أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th January,2002 العدد:10693الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,شوال 1422

الاقتصادية

شؤون عمالية
إلى أستاذتنا أ، د، هند بنت ماجد بن خثيلة أوصانا معاليه بقراءة هذا المقال
عبد اللّه صالح الحمود
وأنا أشارك في ندوة لقاء التوظيف والسعودة التي استضافتها غرفة تجارة وصناعة الرياض بتاريخ 15/10/1422ه تحت رعاية معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية أ، د، علي بن ابراهيم النملة، حيث استهل معاليه كلمته كعادته بعبارات لطيفة منمقة، فضلا عما ختم به معاليه كلمته بمفردات هي الأخرى لا يمكن وصفها إلا أنها دغدغت وأبسمت المؤتمرين، ويبدو أن هذا ديدن معاليه في لقاءاته واجتماعاته مع العديد ممن يلتقي بهم، وقد يرى البعض أنني أبالغ أو أمتدح معاليه، ولعل ما أود قوله في ذلك إن هذا ما شهدته فيه، وللآخرين حكمهم،
أما عما يعنيه عنوان هذا الأسبوع، أو معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية وهو يتحدث أمام المؤتمرين، أشار إلى أنه يطالع الصحف المحلية قبيل الذهاب إلى الوزارة وأنه متابع بدقة ما يكتب عن شؤون وشجون اختصاصات وزارته، وعسى أن يكون كافة المسؤولين الحكوميين لدينا يفعلون ما يفعل معاليه، بعد ذلك أردف معاليه قائلا إنه اطلع هذا اليوم الأحد الموافق 15/10/1422ه في جريدة الجزيرة العدد رقم «10685» على مقال كتبته أ، د، هند بنت ماجد بن خثيلة في زاويتها الشهيرة «وتاليتها، ، ، ؟» والذي أوصى معاليه المؤتمرين بقراءة ما كتبته هذه الكاتبة الفاضلة القديرة، ولأنني من كتاب جريدتنا المفضلة الجزيرة وأسعى جاهدا ألا تفوتني قراءتها كاملة ، إلا أنه كان لدعوة معاليه هذه، رغبة أشد بالنسبة لي لقراءة مقال الكاتبة المومأ إليه، لأنني كنت متوقعا بل جازما أن ما كتبته يدور حول شؤون التوظيف وإلا ما كان ليذكر معاليه هذه المقالة بالذات في لقاء يختص بالتوظيف والسعودة، والذي يعد ذلك من اهتماماتي اليومية، والأهم في كتابة هذا المقال اليوم ل «زاوية شؤون عمالية» هو أنني أود التعليق على ما ورد في ثنايا مقالة أ، د، هند بنت ماجد بن خثيلة، حول مطالبتها بضرورة سعودة الوظائف والتي تؤكد أنها من أنصار «السعودة» ونقدر لكاتبتنا القديرة هذا الاهتمام والحس الوطني الرفيع، وقد كان من ضمن ما أوردته الكاتبة عن بعض من الوقائع التي تحدث جراء قبول أو رفض طالبي العمل في وظائف القطاع الخاص، وكذا سرعان ما يعتري هذه المشاريع «مشاريع التوظيف» من تسرب أو دوران وظيفي، ومضت الكاتبة في مقالها تروي قصة واقعية حدثت في منشأة نسائية تمتلكها مواطنة، التي ما إن أسست منشأتها إلا وأعلنت عن احتياج منشأتها لعاملين واشترطت أن تكون المتقدمات للعمل «سعوديات» ، وبعد تقدم عدد لا بأس به وقع اختيارها بعد ذلك على إحداهن للعمل في وظيفة سكرتيرة لمكتب المديرة، وأخريات للعمل كموظفات، المفاجأة المؤسفة أن تلك المرشحة لوظيفة سكرتيرة ومنذ اليوم المفترض لمباشرتها العمل تغيبت عن العمل وأحدثت مشكلة كبيرة لصاحبة المنشأة بسبب هذا الغياب، حيث إن مفتاح بوابة المنشأة بحوزتها، حيث أوكلتها صاحبة المنشأة هذه المسؤولية العظيمة، مما نجم عنه من انتظار زميلاتها العاملات امام بوابة المنشأة لتفتح لهن الباب، العجيب في الأمر أن تلك الأخت لم تحضر ذلك اليوم البتة، وعند مهاتفتها من قبل صاحبة العمل لمعرفة أسباب غيابها أجابت أن المنشأة تبعد كثيرا عن سكنها، فأجابت صاحبة العمل أنه كان من المفترض منك الاعتذار، طالبة منها في الوقت نفسه إرسال مفتاح المنشأة إليها، إلا أن المؤسف له أيضا أن الرد كان بلهجة تبدو لا أخلاقية حينما قالت هذه الأخت ماذا تريدون بالمفتاح، وكان الرد عليها أن هذه عهدة وواجبة إعادتها لأصحابها، فردت مرة أخرى بسذاجة أن منشأتكم لا خوف عليها من السرقة، وسوف أودع المفتاح في برميل النفايات ولن يأخذه أحد، «انتهت القصة المريرة عند ذلك»، أعتقد وأجزم أننا إذا ما أردنا أن يتسنم أبناؤنا أعمالا عديدة وفي أكثر من موقع، عليهم أن يتحلوا بالأخلاق الحميدة والأمانة العالية، واحترام العمل الذي يعد شرفاً لصاحبه، وإثبات الحاجة والولاء له، وأؤكد أن أمثال من يمتلك هذه الخصال الحميدة هم كثر وللّه الحمد في هذه البلاد، التي تربى أبناؤها على التعاليم الإسلامية، وإنني أناشد المسؤولين في مجلس القوى العاملة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن تتضمن رسائلهم المكلفون بها، ما يسهم في إيجاد كوادر وطنية ناضجة تستمد أخلاقيات العمل لديها من واقع ما نص وأكد عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وبهذا لا بد من تلك الجهات أن تشرع في إعداد نصائح وإرشادات إعلامية متعددة تنادي باحترام العمل والالتزام بواجباته وكذا احترام عقود العمل المبرمة مع أصحاب العمل والأنظمة المتعلقة بشؤون العمل والعمال، وأن يتأتى ذلك في كافة الوسائل الإعلامية «المقروءة والمسموعة والمرئية» وصولا إلى أهداف منشودة محققة للجميع منافع ومكاسب عديدة،
واللّّه من وراء القصد،
*الباحث في الشؤون العمالية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved