أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 5th January,2002 العدد:10691الطبعةالاولـي السبت 21 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

بعضهن يفعلن ما ينهين عنه
معلمات الرئاسة بين الواقع والمأمول
ان ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو كثرة الحديث في المجالس الخاصة والعامة من عامة الناس وخاصتهم حيال الوضع الحالي لكثير من المعلمات اللواتي يقمن بالتدريس بالقطاع العام والخاص وظهور البون الشاسع بين الواقع والمأمول
ان الرئاسة العامة لتعليم البنات قد قامت مشكورة بوضع الضوابط اللازمة التي يجب أن يسار عليها في الشكل والمضمون. ولكن ما يحدث في بعض مدارس البنات عجب من العجاب حيث انتشر في تلك المدارس ما هو مسموح للمعلمة ومحرم على الطالبة حسب تعبير معلمات تلك المدارس حتى وصبل الأمر ببعض المعلمات وخصوصاً معلمات التربية الإسلامية ان يخالف قولهن فعلهن في كثير من الأحيان ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
1 تدرس المعلمة الطالبة مثلا تحريم النمص وأن من تفعل ذلك ملعونة كما جاء في الحديث (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة). وتشدد في ذلك وعند النظر في حالها تجدها واقعة في ذلك فهي نامصة حاجبيها.
2 تدرس المعلمة الطالبات مثلا ضرورة الالتزام بالحشمة التي أمر بها ديننا الحنيف وتحريم لبس ما يخل بها وما يثير الغرائز من لبس القصير والشفاف الذي يظهر ما تحته والمفتوح أو لبس العباءات التي أفتى علماؤنا بتحريمها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (... ونساء كاسيات عاريات..) الحديث. وإذا نظرت إلى واقع الأغلب منهن إلا من رحم الله تجدها تلبس المفتوح أو الشفاف الذي يصف حتى ملابسها الداخلية أو تجدها تلبس العباءة المزخرفة وغيرها مما هو واضح جلي يظهر ذلك ويتضح عند خروج المعلمات من المدارس التي يعملن بها.
3 تدرس المعلمة الطالبات مثلا عدم التطيب والتزين عند الحضور إلى المدرسة وإذا تحققت من الواقع وجدت بعض المعلمات قد خالف قولهن فعلهن فتجدهن يحضرن إلى المدرسة وقد وضعن المكياج على وجوههن والطيب على ثيابهن حتى إنك لتجد ظهور رائحة العطر من مكان بعيد ولا يخفى على من فعلت ذلك أنها قد دخلت تحت قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إيما امرأة تطيبت وخرجت ليجد الناس ريحها فهي زانية) الحديث. حتى وصل الأمر في بعض المعلمات أن تصبح عارضة أزياء أو مقلدة لمذيعة في برنامج أو قناة فضائية واصبح بعض الطالبات تأخذ الموضة وآخر صيحاتها كما يسمونها من بعض المعلمات.
4 بعض المدارس تمنع الطالبة من اصطحاب الجوال للمدرسة والفصل وهذا اجراء جيد ولكنها لا تمنع المعلمة من ذلك ولو تم ايجاد معادلة للضرر الناتج من وجود الهاتف الجوال مع المعلمة والطالبة لاتضح الفرق إذ ان ضرر وجوده مع المعلمة أكثر وبأضعاف مضاعفة من الضرر الناتج عن وجوده مع الطالبة إذ ان الطالبة لا يتعدى ضرره إن وجد إلى الأخريات بل تتضرر الطالبة وحدها بانشغالها بالمكالمة، ولكن المعلمة وعند الرد على المكالمة أو إجراء المكالمات مثلا ولمدة دقيقتين فقط فإن الضرر يلحق جميع الطالبات في الفصل دون استثناء وإذا كان في الفصل مثلا خمس وعشرون طالبة فإن المعلمة قد أخذت من وقت الطالبات جميعا خمسين دقيقة مع أنها لم تستخدم الهاتف الجوال إلا لمدة دقيقتين فقط فما هو الوقت يا ترى الذي تأخذه بعض المعلمات على الطالبات عندما تكون ممن يكثرن المكالمات عبر الجوال في اليوم الدراسي الكامل. إضافة إلى ما يسببه ذلك من تشتت ذهن المعلمة والطالبة على حد سواء عند الحديث وعند تلقي الرسائل الهاتفية.
انك لتعجب أنه عندما يكون هناك تفتيش مثلا على الطالبات من قبل بعض المعلمات في مدرسة ما خلال الاصطفاف الصباحي للتأكد من النظافة وتقليم الأظافر وعدم الإفراط في الزينة ولبس الحلي والذهب تجد أن بعض من يقوم بذلك من المعلمات عليهن نفس الملاحظات التي يفتشن عنها فتجد البعض منهن مطيلة الأظافر بدرجة تشبه مخالب بعض الطيور والحيوانات وتجدها قد وضعت أرتالا من المكياج على وجهها إضافة إلى الحلي والذهب الذي أثقل كاهلها مع ما عليها من الملاحظات في الملبس ومع ذلك تتشدق في ذلك وتحاسب الطالبات عند وجود أي ملاحظة مما ذكر ولا تبالي بما عليها من ملاحظات فتراها تزمجر وتصيح وتتوعد الطالبات عند وجود أي ملاحظة مهما صغرت ناسية نفسها وكأن الأمر لا يعنيها وكأنها غير مشمولة بذلك فهي في قرارة نفسها خارجة عن التعليمات. ان الإنسان إذا دعا إلى أمر ما وأراد أن يطاع فلا بد أن يطبقه على نفسه ثم يدعو إليه إذ لا بد أن يوافق القول العمل ولسنا بحاجة إلى دعوة من يخالف قوله فعله حيث ان قوله صادر عن غير اقتناع ولو كان عن قناعة لوافق قوله فعله. إن المعلمة يجب أن تكون قدوة لطالباتها في كل أقوالها وتصرفاتها في حركاتها وسكناتها فيجب عليها أن تطبق ما تدعو إليه حتى تجاب لما تدعو إليه خصوصا إذا نظرنا إلى أن المعلمة قد بلغت من العمر ما يجعلها تميز بين الجيد وضده وبين الضار والنافع بخلاف أغلب الطالبات اللواتي لا يزال أغلبهن في سن المراهقة.
أخيرا أدعو الرئاسة العامة لتعليم البنات ممثلة بالمشرفات التربويات أن يكن قدوة للمعلمات أولا في تصرفاتهن والتزامهن في الملبس والمضمون حسب ما يوافق الشرع وما تدعو إليه التعليمات وإذا أصبحن كذلك (وهن كذلك إن شاء الله) أن يكون من أولويات الجولات التي يقمن بها على المدارس التركيز على المخالفات التي لدى بعض المعلمات والعمل على إزالتها وعدم التساهل في ذلك حيث يلاحظ أن الطالبة لا يمكن أن تقبل كلام المعلمة عن أي موضوع إذا كانت المعلمة لا تطبق ما تدعو إليه قولا وعملا. ولذا تجد أن الطالبة حائرة بين ما تقوله المعلمة وتدعو إليه وبين ما تطبقه فلا تستوعب الخطأ ذلك ولا تلقي بالا لما سمعته لوجود ما يخالفه ممن دعا إليه. مما يولد لدى تلك الطالبة الازدواجية في الاتجاه وعدم الاستقرار على أمر معين وهذا ما أحدث قضية الإعجاب التي انتشرت بين بعض الطالبات لبعض المعلمات والتي أدت إلى انفصام شخصية بعض الطالبات.
أحمد بن محمد النصيان
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved