أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th January,2002 العدد:10692الطبعةالاولـي الأحد 22 ,شوال 1422

الاقتصادية

مقومات الجذب السياحي
يتمثل النشاط السياحي في تقديم منتج معين يسمى بالمنتج السياحي وبالتالي يشتريه السائح، وخصائص هذا المنتج تتمثل في كونه منتجاً مركباً، فهو مزيج من مجموعة عناصر وعوامل تتشابك وتتكامل مع بعضها لتكوين منتج متجانس وهو الرحلة «الجزء الديناميكي» والاقامة في المكان المزار «الجزء شبه الثابت» ومنه نستنتج ان المنتج السياحي يتكون من عناصر ثلاثة:
المعالم والمغريات السياحية للبلاد،
الخدمات والتسهيلات السياحية والفندقية،
خدمات النقل والمواصلات،
وبذلك نرى ان المنتج السياحي يمثل نوعاً خاصاً ويختلف عن السلع والخدمات الأخرى في كونه منتجاً مركباً يمثل تجربة خاصة يعيشها السائح من بداية استعداده للرحلة وحتى عودته من الرحلة،
أولا المعالم والمغريات السياحية:
تمثل المغريات والموارد ومقومات الجذب السياحي سواء الدينية التاريخية الطبيعية والعلاجية إحدى الركائز الأساسية للعرض السياحي في أي دولة، وكل هذه تعتبر عوامل منها يتحدد السائح مكان الزيارة المقصود، ولذلك تختلف هذه العوامل تبعا لطبيعة كل فرد التي يتأثر الطلب السياحي بها، هذه العوامل تتمثل في طبيعة المكان من حيث توافر الشمس والرمال مثلا أو الجبال والجليد أو الغابات والأنهار، وقد تكون هذه العوامل معالم سياحية مثل مناطق أبها الطائف وأبراج الفيصلية والمملكة بالرياض، والمعالم المتوفرة في بقية المناطق الخام من مدن المملكة،
كما قد تكون هذه العوامل أحداث سياسية اجتماعية أورياضية مثل حضور مؤتمرات توقيع اتفاقيات ومعاهدات وقد يرتبط هذا بحب معرفة الأساليب الحديثة أو القيّم الحضارية والاجتماعية لشعب هذه المنطقة وبذلك تكون المعرفة والاطلاع هو الحافز والدافع على السفر والسياحة وبذا يمكن تقسيم هذه المقومات الى:
1 مقومات طبيعية،
2 مقومات تاريخية وأثرية،
3 مقومات دينية واجتماعية،
4 مقومات حديثة،
(1) المقومات الطبيعية:
وهي كل ما تملكه المملكة العربية السعودية من عناصر طبيعية المتمثلة في موقعها مناخها تنوع البيئة من بحار ومحيطات وجبال وصحراء وأراض خضراء وشواطىء مما يجذب السائح للرغبة في زيارة المملكة، ، وتتأثر هذه العناصر الطبيعية بعامل الوقت والمسافة ورغبات السائحين فمثلاً يقبل سائح دول شمال وغرب أوروبا وأمريكا وكندا على البلاد الحارة والمعتدلة شتاء وكذلك يقبلون على المنتجعات الصحية والشواطىء صيفا وكذلك ارتياد الصحراء والغابات، وكذلك يفضل رجال الأعمال أماكن الاستجمام والراحة ويتهافت السائحون المرضى على المراكز الصحية والمنتجعات وأماكن آبار العيون المائية خاصة ما كان منها معدنيا،
(2) المقومات التاريخية والحضارية:
من المعروف ان المقومات التاريخية والحضارية تقاس بمدى حضارة هذا البلد على مرور الزمان وبقدر ما تمتلكه المملكة من آثار هذه الحضارة وما تبقى منها من دور العبادة وقصور الملوك والمباني التذكارية والثروات الطبيعية حيث يعتبر كل ذلك انعكاسا مباشراً لحضارة هذا البلد، وتجتذب هذه المناطق بآثارها طبقات وفئات معينة من السائحين لأن المعرفة والرغبة في الثقافة هما المحور الأساسي في تنقل وسفر هؤلاء السائحين، ويتجه هذا الكم من السائحين الى المتاحف والقصور والمساجد والمكتبات والمناطق الأثرية، ، ويشكل هذا النوع من السياحة قدرا ضئيلاً من السياحة الدولية يقدر بحوالي 1%،
(3) المقومات الاجتماعية والدينية:
وهي تتضمن أنماط وأساليب الحياة والتنظيم الاجتماعية التي يتبعها مختلف فئات القبائل والشعوب في المملكة وفي مجتمعهم وسنجد اختلافات كثيرة في عادات وتقاليد وطرق والنظم التي يحياها هؤلاء الناس، ، وهنا نرى ان هذه الاختلافات وهذه الأنماط المختلفة تمثل مقومات جذب لأفراد الشعوب الأخرى ومن هنا يبدأ التحرك لمعرفة هذه الأنماط وربما دراستها وتعتبر المقومات الدينية التي تتمثل فيما تمتلكه المملكة العربية السعودية من مناطق ترتبط بمنشأ الديانة الاسلامية وكذلك المزارات الهامة كالمساجد والأضرحة والمقابر والأماكن المقدسة وأماكن الاحتفالات الدينية، كل هذا يعتبر مقومات جذب هامة لدى فئات وأفراد معينة من مختلف شعوب العالم،
(4) مقومات حديثة:
وتتمثل في الأبنية والمنشآت الحديثة والضخمة ذات الطراز المعماري المتطور التي يندر وجودها في العالم وكذلك المشروعات الضخمة التي قامت بمناطق مختلفة في منطقة عسير ومنطقة الطائف وكذلك المشروعات المتطورة من الكباري والأنفاق التي تضارع مثيلتها في أوروبا وأمريكا،
ثانيا: التسهيلات السياحية:
وتنقسم هذه التسهيلات الى:
مشروعات البنية الأساسية،
مشروعات الاقامة والإيواء،
مشروعات النقل والمواصلات،
1 مشروعات البنية الأساسية:
تعتبر مشروعات البنية الأساسية من الدعائم الهامة التي تعمل على تسهيل وتقديم الخدمة السياحية من حيث عناصر السرعة والراحة والأمان والانتظام ولذا فهذه المشروعات ضرورية لتمكن المملكة من السير في الطريق نحو التنمية السياحية ويمكن القول ان هذه المشروعات المتمثلة في شبكات المياه الصالحة للشرب وشبكات الطرق والصرف الصحي والاتصال وهي لا تخدم فقط القطاع السياحي بل تخدم القطاعات الأخرى،
ويمكن القول ان هذه المشروعات السابقة وما يجري الآن من توسيع وتطوير مستمر في الموانىء والمطارات تقتصر الطريق نحو السير في خطى ثابتة نحو التنمية السياحية ومن ثم الى التنمية الاقتصادية الشاملة، ورغم ان المملكة والحمدلله بقيادتها الحكيمة بعيدة النظر قد قطعت شوطاً كبيراً لابد من الاشادة به، إلا انه يجب على المملكة ان تعيد التخطيط بحكمة لمثل هذه المشروعات قبل البدء في تنفيذ مشروعات جديدة للتأكد من مطابقة هذا التخطيط للسياسات العامة الموضوعة،
وقد يكون من الصعب تنفيذ مشروعات البنية الأساسية الكافية لارتفاع تكاليفها وتصبح عقبة هامة في طريق اكتمال التنمية السياحية وبالتالي يؤثر ذلك على حركة السياحة في المملكة،
2 مشروعات الاقامة والإيواء:
هذه المشروعات تتمثل في بناء وتجهيز المنشآت اللازمة بالكم والكيف الذي تتطلبه الحركة المتوقعة حيث يسبب ذلك عقبة أمام حركة وحجم السياحة وهذه المشروعات تضم كل ما هو مخصص للايواء واقامة السائحين في منطقة الزيارة وتشمل الفنادق القرى السياحية البواخر العائمة بيوت الشباب والمعسكرات والشقق المفروشة كما تضم أيضا تقديم خدمة الطعام في المطاعم والكافتيريات،
3 مشروعات النقل والمواصلات:
تعتبر من أهم الخدمات المرتبطة بالنشاط السياحي وتكون وظيفتها توفير وسائل النقل والاتصال المختلفة لراحة المسافرين بكافة أنواعها بين نقل بري وبحري وجوي حيث من شأن ذلك تقريب المسافات بين مناطق الوصول ومناطق الاقامة ومناطق تقديم المنتج السياحي مع مراعاة ان توفير ذلك يجب أن يكون في ظروف وأسعار مقبولة تناسب مع ما يقدم من خدمة،
ومما ذكر نرى ان السفر والتنقل هما الأساس الأول في فكرة السياحة ومن هنا كان لهذه المشروعات الأهمية القصوى في تطور هذه الظاهرة، ويلاحظ دائما ان مراحل تطور وسائل النقل والمواصلات تسير في خطى واحدة مع مراحل تطور ظاهرة السياحة حيث أنهما متلازمتان تماما، وفي مجال الحديث عن محددات حركة السياحة في المملكة ومقومات الجذب السياحي بها لابد من الوضع في الاعتبار معوقات السياحة والتي تتلخص في:
1 الوعي الثقافي لدى المواطن السعودي في المناطق المختلفة،
2 الخطط المتوفرة والمنفذ منها لصيانة مناطق الآثار،
3 حصر التوسع العمراني العشوائي في المناطق السياحية،
4 عدم كفاية ونقص الأيدي العاملة في القطاع السياحي والفندقي،
5 الخطط السياحية وكفاءة التخطيط السياحي،
6 الخطة التسويقية وأسس وضعها،
7 نقص أو قصور مشروعات البنية الأساسية في بعض المناطق،
8 التضارب في اختصاصات الأجهزة الرسمية،
9 أسلوب توجيه الاستثمارات في قطاع السياحة،
د، ياسين الكحلي
أستاذ السياحة والفنادق - معهد الإدارة العامة الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved