أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 3rd January,2002 العدد:10689الطبعةالاولـي الخميس 19 ,شوال 1422

الريـاضيـة

من الأعماق
النوايا!!
أحمد المطرودي
من الممكن للمشرف على قدم الرائد عبدالمحسن السعيدان ان ينجح ويكون شخصية إدارية متميزة لو وجد في بيئة مختلفة غير تلك البيئة التي خرج بها إلى الساحة الرياضية.
فالنجاح في أي ناد باعتقادي يحتاج إلى مجهودات أقل بكثير من تلك المجهودات التي يحتاجها أي شخص للعمل داخل نادي الرائد.. ذلك ان المجتمع الرائدي يعاني من ظاهرة الاختلافات والتباين .
وكل شخص مهما كان حجم عقليته أو تفكيره أو دراسته أو حتى تجربته وخبرته وعمره الزمني والرياضي يزاحم ليأخذ له موقعاً بين الصفوف فاختلطت الأوراق ولا أحد يعرف الكبير من الصغير..
بل إن الآراء والأفكار التي تطرحها بعض الشخصيات محدودة النظرة تجد الأذن الصاغية والتطبيق الفوري والفعلي مما يوقع النادي في كثير من المطبات بسبب الاعتماد على آراء هذه النوعية التي لايمكن ان تفكر بالمستقبل.. وتظل طريقة التفكير لديها «سطحية ومنفعلة».
ولايفكر للأسف هؤلاء في كيفية معالجة الأمور.. لأنهم يفتقدون للنضج والوعي وبالتالي ففاقد الشيء لايعطيه!!
انفعالات هؤلاء متطرفة جداً.. فان أحب أحدهم شخصا سواء كان لاعباً أو إدارياً.. أو أي شخص داخل المجتمع الرائدي تجده يحبه بكل إسراف واندفاع فلاينظر إلى أخطائه.. ويجعل من مميزاته شيئاً خرافياً لايمكن لمخلوق ان يصل إلى هذه المميزات وإن كان لاعباً مثلا فهو اللاعب الفلتة والخرافي والذي لايوجد في أندية العالم مثله..
وعلى النقيض حينما لايحب هؤلاء.. فالإداري الذي لايحبونه يصفونه بأسوأ الاوصاف ولايمكن ان يستخرجوا له ايجابية واحدة.. بل لا يمكن الاعتراف بأي عمل يقوم به.. ويحجمون كل خصاله..
أما اللاعب الذي لايحبونه فهو أسوأ ما في الملاعب.. بل ان بعضهم يتمنى لو دفع مبلغاً من المال كي يتخلص النادي من اللاعب الذي لايحبه ولم يقنع به!!
وقد ظهرت أيضاً وتبعاً لهذه السلبيات في التفكير والعقلية.. ظاهرة «الانتماء».. فكل مجموعة تحاول ان تسند المجموعة التي تنتمي لديها بآرائها وتفكيرها وعقليتها..
وتصب جام غضبها وتشن حملتها تجاه الأشخاص الذين لاتحبهم... من أي من الأنواع المختلفة «إداريون لاعبون أعضاء شرف مدرب... الخ».
ولم يكتف هؤلاء بالجهاد لنصرة آرائهم وأفكارهم.. بل محاربة أي شخص يمكن من مخالفة هذه الآراء ومناصبة العداء تجاهه.. وكأنه لابد ان يساير آراءهم وإلا لتعرض لهجومهم الشرس!!
هذا الأسلوب أوجد انقسامات حادة في الصفوف الرائدية... كل مجموعة ضد المجموعات الأخرى التي لاتملك نفس الفكرة والرؤية.
كما ظهر على السطح وبشكل لافت للأنظار محاولات «إثبات الوجود» وهذه المحاولات قاصرة في كل أندية العالم على اللاعبين في صفوف الفريق وعلى الإداريين والمسؤولين الذين يريدون زرع الثقة بامكاناتهم لدى الآخرين.
لكنه في نادي الرائد «مختلف».. الكل في سباق مع الذات.. وإثبات الوجود فبعض الجماهير في المدرجات لم تعد تفكر بمصلحة ناديها كما يحدث في كل الأندية.. وتدعم وتساند كل شخص تجد فيه الاخلاص والحاسم لخدمة النادي.
لا على النقيض... «الغيرة والحسد» وصلت إلى مقاعد المدرجات يحسدون أي شخص يمكن ان يبرز ويظهر حتى لو كان ذلك الشخص يدعم ناديها ووجوده بين أسواره كسباً كبيراً.. لايهم ذلك بقدر ما تسعى تلك العقليات المريضة لوضع «الشوك» في طريقه حتى يفشل ثم ترتاح أنفسهم وعقولهم المريضة بحب الذات والحقد على الناجحين.
لقد أصبح نادي الرائد مرتعاً خصباً لأي شخص يريد ان ينفس عن مكبوتاته وضغوطاته.. وإحباطه وفشله .. سواء كانت.. عملية أم اجتماعية.
ومن هذا المنطلق نجد هؤلاء يقضون جزءا كبيرا من أوقاتهم داخل النادي.. تعجبهم الأجواء المشحونة والمصادمات والمشاكل.
ويستمتعون حينما يساهمون في التغرير بلاعب أو شخص آخر وإبقائه في مشكلة أو مصيبة ثم يتخلون عنه بكل ضعف.. لأن هؤلاء يتميزون كثيراً بعدم الظهور إلا في الظلام!!
ولهذا تجدهم عندما ينتقدون تظهر علامات الحقد والكراهية في عيونهم.. وتحمر وجوههم لأنهم في حالة «تفريغ نفسي!!»
وكثير من هؤلاء حينما يواجهون أي مشكلة بسيطة أو ضغط تجدهم يهربون من مواجهتها أو حلها والاعتماد على الاسقاط يتمنى هزيمة الفريق في نفوسهم ولايظهرونها.. لكنها تتضح من معالمهم وتصرفاتهم ويعتقدون ان حالته لم تنكشف بعد!!
لقد وقع المشرف على الفريق عبدالمحسن السعيدان ضحية الصراعات وتلاطم الأمواج والغيرة على الناجحين.. ولو كان ذلك الرجل في غير نادي الرائد لحقق نجاحاً كبيراً وبأبسط الطرق!!
وذلك ان الرجل واجه مراحل متعددة من المصاعب الكبيرة والحواجز الصعبة التي لم يستطع ان يتجاوزها .. ووقع في أخطاء قاتلة كانت سبباً لان يخسر الجولة.
فالسعيدان لم يستطع ان يسخر الكثير من العناصر القوية التي كانت تدعمه بشكل قوي.. وخسر كثيرا من الأعمدة الرئيسية التي تسانده.. وتصح له الأخطاء وتنير له الطريق المستقيم.. لأنه للأسف لم يفرق بين «الثرى والثريا».
كما ان أسلوبه في التعامل مع اللاعبين كان سبباً كبيراً في خسارة بعضهم وعدم قدرته على كسب ولائهم بشكل كبير ولعل من أهم الأسباب في ذلك مواجهته لبعض المواقف مع أبرز اللاعبين بالانفعال الشديد واتخاذ المواقف!!
وعاب على السعيدان غيابه الطويل عن الفريق وعدم الرد على اتصالات كبار المسؤولين في النادي سواء في الإدارة أو أعضاء الشرف وهذا ما أوجد الفجوة والثغرة الكبيرة.
ولكي يفهم البعض هذا الموضوع بشكل جيد.. فإنني أرى ان الطريقة التشهيرية التي تم التعامل بها مع السعيدان لم تكن صحيحة ولم يكن هدفها مصلحة النادي.
ولعل بعض المراسلين للاسف لم يحترم أعمال السعيدان في النادي وما قدمه خلال الفترة البسيطة التي قضاها!!
وهذا لايعني انني حينما أدافع عن السعيدان وأذكر محاسنه في الفريق لا يمكن ان أنتقده بل ان السعيدان أعطى الفرصة بأخطائه لمن يحاولون النيل منه «الفرصة»..
وأنا كلي قناعة ان الأجواء غير الصحيحة التي يعيشها النادي كانت سبباً في ظهور هذه الأخطاء من السعيدان عليه ان يدرك ان ما مر به الآن سبق للكثير ان عبروا من نفس الطريق وذلك لأن طرق حل المشاكل في الرائد دائماً تعتمد على «البتر» و «الاستئصال» لا على المعالجة والمحاورة والمناقشة لمحاولة الوصول إلى تقريب الوجهات!!
وتقبل علي السندي وعبدالعزيز البليهد الاشراف على الفريق فيه تحد كبير ولهذا لابد ان يكونا بمستوى التحدي.. فالجماهير لن ترحم في أي حالة إخفاق منهما.. وطالما ذهب السعيدان وهم حضروا في مكانه فلابد أن يكون (الخلف) خيرا من «السلف» وإلا ما فائدة التغيير..

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved