أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th January,2002 العدد:10692الطبعةالاولـي الأحد 22 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

الأمير سلطان بن عبدالعزيز والقلب المفعم بفعل الخير
الإسهام والتبرع والإنفاق في الأعمال الخيرية المتعدي نفعها للآخرين يُعد من أجل الأعمال وأفضل القربات إلى الله، ومن الحسنات التي تسجل في صحائف المسلم، وللعمل الخيري أثر كبير في المجتمع إذ هو يقع في موقعه لفئات من المجتمع من الذين لا تقوم حياتهم وسعادتهم بعد توفيق الله إلا بمواقف أصحاب الأيادي الكريمة والنفوس الزاكية والهمم العالية التي تمتد بالإحسان إليهم والرحمة بهم وتلمس حاجاتهم وسد فاقتهم وتلك علامة الإيمان فإذا خالط الإيمان بشاشة القلوب أصبح الإنسان لا يعيش لنفسه فحسب بل يعيش لنفسه ودينه ومجتمعه وأمته ويتمنى إيصال النفع للناس.
فكم من كُرب فُرّجَت، وكم من مطالب تحققت، وكم من نفوس اطمأنت، وكم من عسر تحول إلى يُسر، وكم من عقبات ذُللت!! بسبب ما يضعه الله في نفوس بعض عباده من الإيمان الصادق والإنفاق المتواصل والعطاء المتجدد في وجوه الخير وصنائع المعروف..
هذه مشاعر وخواطر جاشت بها النفس، وفرغها القلب وسطرها القلم بمناسبة تكرم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أدام الله عزه ورفع ذكره بالتبرع السخي لجمعية المعاقين بالمنطقة الشرقية بخمسة ملايين ريال دعماً لمسيرة هذا الصرح الخيري، وكذلك التبرع المتواصل بقدر مليون ريال في كل سنة تنمية لمناشط هذا المجمع وتوسيعاً لقنواته وعطاءاته.
ولا ريب أن هذا الدعم الكبير سيكون بمشيئة الله له الأثر البالغ في تحقيق أهداف هذه الجمعية وتقديم الخدمات وتوفير آلات الإعاقة وتهيئة الظروف الملائمة التي تساعد على تقويم وتشخيص الإعاقات لدى الأطفال بواسطة عدد من الأطباء المختصين وبمساعدة فريق عمل متخصص.
كما سيكون لهذا التبرع الكريم دور في تعدد الأنشطة والبرامج التأهيلية للمعاقين وغير ذلك من المنافع المتعددة..
ويتواصل العطاء ويمتد الإحسان من سمو النائب الثاني إلى الشباب الراغبين في الزواج من الذين تعوزهم المادة وتقف عائقا في طريقهم لتحقيقه ويتبرع سموه بمليون ريال لمشروع ابن باز للمساعدة على الزواج لصالح إنشاء الوقف الاستثماري الذي سيتم إنشاؤه بمشيئة الله .
وهذا المشروع المبارك يُعد من المشاريع التي تُعين الشباب على تحصين فروجهم،وتيسير سُبل العفاف لهم، وتمكينهم من إقامة حياة زوجية اجتماعية راقية، تُخرج للأمة وللأوطان نسلاً طيباً وجيلاً صالحاً.
كما وقد وسبق لسموه أن تبرع للمراكز الصيفية التي تقيمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المعاهد العلمية وقت الاجازة في مناطق ومحافظات المملكة، بمبلغ كبير كان أكبر رافد وعون لتفعيل أنشطة تلك المراكز التي من أهدافها حفظ أوقات الشباب من لوثات الفراغ، وتمكينهم من الاستفادة من المناشط والدورات العلمية وصيانتهم من الانحراف والضياع وتقوية جوانب العقيدة في حياتهم..
هذا فضلا عما يقدمه سموه من عون وعطاء لكثير من الجمعيات الخيرية والمناشط الدعوية وإعانة الأسر الفقيرة.
فأصبح الدعم والتبرع والإسهام المالي في أعمال البر ومشاريع الخير هاجساً متأصلا ومتواصلاً في قلب سمو الأمير سلطان. وهي أعمال جليلة ومواقف مشرفة مجيدة، يقدمها خدمة لهذا الوطن ومواطنيه لا أقول ذلك مدحاً أو إطراء فسموه غني عن كل ذلك، ومنزلته فوق ذلك ولكنها إشادة بهذه المواقف الإنسانية والأعمال الخيرية، التي تُدخل السرور على قلب كل مواطن وهو يرى إخوانه يتمتعون بوافر النعمة وسلامة العافية من ذوي الظروف الخاصة من الذين قد ضافت بهم الحال وعجزت أيديهم عن تحقيق أمانيهم لأن غاية ما تصبو إليه النفوس الكبار هو التعاون العام، والتراحم والتعاطف والاشتراك في فعل الخير، وتعميم النفع والإحسان، عملاً بقول الله جل ذكره: «وافعلوا الخير لعلكم تفلحون».
والدعوة إلى الإنفاق والبذل والعطاء في وجوه الخير بدأت بذلك النداء النبوي، ووصلت إلى كل مسلم يملك أن يساهم بقدر قدرته، وطوق استطاعته لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أولئك القوم من مضر الذين قدموا عليه وكانوا جياعاً عراة حفاة، هَبَّ عليه الصلاة والسلام مسرعاً وخطب الناس وحثهم على الصدقة وذكرهم بفضلها وثوابها فتسابق الصحابة ببذل المال والطعام واللباس. فسُرَّ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال :« من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده» والحديث أخرجه مسلم في صحيحه.
جاء هذا الدعم المتواصل من سمو النائب الثاني ليُبرهن على العقلية الراشدة، والذهن المشرق، والتراحم الظاهر، والعطف المتواصل فأضحى سموه من عشاق المعروف، ومن الغيورين على المصالح العامة والعاملين لحياة الأمة ورقيها.
د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري
عميد كلية أصول الدين وإمام وخطيب جامع قصر الأمير سلمان بالمعذر

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved