أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 5th January,2002 العدد:10691الطبعةالاولـي السبت 21 ,شوال 1422

محليــات

نظمته الجامعة الإسلامية برعاية الأمير عبدالعزيز بن فهد
ملتقى نيجيريا.. إشادات أفريقية للمملكة في مجالات التعليم والدعوة والإغاثة
المشاركون لـ«الجزيرة»: أعمال المليك تلاقي استحسان المسلمين وحملات الغرب لا أساس لها
* متابعة عبدالرحمن المصيبيح:
حقق ملتقى خريجي الجامعات السعودية من أفريقيا الذي تبرع بإقامته خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في ولاية كانو بنيجيريا ونظمته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة نجاحاً كبيراً وصدى مميزاً حظي على تقدير وإشادة كل من شارك في هذا الملتقى الذي يقام لأول مرة في دولة افريقية.
وقد عبر مدير الجامعة الإسلامية والمشرف العام على الملتقى الدكتور صالح بن عبدالله العبود في حديث ل«الجزيرة» عن هذا النجاح الذي تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل كافة العاملين في الملتقى، وكما هو معروف فإن اقامة هذا الملتقى يأتي ضمن فعاليات احتفاء الجامعة بمناسبة مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مقاليد الحكم.
توصيات الملتقى
طوال الفترة التي انعقد فيها هذا الملتقى من 9 إلى 11/10 تم 6 جلسات واشتمل على ثلاثة محاور هي التعليم في افريقيا والدعوة في افريقيا وجهود المملكة في افريقيا.
حقيقة كانت التوصيات ايجابية ومُثمرة وباتفاق كافة المشاركين، ومن الجدير ان نتناولها، لأنها في غاية الأهمية، كان من أهمها الاشادة بالمستوى الرفيع الذي وصل إليه التعليم في المملكة العربية السعودية، والجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني في سبيل الاستمرار في الارتقاء بمستوى التعليم في المملكة، ويوصون بدراسة هذه النهضة العلمية من جميع جوانبها لتحتذي بها شعوب وحكومات الدول الإسلامية، حيث اشاد جميع المشاركين بالمستوى المتميز للخريجين من الجامعات السعودية وهذا حقيقة فخر لنا جميعاً.
كذلك ثمّن المشاركون في الملتقى المنهج المعتدل الذي تنتهجه المملكة في مجال التعليم الإسلامي وحرصها على تخريج جيل تربى على تعاليم الدين الصحيح الذي ينبع من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفق فهم السلف الصالح ويدعو إلى الاعتدال، والرحمة، والوسطية والتعاطف، والبعد عن الغلو في الدين ويوصون بأن تحذو جميع المدارس والمؤسسات التعليمية في افريقيا وغيرها حذوه.. وكان من التوصيات المهمة ثناء الملتقى على جهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وفقهم الله في نشر الدعوة الإسلامية في افريقيا، وعلى دور المملكة المتميز في تنشئة خريجي الجامعات فيها من افريقيا ورعايتهم، وعلى وسطية هؤلاء الخريجين واعتدالهم وقبولهم لدى عموم الناس، ومن ثم على دورهم الكبير والنافع في تصحيح العقيدة، وتعليم العربية في مجتمعاتهم، وتوصية المشاركين في الملتقى بدراسة هذه الجهود ورصدها وتوثيقها لتكون أنموذجا يُحتذى، كذلك الإشادة بالصفات الحسنة التي يتحلى بها خريجو الجامعات السعودية من افريقيا كالتمسك بالثوابت والانفتاح على العالم، والحكمة في الدعوة والتروي في المعالجة والبعد عن المهاترات الإعلامية، ويُسجل هنا حقيقة ما تركه هؤلاء الخريجون من آثار طيبة على مجتمعاتهم: قولاً وعملاً.. والتوصية بدعم قبول الطلاب الافارقة للدراسة في الجامعات السعودية، بزيادة عدد المنح الدراسية لهم، في مختلف المراحل التعليمية وفي التخصصات كافة.. وكذلك الجامعات السعودية لدى الجهات الرسمية في بعض الدول الافريقية للنظر في أمر الاعتراف بالشهادات الدراسية المختلفة، التي تمنحها الجامعات السعودية لخريجيها من افريقيا، ويناشدون حكومات تلك الدول العناية بمدارس المسلمين ومعاهدهم ومؤسساتهم التعليمية بدعمها، وتشجيعها واتاحة الفرصة لخريجيها لمواصلة تعليمهم الجامعي ومن ثم توظيفهم في مؤسسات الدولة الرسمية بعد تخرجهم.
والتوصية بتكرار لقاءات الخريجين في الجامعات السعودية من افريقيا بالمسؤولين في جامعاتهم لما يُوفره ذلك من مناسبة لتبادل الخبرات وتلاقح الأفكار، وتحسين الأوضاع العلمية لمسلمي افريقيا من خلال تنظيم زيارات لجامعاتهم التي تخرجوا فيها.. ودعوة المسؤولين في الجامعات السعودية إلى متابعة خريجي الجامعات السعودية من افريقيا بعد تخرجهم وتفقد أحوالهم وأنشطتهم ومدّهم بالخبرات والكتب واصدارات الجامعات.. وكذلك التوصية بإنشاء كليات جامعية ومعاهد عليا إسلامية في بعض الدول الافريقية التي تحسنت أوضاع المسلمين التعليمية فيها.. والتوسع في المنح الدراسية للدراسات العليا في جامعات المملكة لتهيئة كفاءات علمية قادرة على الاضطلاع بمهمة التعليم الجامعي في افريقيا، والتوسع في إنشاء مراكز ومعاهد تعليم اللغة العربية في افريقيا وتزويدها بالمتخصصين بتعليمها لغير الناطقين بها، وتعهد القائم منها بالدعم والتطوير بين وقت وآخر لحاجة افريقيا الشديدة إلى ذلك.
كما لاحظ المشاركون في الملتقى ان من معوقات مسيرة التعليم الإسلامي في بعض البلدان الافريقية ضعف التنظيم وأدوات التعليم فيها، ولهذا يوصي المشاركون بتحديث التعليم وتطويره بتقويم المناهج وتأهيل المعلمين، وإعدادهم إعداداً تربوياً سليماً.
وكذلك ضرورة استحداث مصادر التمويل والاستثمار لضمان استمرار المدارس الإسلامية الأهلية في افريقيا، في النهوض بمسؤولياتها وتحقيق أهدافها الجليلة التي أُنشئت من أجلها، ودعوة القائمين على المؤسسات العلمية والمدارس العربية والإسلامية في افريقيا إلى العناية بالمواد العلمية والعصرية لتؤهل خريجيها للالتحاق بجميع التخصصات العلمية التي تخدم تنمية بلدانهم واحداث توازن بين مناهج المواد الإسلامية والمواد العلمية ليكون الخريجون مؤهلين للانخراط بإيجابية في خدمة وتنمية بلدانهم.. وكذلك توصية المشاركين بالجامعات السعودية بضرورة تأهيل خريجيها وبخاصة من قارة افريقيا تأهيلاً تربوياً تخصصياً يمكنهم من القيام بمهمة التعليم في بلدانهم بكفاءة واقتدار.
وكذلك التوصية بمزيد الاعتناء بالمدارس الإسلامية الحكومية والأهلية في افريقيا والمؤسسات التي تقوم على خدمتها وزيادة دعمها مادياً ومعنوياً وإدارياً لاستمرار أداء دورها المأمول منها بكفاءة وقوة.
وأبدى المشاركون بالدورات وأهميتها والأثر الكبير والفعال الذي أحدثته الدورات التدريبية التي تُقيمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لمعلمي اللغة العربية والثقافة الإسلامية حيث يُفيد منها شريحة كبيرة من معلمي اللغة العربية والثقافة الإسلامية وغيرهم من شرائح المجتمع المختلفة.
وكذلك الاستمرار في اقامة هذه الدورات والتوسع فيها مع تخصيص بعضها لأئمة المساجد والدعاة وإعداد منهج خاص بذلك، والتوصية بتأسيس رابطة لخريجي الجامعات السعودية من افريقيا لتكون قناة تعاون وتواصل فيما بينهم، وعونا لهم بعد الله على مواصلة مسيرتهم الخيِّرة في خدمة التعليم والدعوة في بلدانهم، ويرغبون من جامعاتهم السعي في دعم هذه التوصية، وبالتوسع في إنشاء المراكز الإسلامية في قارة افريقيا بعامة وفي ولاية كانو في نيجيريا بخاصة لكثافتها السكانية والنسبة العالية في أعداد المسلمين بها، لما لهذه المراكز من دور فاعل في الدعوة إلى الله وتوعية أبناء المسلمين بدينهم، وتحصينهم من الغلو والتطرف والأفكار الهدامة.
وأثنى المشاركون على الجهود المشكورة التي قامت بها لجنة الدعوة في افريقيا برئاسة صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود من خلال الملتقيات العشرة التي عقدتها اللجنة للدعاة وما أنجزته من منهج موحد لمادة العقيدة في المرحلتين الثانوية والمتوسطة، ويوصون بأن تستمر هذه اللجنة بعمل منهج موحد لبقية مواد العلوم الإسلامية واللغة العربية لجميع المراحل التعليمية.. وبضرورة اجراء الدراسات الميدانية للتعرف على واقع الدعوة الإسلامية في افريقيا والمشكلات والعقبات والتحديات التي تواجهها واقتراح الحلول المناسبة لها.. والتوصية بالافادة من الوسائل الحديثة لنشر الإسلام وتعليم العربية عن طريق الإعلام المقروء والمسموع و«الإنترنت» وغير ذلك، مع ضرورة تدريب وتأهيل الدعاة لاكسابهم المهارة اللازمة لذلك.
كما اطلع المشاركون من خلال بحوث الملتقى على بعض الجهود الكبيرة التي تبذلها وما تزال تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في المجالات الاغاثية في افريقيا وما كان لها من نتائج طيبة بدت آثارها واضحة للعيان.
وإن المشاركين وهم يُقدرون هذه الجهود المباركة ليوصون باستمرار هذا الدعم الاغاثي للمناطق المستحقة للدعم في افريقيا، كما قدر المشاركون جهود المملكة العربية السعودية في مجال الدعوة إلى الله في العالم بصفة عامة وفي افريقيا بصفة خاصة من خلال جهود خريجي الجامعات السعودية في هذا المجال ويُوصون بأن يستمر الخريجون في مواصلة هذه الجهود الخيِّرة.
كما يقدرون جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في مجال نُصرة المسلمين، ودعم الأقليات الإسلامية في افريقيا ومساعدتهم، ويُوصون باستمرار هذه الجهود الخيِّرة.
كما أثنى المشاركون على الآثار الجيدة للملتقى والتفاعل الجيد بين أعضائه والنتائج المثمرة المحققة لأهدافه الجليلة التي عُقد من أجلها.
ويُوصون بتكرار عقد ملتقى خريجي الجامعات السعودية في افريقيا مرة كل ثلاث سنوات، والتوصية بطباعة البحوث المقدمة للملتقى بعد مراجعتها لتعميم النفع بها وتوزيعها على المشاركين في الملتقى.
كما أوصى الملتقى جميع الاخوة المشاركين فيه، وخريجي الجامعات السعودية في افريقيا بالعمل على تنفيذ هذه التوصيات وتفعيلها، كلٌّ فيما يخصه.
وكذلك التوصية للمشاركين في الملتقى برفع برقيات شكر وامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وللنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله ورعاهم لما يقدمونه من جلائل الأعمال في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين في سائر أرجاء العالم بعامة، وفي افريقيا بصفة خاصة ولما قدموه لهذا الملتقى من دعم ورعاية.
وبهذه المناسبة لاحظ المجتمعون الهجمة الشرسة التي يشنها الإعلام الغربي بعامة والأمريكي بصفة خاصة على المملكة العربية السعودية هذه الأيام وهم يرون ان الهدف منها النيّل من الإسلام، لأن المملكة هي روح العالم الإسلامي وقلبه النابض، فهي الدولة الوحيدة التي تُحكِّم شريعة الله في شؤونها وتضم على ثراها الطاهر الحرمين الشريفين، وان النيّل منها نيل من الإسلام. ويؤكدون على ان ما حوته هذه الهجمة الشرسة إنما هو من الادعاءات الباطلة والأكاذيب الفاضحة، وقلب الحقائق، ولذلك يرون تضمين البرقيات استهجان المشاركين في الملتقى واستنكارهم هذه الهجمة الإعلامية المغرضة.
وكذلك توصية المشاركين برفع برقية شكر وامتنان لحكومة دولة نيجيريا ممثلة في سعادة حاكم ولاية كانو وللشعب النيجيري الكريم، لاستضافة هذا الملتقى وانجاحه وما لقيه المشاركون من حسن استقبال، وكريم ضيافة طيلة أيام الملتقى.
انطباعات المشاركين
كان فندق الطاهر في ولاية كانو النيجيرية عقب نهاية الجلسة الختامية خلية نحل الجميع يتبادلون التهاني على نجاح أول ملتقى يقام في قارة افريقيا ويحقق هذه النتائج والتوصيات وحاولت «الجزيرة» التعرف على مشاعر العديد من المشاركين في هذا الملتقى.. حيث قال الدكتور سعد بن محمد السعد المستشار بمكتب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات عضو اللجنة العليا المنظمة للملتقى: إن قضية الدعوة إلى الله في افريقيا في مقدمة القضايا الإسلامية التي يوليها ولاة الأمر والمسؤولون عن الدعوة في المملكة أهمية كبيرة.
ومن هذا المنطلق صدر التوجيه الكريم بقيام الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتنظيم هذا الملتقى الخيِّر للطلاب المتخرجين من الجامعة ومن غيرها من الجامعات السعودية الأخرى.. ولا شك ان من أهم أهداف هذا الملتقى هو توثيق الصلة بين المملكة العربية السعودية واخواننا المسلمين في دولة نيجيريا وشد أزرهم، إلى جانب الاطلاع على مدى ما يبذله هؤلاء الخريجون من جهود في سبيل نشر الدعوة والتعليم في قارة افريقيا واتاحة الفرصة لهؤلاء الخريجين للالتقاء ببعضهم والتنسيق فيما بينهم بصورة أكبر في عملهم. وقال: إن الجامعة الإسلامية أعظم هدية قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية لأبناء العالم الإسلامي وقد بلغ المتخرجون منها حتى الآن ثلاثين ألف طالب وهذه منة عظيمة وفضل كبير من الله تعالى علينا وعلى الناس في كل مكان.. وإن دور المملكة في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين دور ريادي وقيادي لا يحتاج إلى تدليل، وإنما هو ظاهر وملموس ويتمثل في الدعم المادي لاقامة بيوت الله ودور العلم والدعوة، والدعم المعنوي ومن أقرب أمثلته اقامة مثل هذا الملتقى.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved