أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th January,2002 العدد:10692الطبعةالاولـي الأحد 22 ,شوال 1422

مقـالات

جداول
مرثية ضرس..!
حمد بن عبدالله القاضي
** عسير جداً أن تفارق شيئاً ألفته سواء كان داراً أو إنساناً أو صوتاً...!!
بل إن الشاعر المتنبي رأى أن الدموع سوف تتساقط من عينه لو فارق (شيبه) الذي ألفه فيما لو عاد إلى شبابه ألم يقل:


«خلقت ألوفاً لو رجعت إلى الصِّبا
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا»

وكاتب هذه السطور عاش «رحلة فراق» «عضو» من أعضاء جسده عاشره سنوات طويلة، بل عايشه منذ عرف نفسه، بل وربما قبل أن يعرفها وكان هذا «العضو» وفياً معي.. صبوراً على طلباتي وكنت أيضاً محبا له، ومكرماً لصبره.
هذا «العضو» هو أحد «أضراسي»!!
وقد حاولت وحاول أخي أ. د. البارع عبدالله الشمري أن يطيل عمره، وأن يديم عشرته لي.. ولكنه أي ضرسي «الله يسهل دربه» باعني بعد هذه العشرة الطويلة.. ولم يحسن خاتمته معي.. لقد كان طيلة السنين الماضية نعم الرفيق المريح، والمعاون الشهم ولكنه في النهاية تغير كثيراً كشأن كثير من البشر لقد اضحى مزعجاً وبخاصة عندما علم بنيتي «إنهاء علاقتي به» بالطلاق البائن، وانطبق عليه وعليَّ «قرب الوداع وشان طبع المعازيب» كما يقول الشاعر النبطي!.
إنني أثق إن هذا «الضرس العزيز» لو كان يعلم ماذا سوف يكون مصيره بعد فراقي لتشبث بي إذ إنه يتربع على أريكة «فمي» معززاً مقدراً أما الآن فهو في مكان موسوم بالهوان والبطالة ذلك هو «سلة النفايات الطبية»!.
إنه يعكس حمَّى الشاعر أبي الطيب التي فرش «لحمّاه» المطارف ولكنها اختارت أن تنام بين أحضانه، ولعلها وجدت في دفء أحضانه أوفر راحة مما وجدته في مفارش الحرير..!!
إنني لأول مرة أرى أن الهدم أصعب من البناء.. ولكن هذا ما رأيته في عالم الأسنان فقد ظل «الطبيبان» حوالي ساعتين من أجل إعطاء تأشيرة مغادرة لضرسي من غرفة فمي إلى المجهول!!
هل تراه وفاء من هذا الضرس الذي لم «يخرج من فمي إلا بطلعة الروح».. كما يقولون!.
أم تراه تشبّث بي قبل الرحيل ليبقى ذكرى غير عطرة في دارة فمي!!.
أم لأنني نزعته من بين أشقائه من الأسنان والأضراس.
لا أقول إلا كم أنت وفيٌّ أيها «الضرس العزيز» وإلى لقاء وإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة كما عاش على نعيم الأمل العاشق ابن زيدون عندما فارق حبيبته ولادة فقال:


«إن كان قد عزفي الدنيا اللقاء ففي
مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا»

أما قبل:
لن أبكيك أو أبكي عليك «ضرسي العزيز» مادمت أنت الذي اخترت الفراق.. بل إنك سامحك الله خلقت من «المشكلات» لصاحبك ما جعله يفارقك غير آسف عليك!.
وكذا الدنيا أيها الضرس العزيز نزول وارتحال..!.
* * *
عزاء
في الاستراحة!
** تعوَّد الناس أن يذهبوا إلى «الاستراحات» للنزهة والترفيه والتسلية، أما أن يذهبوا إليها للعزاء فإن هذا أحدث «موضة» في عصر «ترف» العزاء..!
لقد قرأت أكثر من إعلان عزاء منشور وكان يشار فيه إلى أن «العزاء» أجل العزاء..!
سوف يكون في استراحة «المرحوم»..!، أو أحد أبنائه أو إخوانه أو أقاربه.
كيف يكون عزاء في الاستراحة..؟!
هل أهل المتوفى استراحوا من فقيدهم فجعلوا العزاء بالموقع المخصص للنزهة «الاستراحة».؟!
إنني لا أتصور أنني سوف أقول لإنسان هيا نذهب إلى «استراحة» فلان لنعزي أهله بفقده..!
لا أقول أخيراً إلا:
اللهم أجعل قبور الراحلين من هذه الدنيا «راحة» لهم من عناء الحياة «واستراحة» لهم وهم يستعدون ليوم البعث والنشور..!
* * *
في ذكرى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
** كنت نسيت مرور عام على وفاة راحلنا الغالي الشيخ محمد العثيمين رحمه الله ولكن صديقاً عزيزاً اعتاد أن يبعث إليَّ رسائل جوالية «نافعة» بخلاف السائد في هذه الرسائل أشار فيها إلى ذكرى رحيل الشيخ هذه الرسالة في يوم الثلاثاء 16/10/1422ه وقال في رسالته:
«في مثل هذا اليوم انطفأ سراج العلم ابن عثيمين رحمه الله فلا تنسه من صالح الدعاء».
وجزى الله هذا الصديق خيراً على تذكيري برحيل الشيخ وأسأل الله أن يغفر للشيخ ابن عثيمين هو والشيخ الجليل «ابن باز» جزاء ما قدما من خدمات جلَّى للإسلام والمسلمين.. ونسأل الله أن يجمعنا بهم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved