أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th January,2002 العدد:10692الطبعةالاولـي الأحد 22 ,شوال 1422

محليــات

لما هو آت
متاريس الأشباه
د. خيرية إبراهيم السقاف
يتساءل القوم عن سر خفوت الإبداع في النَّص الأدبي...
هل الخفوت في النَّص ذاته؟
أم في «حماس» القارئ؟ ويقظة الناقد؟
أم أنَّ كلَّ الكلِّ منهم قد انخفضت «حرارة» الدافعيَّة في دواخلهم، فانطفأت وقدة الإحساس، ومن ثمَّ العطاء...، وجاءت «المحاولات» الرتيبة باهتةً لا حياة فيها؟!
فإن تمَّ الإقرار على هذا...
فإنَّ ثمَّة اتهاماً خطيراً... بموت «الإحساس» الذي هو محور الإبداع... وما يرتبط بالإبداع ونصِّه من الحيثيات الأخرى...
السؤال...
إنْ كان القوم هنا قد انفرجت لأقدامهم، ولعيونهم، ولكلِّ بؤر الالتقاط فيهم كافَّة المنافذ، وأُشرعت لهم كلُّ النوافذ ليطلُّوا على «العالم» الكبير باتساع كلِّ ما فيه، والصغير بتفاصيله، وغدوا على الوقوف على «إبداعات» البشرية قادرين...، والناس في العالم كلِّه «تُبدع» ولم تخفت، بل لم تَمُتْ لديهم رغبة «القول» المباح، في الوقت البراح، ولا في الواجهة الأخرى للوقت والقول... فما بال القوم هنا ينعون إبداعهم؟ ويكادون يشيِّعونه؟...
إنَّ الإبداع لا يموت...
وإن خفَت فله «أسبابه» التي يمكن أن يعزوا إليها سرَّ خفوته وانطفائه...
لهم أن يبحثوا في مدى تفاعلهم مع معطيات الواقع بما يُوقد الحياة في قوادم أخيلتهم، ولهم أن يمتحنوا مواقع الأحلام عندهم كي يدركوا «فراغها» أم «انسدادها» عن أن تترك للأحلام فرصة التحليق كي يصنع «المبدع» ما يجعله حاضراً في ساحة التّفاعل...
ولهم أن «يُحرجوا» أنفسهم داخل صومعة السؤال، ويقيِّدوا ذواتهم في محاور المواجهة مع ذواتهم...
إنَّهم إن قدروا على أن يرفعوا شهادة الحق، فإنَّ غالبيَّة هؤلاء سوف ينسحبون عن المواقع، ذلك لأنَّهم في الغالب لم يكونوا مؤهَّلين كي يصمدوا أمام تجارب الإبداع، تلك التي هي محكُّ الحقيقة...
الإبداع الحقيقي لا ينضب، ولا يخفت، وإن أخذ زمناً كي يستوي، لكنَّه لا ينتهي...
إنَّ مجرَّد أن يكون جملة من القوم قادرين على الكتابة ليس بالضرورة أن يكونوا أصحاب نصٍّ إبداعي يؤهِّل للبقاء...
إنَّ الحقيقة، أنَّ المبدعين حَقَّاً وراء جدران حجراتهم الخاصَّة، إنهم يأكلون، ويتنفَّسون، ويشربون، داخل «بيئة» توافرت لها مقوِّمات الحفز كي يبدعوا، وهم يفعلون، فمن يطرق أبواب هذه الحجرات؟... من بإمكانه أن يمنحهم شارة العبور دون أن يضع لهم أولئك الجملة من القوم متاريسَ أمامهم تحجبهم عن حقيقة التَّفريق بين الإبداع وشبه الإبداع؟
بين المبدعين، ومدّعي الإبداع؟
ألم يحاول أحدٌ من المتسائلين عن سرِّ خفوت «الإبداع» أن يفحص ما صُنِّف في هذه الخانة كي يتأكد من مناسبته لهذه الصفة، فيعلم أن لا صمود للشَّبيه؟
ولا يزال القوم ينعون زمن الطَّفرة...
حتى في الإبداع...
ولكن!!
إنَّنا لا نزال نرى أجنحة الإبداع تحلِّق في سمائه، وتلك الأحلام غيمات لا تزال حبلى، ولسوف تمطر...
حينما تُزاح عن مسارها متاريس الأشباه.
بعد أن خفتت أجراس الطُّبول... وقرع أصحابها...

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved