صوته لسنة ماضية وربما لسنين ولكن عندما يأتي العيد فإنه وبكل جرأة يرفع سماعة الهاتف ولا تشعر الا به وهو يقول لك كل عام وانت بخير وطيب وكأنه وضع شريطاً اوتوماتيكياً مسجلاً لا يقولها لك وصدقوني لو استطاع لفعل ولكن قد تمنعه اشياء كثيرة نعم هذه جملة كل عام وانتم بخير لم يعد لها طعم او رائحة او حتى لون مميز عند الكثير من الناس..نعم عندما يقولها لك ذلك الشخص قد لا تسمعه الا في العام القادم وفي نفس المناسبة يقول لك نفس الكلام دون حرارة في السلام او شوق في اللقاء وربما ايضاً لا تسمع صوته او تراه الا بعد ازمنة عديدة..لا ادري لماذا ينساك الانسان من هؤلاء تماماً ولا يذكرك الا بمذكر وليقول لك كل عام وانت بخير حسناً وبعد ذلك؟ طبعاً لا شيء يعود ينساك الى اجل غير معلوم هل هو الشغل؟! ام هي المسئولية ام ياترى اللهث وراء رغبات الحياة..كل هذه الاشياء ليست عذراً مقنعاً بدليل ان ذلك الشخص الذي يدعي بهذه الاشياء وجد خمس دقائق وربما اقل ليقول لك يوم العيد كل عام وانت بخير وهل من المعقول انه لم يجد هذه الدقائق القليلة في غير ايام العيد؟؟!!
اقولها وبكل صدق اذا لم ارك الا مرة واحدة في العام او اسمع منك الا جملة كل عام وانت بخير في يوم العيد فقط..اذا نسيتني طوال السنوات الماضية وجئت اخيراً لتقول لي فقط تلك الجملة المعتادة فانا فعلاً في غنى عنها اتدرى لماذا اخي الانسان؟ لانها بالتأكيد ستكون باردة جداً وجامدة وجوفاء وخاليه من اي معنى سام وجميل ولانني اعرف تماماً بأنك لم تقلها الا لكي تؤدي واجباً هو مفروض عليك ربما حتى وان لم تحبذه يا للعجب كيف كل عام وانت بخير بعد كل هذه المدة وبعد كل هذا الجفاء والبعد ما ادراك بانني بخير؟ وانت بعيد عني كل هذه الفترة من السنوات ام ياترى انك قد تعودت على ذلك اخي الانسان؟ عموماً بالتأكيد سأقبلها وسيقبلها غيري شئنا ام ابينا ولكن تأكد باننا سنقبلها على مضض وربما على استحياء لانها لم تأت من تواصل وصدق ومحبة وسيصبح الامر لدينا سيان قلتها او لم تقلها، نسيتها او لم تنسها لانها كما اسلفت جاءت في غير حينها وبالتالي اصبحت ليس لها قيمة فالشيء المقطوع دائماً ما يكون شيئاً ناقصاً اليس كذلك؟ يا ترى بعد كل هذا متى ستعود كل عام وانتم بخير تحمل نفس المعاني الجميلة والمشاعر الصادقة وتحمل كل معاني المحبة المخلصة والود الجميل متى ستعبر هذه الجملة عن الحقيقة الفعلية التي تحملها نفس من يقولها متى ستعود هذه الكلمة الجميلة الى سابق عصرها محملة بالحب والخير والمودة والعدل والجمال؟؟
عبدالرحمن بن عقيل حمود المسادي
اخصائي اجتماعي الرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved