أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th January,2002 العدد:10692الطبعةالاولـي الأحد 22 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

المرأة ميالة إلى الغيرة من الأخريات
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الاستاذ خالد بن حمد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كتبت الأخت الاستاذة الدكتورة هند بنت ماجد الخثيله في زاويتها المشهورة «وتاليتها» في يوم الاحد الموافق 15 من شهر شوال لعام 1422ه في الجزيرة بعددها «10685» موضوعا غاية في الاثارة والموضوعية هذا الموضوع الذي نال القدر الكبير منه موضوع سعودة الوظائف في وظائف القطاع الخاص في مختلف المجالات العملية التي تواكب تطلعات المسؤولين في بلادنا في التنمية واداء الواجب الوطني وسد كل الثغرات التي تنفذ منها ايدي وافدة ولدينا الاف الايدي والسواعد الخيرة التي تتشوق للبناء وتندفع للعطاء حباً للوطن والفداء.. وهذه السعودة التي فرحت لها الدكتورة انا ايضاً اشارك الاخت الدكتورة فرحتها بل ويفرح معها كل مواطن بين جنبيه قلب ينبع بحب الوطن وإحساس نابع بدوره الكبير في مسيرة العطاء كلٌ حسب تخصصه ودوره وجهده لتكتمل دائرة المساهمة في الحضارة والرقي ببلادنا الى مصاف الدول المتقدمة.. ولكن ما اثار فضولي الكتابي النائم هذه الايام وذلك بسبب ارتباطي العملي صباحاً والتدريبي مساء وما يترتب عليه من متطلبات والتزامات وجدت نفسي مرغما وبدون اي سابق تخطيط او حتى تفكير اشارك بهذه المداخلة المكتوبة حول الموضوع ولكن ليس من باب السعودة لأن الموضوع هذا بين ايد امينة تخطط له وترسم وفق مؤشرات مرسومة ودراسات متعمقة لكن الجزئية التي اردت ان اثيرها ولا «اثير العنصر النسائي» بقدر ماهي تفكير وتدبر فقال تعالى «وفي انفسكم افلا تبصرون..» لكن ياترى ماهي هذه الجزئية؟ لقد كانت هذه الجزئية هي نوع المرأة العاملة التي اختارتها ربة العمل لتكون سكرتيرة مكتب لها من مجموعة كبيرة من المتقدمات وذلك لوجود ضوابط موضوعة انطبقت عليها وتحقق مرادها كما سردتها الدكتورة والى هنا الموضوع عادي وينتهي على تساؤل هو «اخلاقيات المهنة».. ولكن الشيء غير العادي والمثير للتساؤل هو عن نوعية التعامل واهليته بين الاوساط النسائية والاسلوب الذي اتبعته طالبة التوظيف او لنقل الموظفة التي لم تجلس على الكرسي الدوار وتدير ارقام الهاتف وفي التعامل مع رئيستها وهي لم تبدأ الدوام الفعلي فقد بدأت المعركة قبل «ان تدق طبول الحرب».. وهاجمت بأسلوب غير حضاري وتلفظت بطريقة خارقة للعادة او لنقل مخالفة للنظم والتعليمات «رئيسها المباشر» بأسلوب لايرقى الى المستوى التعليمي الذي وصلت اليه والتربية التي نشأت عليها في منزلها وكسبتها من المجتمع المحيط بها سواء كان المحيط العائلي الصغير او المحيط التربوي التعليمي في كليتها وبين زميلاتها وصديقاتها وجيرانها.. فكيف لو باشرت عملها.. فنسبت الدكتورة تلك التصرفات الى مصطلح كبير في معناه دقيق في تفسيره وهي «اخلاقيات المهنة» وهي لم تصل الى المهنة او تمارسها او حتى تتعرف عن اسلوب العمل وطبيعة التعامل مع الآخرين رغم انها قد تكون درست هذا نظريا في الكلية بحكم التخصص الذي على ضوئه اختيرت لهذا الموقع.. ولكن حتى هذا لم يكن السبب في فضولي الذي من اجله كتبت فالأهم في نظري اليها هو اكبر من ذلك وهي «المسؤولية القيادية» المستقبلية لمثل هذه الفئات هل هذا ينطبق على المرأة بشكل قاطع من حيث اسلوبها وتكوينها الانثوي امام مثيلاتها او هي حالة نشاز لايقاس عليها؟؟
اسئلة كثيرة دارت في البال وانا ابحر في هذا التفكير فانني اقول ان الواقع غير ذلك ومن وجهة نظري الشخصية وادعمها بتجربتي من الواقع الميداني الذي لازلت اعيش بين اركانه في مجالي التربوي والتعليمي.. وهذا الرأي الشخصي لايتعارض مع جهودها وقدرتها العملية في مختلف الميادين ونبوغها في العديد من المجالات التي نفتخر بها كمواطنين لكنني اردت ان اصل الى تأثير التركيبة النفسية والفسيولوجية التي هي عليها المرأة وظروفها وقت اتخاذ القرار في مدة وجيزة باعتبار ان هذا القرار يحقق طموح او يبني مستقبلاً او يهدر جهوداً مبذولة واياماً من العناء والشقاء من اجل البحث عن الوظيفة من جهة ومن جهة اخرها هي اختبار لقدرتها التحملية على الصبر والجلد والشاهد على ذلك قولها لمديرتها الجديدة «مكانكم بعيد مره علي».. من هنا تنبعث عملية المقارنة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب من حيث رجاحة العقل الاسلوب التعقلي البعيد عن العاطفة المبني على الصبر والجلد والقدرة فلو ان صاحب القرار رجل لاختلفت الموازين وانقلبت المعادلات من اجل لقمة عيش وعمل شريف وهنا تكمن الفوارق الفردية عن الرجل.. ومن هذا السياق تتضح لنا الصورة الواقعية عن التكوين الانثوي الذي دائما ماتكون فيه المرأة ميالة الى الغيرة من الاخريات ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة.. فقد كسرت احدى امهات المؤمنين رضي الله عنها اناء فخار فيه طعام يتناول الصحابة الطعام عليه «وذلك من باب الغيرة» لأن من قدمت لهم الطعام هي من احدى امهات المؤمنين الاخريات رضي الله عنها وتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لصحابته رضوان الله عليهم «قد غارت امكم عائشة».. او بما معناه. وهنا اضع هذا التساؤل وارجو ان لايثير الغضب بين الاوساط النسائية المتعلمة.. من تملك هذه الغيرة الربانية في نفسها كيف يمكن لها ان تتولى منصباً مرموقاً ليس من رقيب او حسيب سوى رقابة الذات ومخافة الله؟ وكيف لها ان تدير منشأة من بنات جنسها او تتخذ قراراً يتوقف عليه اشياء كثيرة.. انها خاطرة جالت في نفسي وتدافعت في رأسي وأنا أقرأ موضوع الدكتورة هند.. فأردت ان تأخذها «سبيلها في البحر سرباً».. مكرراً مرات عديدة ان هذا الطرح والتساؤل ليس فيه التقليل او الاستهانة او النكران والجحود للقدرات والامكانيات التي يشهد بها مجتمعنا وحققنا بها درجات من التفوق.. بل فخور جدا وارفع رأسي زهواً وشموخاً بين المجتمعات الاخرى للعديد من المواهب والنابغات وصاحبات الرأي السديد والقدرات التربوية والتعليمية من بناتنا واخواتنا وجهودهن في مختلف فروع العلم الطبية والعلمية والنظرية وبراءات الاختراع التي تسجل باسم هذا البلد المعطاء والتي يشهد لهن العالم بأسره.
وفق الله كل الجهود الخيرة التي تعطي بلا حدود من اجل هذه البلاد واهلها.
والله الهادي الى سواء السبيل.
محمد بن غازي العنزي - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved