أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th January,2002 العدد:10692الطبعةالاولـي الأحد 22 ,شوال 1422

مقـالات

نوافذ
غلاء المهور
أميمة الخميس
تمنياتي بخمسين «نخلة» تظلل درب اللواتي سيذهبن الى مجلس الشورى لمناقشة قضية تهم المرأة ومن المرأة الى المرأة دون ان تستأجر المرأة حناجر غيرها وتستعير أوراقاً ليست لها ولا تمثل همومها الخاصة، للحديث عنها والتعبير عن المعوقات التي تترصد بمسيرتها.
ولكن الشيء الغريب الذي يستحق الوقوف عنده في هذا المجال هو القضية التي ستناقشها السيدات «من خلال موقعهن الخاص» في مجلس الشورى.. غلاء المهور!!!!
ولا أدري من الذي أيقظ هذه القضية من أضابير الزمن، ومن الذي جلبها الى الواجهة الأولى لتضحى قضية تناقش بعد أن كانت قبل عقد من الزمان قضية بائته استهلكتها الصحف بلا طائل؟
وباعتقادي الشخصي أن قضية غلاء المهور هي قضية مظللة وغير واقعية، فقد ارتبطت لفترة من الفترات بالطفرة ومن ثم هي في طريقها الى التلاشي تحت ضغط الأمر «الاقتصادي» الواقع والجديد، ومن ثم ليس للمرأة علاقة بغلاء المهور من بعيد أو قريب فهو رأس المال يستدير بين الذكور في نوع من المقايضة، التي تستفحل في الطبقات قليلة الوعي الديني والخلقي، وعملية الربط بين ارتفاع نسبة العنوسة وغلاء المهور هو ربط تعسفي لا اعتقد انه مبني على دراسات ميدانية وواقعية تتعلق بهذا المجال.
فالملاحظ كما أسلفت ان عملية المباهاة والمغالاة في المهور تكثر لدى الطبقات شحيحة الوعي والتعليم كما أسلفت، وكما انها بالتالي تحصيل حاصل نظراً لارتفاع المستوى المعيشي الطارئ والمفاجئ في زمن الطفرة، تحولت المرأة بدورها الى سلعة ارتفع ثمنها تماماً كسعر متر الأرض في الشمال، وإيجار غرف الفنادق في المناطق السياحية مقارنة بدول العالم «والدليل ميل البعض الى استجلاب نساء من الخارج على سبيل الاسترخاص»!!
بينما على الغالب تأخر سن الزواج او ما يسميه المجتمع «بالعنوسة» يكثر في الطبقات المتوسطة وما فوقها التي نالت فيها المرأة حظاً وافراً من التعليم، وتبلورت بالتالي لديها نتيجة تعليمها واستقلاليتها الاقتصادية وعي مخالف عن الزواج او طريقته ذلك الذي كان كانت لدى جدتها وأمها على سبيل المثال.
هي مرحلة انتقالية تعيشها المرأة ودائماً في المراحل الانتقالية التي تمر بحياة المجتمعات لا بد من مرور الكثير من المعوقات والمآزق الطارئة التي تظهر نتيجة لتغير الواقع الاجتماعي والظرف الاقتصادي، وبالتالي هذا يفضي الى تغير النتائج وظهور ما يسمى بالمشكلة عندها يعيها المجتمع ومن ثم يطور أدواته لحلها، هذه الحلول بالضبط تعبر عن مدى وعي المجتمع ونضجه وقدرته على مواجهة مشكلاته بشكل موضوعي وعميق ويعالج المشكلة من جذرها ومن خلال أسبابها الحقيقية التي لن يكون منها على سبيل المثال غلاء المهور، تماماً كما أن ليس الحل النهائي لمعالجة تأخر سن الزواج هو «زواج المسيار» مثلاً!!!! الذي هو أيضاً حل رجالي «لتجيير» مشكلات المجتمع بما يتلاءم مع نزواتهم وشهوات مخيلتهم.
تحية خضراء لخمسين نخلة سيناقشن بعضاً من قضايانا، وما سبق هو محاولة للاحتفاظ بتفسيرنا الخاص لقضايانا دون ان نستأجر من يفكر عنا ويختار لنا مشاكل ويصر على جعلها مشاكلنا مع تغييب لمواطن الهموم الحقيقية.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved