أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th January,2002 العدد:10693الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,شوال 1422

مقـالات

محاولات الصيد في الماء العكر!
شاكر سليمان شكوري
لا بد أن إعلامنا الآن يعيد النظر في آلياته، وأدواته، وفي برامجه ومخططاته، بهدف الانتقال من مرحلة الخطاب البيني المتنافر، إلى مرحلة خطاب خارجي موحّد أو على الأقل متجانس، الأمر الذي ظهرت حتميته لإحداث التواصل مع الغير، والتواجد الحقيقي في دوائره بعد طول غياب.
لكن بعض الأبواق لا تزال تتملص من هذه المهمة، ويحلو لها أن تظل عاكفة على التغريد خارج السرب، لا لأن السرب على طريق الضلال، بل لأن هذا البعض إذا أحسنا بهم الظن يسعون إلى الشهرة السريعة، ولو على حساب مسخ الحق، ولوي عنق الحقيقة.
وأكثر من يتهم بهذا الدور في فضائياتنا هي قناة «الجزيرة» بما اعتادت على تنظيمه من برامج حوارية ساخنة تغلب على ظاهرها الرحمة ويكمن في باطنها العذاب.
وربما أغرى «الجزيرة» اليوم بالمزيد سبقٌ حُظيت به في نقل رسائل قائد تنظيم «القاعدة» الملاحق أسامة بن لادن، الذي آثرها ولا يزال السبب لا يزال مجهولاً لدى الأغلبية بكل إنتاجه من تسجيلات الفيدو، مما دعا أكبر شبكة أمريكية هي CNN إلى إبرام تحالف إعلامي لا أحد يدري أمده مع المحطة «العربية».. أقول ربما أغرتها تلك الشهرة الشبهة بمزيد من الإثارة المشكوك دائماً في حقيقة نواياها، فالمعروف ان الأمة عندما تشعر بخطر داهم يهدد هويتها وكيانها على نحو ما نحن فيه الآن عرباً ومسلمين تسعى كل الفصائل إلى لمّ الشمل، ونبذ الخلاف، وتوحيد الصف، والتحلّق حول الهدف الأسمى المتمثل الآن في رد الهجمة الشرسة عن العرب والمسلمين عامة، وعن المملكة العربية السعودية التي استهدفتها الدعاية المغرضة على نحو خاص، ولا أعتقد أن عاقلاً واحداً تجري في عروقه النخوة العربية يمكن أن يختلف على هذا.
فما بال أحمد منصور مذيع «الجزيرة» يأبى إلا أن يسير في الاتجاه المعاكس، فيستضيف الأستاذ محمد سعيد طيب الأسبوع الماضي، في حوار لم يكتف المذيع «اللوذعي» أثناءه بالغمز بعينه كلما أعلن عن فاصل في البرنامج، وإنما غمز لسانه أيضاً ولمز، وواصل محاولاته المعهودة لوضع ما يريد على لسان الضيف.
وربما انساق الأخ «الطيب» مراراً وراء شراك المذيع بالكلام، وأحياناً بالصمت أو الإشارة، بينما منصور يجتهد في توظيف ذلك كله وتفسيره على ما يهوى ببراعة فنية لا تخفى، وإذا كنا نسائل في غير عتب مقدم البرنامج عن المصلحة «الحقيقية» التي من أجلها يدار برنامج على هذه الشاكلة من محاولات الوقيعة بين الشعوب ومؤسسات مجتمعاتها المدنية والحكومية، فإننا نعتب على الأخ «الطيب»، ونذكِّره بدوره كمثقف في مساندة الصلابة السعودية لرد كيد الكائدين والمرجفين المخدوعين والمأجورين، فكما ذكر مداخل سعودي في البرنامج نحن نرى المجتمع السعودي اليوم أكثر تماسكاً، وأكثر تمسكاً بعقيدته وتراثه ونظامه.
وإننا لنربأ في النهاية بالمثقف في أي مكان أن يصبح «طعماً» لمحاولات الصيد في الماء العكر.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved